منذ مجيء الخميني للسلطة كصنيعة امبريالية لتحل محل شاه ايران شرطي الخليج، الذي فقد دوره وقدرته على خدمة اسياده ، وبشكل خاص الامريكان ، كانت الخطة باستبدال الشاه بعمامة رجل يتمسح بالدين خاصة بالاسلام ، فمنذ أن حل في الضاحية الجنوبية لباريس ، ووكالات الاعلام العالمية تلتف حوله ، والامريكان يعقدون معه صفقة التآمر في أن يلتزم بخدمة مصالحهم في المنطقة ، وكانت مسرحية الرهائن التي رافقها الكثير من الشروط لاطلاقهم ، حتى وصل المطاف بالخميني بالاتفاق مع طاقم ريجان الإنتخابي بعدم اطلاقهم الا بعد الإنتهاء من ماراثون السباق الإنتخابي الامريكي ، حتى لا يستفيد الرئيس كارتر من وراء ذالك ضد المرشح الجمهوري ريجان ، وقد تم اطلاق سراحهم بعد فوز ريجان دون قيد أو شرط . الخميني ووصوله للسلطة صنيعة امبريالية امريكية وصهيونية ، بالاتفاق مع الامريكان من جهة، ولخدمة مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني من جهة أخرى ، فكيف يكون قائد ثورة ترفع شعار الاسلام وثمانين بالمئة من سلاحه لمحاربة العراق من الكيان الصهيوني . رفع الخميني شعار تصدير الثورة منذ ايامه الاولى ، والثورة لم توطد اقدامها بعد، لتنفيذ الاهداف الامبريالية الامريكية الصهيونية ضد العراق من جهة ، والخلاص ممن أنجز الثورة من ابناء الشعوب الايرانية ، الذين زج بهم في اتون ساحات المعركة مع العراق ، وقام باعدام الاخرين من مجاهدي خلق ، ومطاردة اعضاء حزب توده الشيوعي ، وفدائي الشعب ، وكل المعارضين لنهجه الدموي ، الى جانب اجبار الالاف من الشباب الايراني بالهجرة الى الخارج ، ليتسنى له الهيمنة والسيطرة على مقاليد السلطة في ايران . جاء خامئني المجوسي الثاني بعد الخميني ونهج نهجه ، رغم هزيمة الخميني على ايدي ابطال العراق الذين اسقوه كأس سم الهزيمة ، وقد أجج هذا الاخير نيران الفتنة في المنطقة بالتدخلات الخارجية ، وبشكل خاص في البلاد العربية ، وشعار تصدير الثورة لم يجد له سبيلاً في التنفيذ الا على الارض العربية ، بسبب حقد الفرس المجوس على العروبة والاسلام ، فكان اعتراف الملالي بالتواطؤ مع الامريكان في احتلال بغداد ، وعندما هزمت امريكا ولم تتحمل خسائرها على الارض العراقية بفعل المقاومة الباسلة ، سلمت مقاليد الحكم في العراق لحلفائها الايرانيين ، وعاث هؤلاء فساداً ، وجعلوا من العراق اكثر دولة فشلاً وفساداً ، واشعلوا نار الفتنة بين مكونات الشعب العراقي ، وهاهي قطعانهم الاجرامية فيما يسمى بالحشد الشعبي تقتل المواطنين على الهوية ، وتقوم بنهب الممتلكات ، وتدمير المدن تحت يافطة محاربة داعش ، وهم الوجه الاخر للارهاب الذي تمارسه داعش ، وناصرهم في حربهم الطائفية القذرة هذه المجوسي المجرم السستاني ، الذي لا يعرف احداً من العراقيين من أين جاء للعراق ؟ ، وكيف له بالتحكم في مقاليد شعب العراق ؟ ، لتنفيذ سياسات اسياده في قم وطهران إلى جانب هؤلاء المعتوهين من قيادات الاحزاب الطائفية الذين باتوا وبالاً على العراق والعراقيين ، ووصمة عار في جبين كل الفكر الديني الذي يتلعثمون به . لم يكتف نظام الملالي بتدمير العراق ، فهاهو في سوريا ومع مرتزقته من حزب الله وما يسميهم بالمجاهدين الافغان والباكستانيين ، يقتلون ويدمرون كل ما هو جميل على الارض السورية ، بتأييد من حاكم مأفون يقبل بتدمير الوطن والمجتمع ، ليقيم سلطته على خراب وطن وجماجم بشر، وزاد أن استعان بالروس الامبرياليين الجدد الذين ينافسون الامريكان في معاداة الشعوب ، والوقوف في طريق تحررها من أنظمة حكم إنتهى دورها ، وطال امد تحكمها في مقدرات الشعب، وحان الوقت لترك السلطة ، لاعطاء الشعب فرصة اختيار حكامه من خلال التغيير السلمي الديمقراطي، بدلاً من سياسة القتل والتدمير والتشريد التي طالت ابناء الشعب السوري . الارهاب والطائفية جاءت مع ملالي الفرس المجوس وبرؤوس أسوأ ثلاثة من زعاماتهم الخميني وخامئيني والسستاني ، وتحت سمع وبصر العالم ، وبتحالف ذكي مع كل اعداء الامة من امبريالية امريكية وروسية وصهيونية ، وكل همهم أن ينالوا فتات موائد اسيادهم والقضاء على ما هو عروبي واسلامي سليم ، بسبب حقدهم الدفين على العرب لهدايتهم للاسلام ، وخلاصهم من عبادة النار ، فقد اختلف الفرس عن كل الاقوام التي دخلت الاسلام ، فجميعها ابدت احترامها لدور العرب في الفتوحات ، ورفعت من مكانتهم التي اهدت لهم الدين الجديد باستثناء الفرس ، لمرض العظمة في نفوسهم ، ناسين أو متناسين أن العرب حتى قبل الاسلام قد اذاقوهم مر الهزيمة في معركة ذيقار ، وأنهم لم يصمدوا امام الجحافل العربية لا في القادسية الاولى ولا القادسية الثانية، وأن تاريخ الصراع العربي الفارسي يؤكد على عدم صمود الفرس في المواجهة مع العرب ، ولن يكون لهم ذلك الا من خلال الخبث والتآمر والتواطؤ مع الآخرين من أعداء الامة العربية . الحرب سجال بين الامم ، وإن كان الفرس يتنافخون اليوم بسبب حالة القوة التي هم فيها بالتواطؤ مع الآخرين ، وحالة الضعف التي اصابت العرب ، فإن المستقبل لن يسجل للفرس استمرارية نفوذهم ، وتسلطهم وتوسيع نفوذهم على حساب الارض العربية ، فالعرب وإن مروا في هذه الحالة ، فإنهم قد اكدوا كثيراً أنهم لن يركنوا لحالة السبات التي هم فيها ، وستنطلق جحافلهم لتدك معاقل كل المعتدين ، وتعيد للارض العربية اشراقة عروبتها ونصاعة فكرها ودينها، والتاريخ يؤكد على ما نقول ، وإن غداً لناظره قريب . dr_fraijat45@yahoo.com