لقد مر حزب البعث بظروف قاسية خلال حياته النضالية ما جرى على الساحة منذ الخمسينات الهدف منه القضاء على البعث فكرا وجسدا وردة 18 تشرين 1963 لم تكن عملا عفويا أو انقلابا ولكن كانت حلقة من حلقات التأمر على البعث , بسبب ما يمثله الحزب :- 1- تبني الحزب لأهداف الجماهير العربية وتطلعاتها في كل أقطارها ويضع الحلول الجذرية لمشاكل الامة لمعالجتها وقد أثبتت الأحداث صحة ذلك . 2- المشروع النهضوي الذي طرحه الحزب يقضي على الوجود الأمريكي بكل صيغه . 3- البرنامج السياسي للبعث يعبر عن مبادئ ومصالح جميع العراقيين والعرب المؤمنين بوحدة الامة العربية أرضا وشعبا والمدافعين عن استقلالها وانتمائها القومي العربي والإسلامي والإنساني وافكاره ومنطلقاته النظرية في ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) حزب البعث بعد استلم السلطة بثورة 8 شباط 1963 بدأت قاعدته الشعبية تزداد وتتوسع وان أعضاءه بدءوا بالنمو والازدهار وقيادته تزداد صلابة وكان وجوده متميز في الساحة العراقية والعربية . . ولكن لم تستمر ثورة رمضان طويلا ، اذ تعرضت لتآمر الاستعمار والرجعية والتفافهما عليها، فنفذ عبد السلام عارف مؤامرته على الثورة في 18 تشرين الثاني عام 1963 ، وهو الذي جاءت به الثورة رئيسا للجمهورية على الرغم من انه لم يشارك فيها او يعرف شيئا عنها، وشن حملة تصفية للمناضلين البعثيين وقد اتصفت فترة الحكم العارفي بالضعف والفردية وشهد العراق تكالب اجهزة التجسس والمخابرات الاجنبية للسيطرة على العراق .. فكان لابد للبعثيين من ان ينهضوا من جديد على الرغم من الارهاب والتعذيب والسجون. ولم تكن ردة تشرين سوى عثرة في طريق النضال الرفيق المؤسس رحمة الله ( ايها الرفاق .... طالما سمعتم في حزبكم بان الحزب الثوري الصحيح هو الذي يكون الصورة لمستقبل الامة . الصورة المصغرة للمستقبل السليم الذي يناضل الحزب وتناضل الامة من .اجل بلوغه . لايمكن لحزب مريض ان ينجح في نضاله , ان ينجح في معالجة امراض الامه والمجتمع . فالشرط الاول الاساسي هو اذن ببساطة هذه السلامة في التفكير, في العلاقات الحزبية ، في الوضوح الفكري وفي الوضوح التنظيمي ، في الديموقراطية الصحيحة التي تسمح دوما بالتجدد وتصحح الخطا والتغلب على الضعف دون ان تؤدي الى الميوعة والفوضى , دون ان تكون مطية للوصولية والانتهازية والفوضى والتخريب _ هذا الدرس المستخلص من تجربة 63، عندنا ثقة كبيرة بان يكون قد هضم واستوعب بدليل ان حزبنا في القطر العراقي قد حقق عملا فذا في صموده وفي استئناف نضاله وتغلبه على الامراض وعلى الياس والتشتت ومؤامرات الاعداء ) وتهيأت الظروف داخل الحزب وتأمنت المستلزمات المادية للقيام بثورة 17 ـ 30 تموز . الثورة ومنذ يومها الاول تمكنت من ان تكتسب شرعيتها عن طريق التفاف ابناء الشعب حولها . وبدأت الثورة بتصفية شبكات الجواسيس، والتعرض للمؤامرات والقضاء عليها بحزم وقوة، واعلان بيان 11 اذار ، وتأميم شركات النفط الاحتكارية واقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، واقامة الحكم الذاتي ، وتنفيذ خطط طموحة، منحت العراق قاعدة اقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة . وهنا تجاوزت ثورة تموز الخطوط الحمراء التي وضعها الاستعمار لكل ماهو عربي اردوا معاقبت الثورة وجاء الاحتلال الامريكي ومن تحالف معهم يدقون طبول الحرب هدفهم المعلن القضاء على الدكتاتورية واقامة الديمقراطية ثم انتهى الامر واستقر على اجتثاث البعث مكرسا بقانون حضر الحزب. أذا الهدف كان البعث بما يمثله من خطر على مشروعهم الاستعماري ..! وكان رد البعث واضح صاحب اسرع واروع واقوى مقاومة عسكرية حصلت بتاريخ الحروب من منذ خلق البشرية الى الان.. مقاومته حزب البعث ليست فقط دفاعا عن العراق بل هي دفاعا عن قوانين الله على الارض دفاعا عن المستضعفين بالأرض دفاعا عن من ظلموا من الجبروت الامريكي مقاومة البعث ارهقت اقتصاد امريكا هذه المقاومة التي جعلت من الامبريالية العالمية نظاما مديونا دوليا هذه المقاومة التي جعلت امريكا تنزف شلالات دماء على ارض الرافدين .. اليوم في ذكرى ردة تشرين نتوجه إلى أبناء امتنا العربية حكاما وشعوب بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والشرعية للوقوف إلى جانب الشعب العراقي وإدانة جرائم مليشيات ايران المرتكبة بحق ابناء شعب العراق . تحية للرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد عزة إبراهيم قائد الجهاد والتحرير على أرض الرافدين وقيادات الحزب وكوادره ومناضليه. عاشت الأمة - عاش البعث العظيم. المجد لشهداء أمتنا الأبرار ولرسالة أمتنا الخلود