سكنت القبائل العربية الساحل الشرقي للخليج العربي منذ فجر التاريخ. فالخليج العربي بساحليه الشرقي والغربي آان المجال الحيوي لحرآة القبائل العربية القادمة من شبه الجزيرة العربية والعائدة إليها بقرون طويلة قبل ظهور الدعوة الإسلامية. إن الآثار والحفريات تؤآد حقيقة تواجد إنسان الجزيرة العربية واستقراره على الساحل الشرقي للخليج منذ عصور وحقب موغلة في القدم . سيطرت قوى سياسية متعددة على الساحل الشرقي والساحل الغربي للخليج العربي لكن الطابع العربي لسكان هذا الإقليم لم ينقطع أبداً، وظل ملازماً لهوية سكان هذه المنطقة، وبقي الطابع الاجتماعي عربياً عبر القرون الطويلة والأحداث التاريخية وصولاً للزمن الحاضر. تجاوز الوجود العربي السكاني آل العواصف السياسية التي مرت على ضفتي الخليج. لم ينحسر الحضور العربي السكاني والسياسي على الساحل الشرقي للخليج العربي، بل تعدى ذلك التواجد إلى تشكيل الكيانات السياسية الصغيرة والكبيرة. وإلى بناء الدول والإمارات التي عمرت وسيطرت على مساحات شاسعة وبنيت الموانئ والأساطيل البحرية التي تحدت القوى الغازية القريبة والبعيدة، الأوروبية والفارسية والهندية، لقرون طويلة، وانتصرت عليها أحيانا وتراجعت أمامها تارة أخرى . عندما بدأ الضعف يدب في جسم دولة الخلافة العربية المترامية الأطراف بفعل عدة عوامل داخلية وخارجية، أخذت دولة الخلافة، بعد اجتياح المغول لبغداد العاصمة عام 1258 م، تتفكك، وتنشأ على أنقاضها ممالك ودول ودويلات محلية مختلفة المشارب والقوة والمساحات . تشكلت في الأحواز الشمالي في القرن الثالث عشر، بعد الغزو المغولي وسقوط الدولة العباسية، إمارة بني أسد واتخذ بني أسد مدينة الأحواز الحالية التي آانت تعرف باسم "سوق الأحواز" عاصمة لهم. في هذا السوق آان يجتمع التجار والناس ممن يبحث عن شئ يبتاعه وفي هذا السوق آان يلتقي قادة العشائر ويعقدوا الصفقات السياسية والأحلاف العشائرية. آما أسس بنو لام وآل آثير وبنو آعب إماراتهم في المناطق الشمالية من إقليم الأحواز. وفي القسم الجنوبي من إقليم الأحواز سادت بعد سقوط الدولة العباسية سلطة إمارة هرمز وإمارة لنجة من قبائل القواسم وتميم وبني خالد. وفي فترة لاحقة مع بداية القرن التاسع عشر سادت إمارات آل علي والمناصير والمزاريق بلإضافة لإستمرار فعل وتأثير إمارات القواسم المتعددة على طرفي الخليج العربي . إلى الشرق من المناطق العربية في الأحواز والعراق تمكنت في عام 1506م في المناطق الشمالية من الهضبة الإيرانية عشائر ترآمانية من تكوين دولة ذات ملامح فارسية. عرفت هذه الدولة بالدولة الصفوية. وفي نفس الحقبة من الزمن تمكن الترك من آل عثمان في عام1518م من تأسيس دوله لهم انطلاقاً من هضبة الأناضول على أنقاض دولة الخلافة العربية. عرفت هذه الدولة بالدولة العثمانية .