حين يتذكر المواطن العربي وضع الامة خلال السنوات التي سبقت احتلال العراق عام ( 2003 ) تنتابه الحسرة والألم الشديد لما تتمتع به دولنا العربية وشعبها انذاك من هيبة وكرامة يسودهما شعور قومي جعل من ابن المشرق العربي ان يثور ويسند ويدعم بالنفس والمال لابن المغرب العربي والعكس صحيح اثناء شعورهما بأي تهديد او خطر يهددان سيادة وثروات وأمن حياتهما بصورة خاصة والأمن القومي العربي بصورة عامة رغم الحساسية والكراهية اللتان كانتا تسودان البعض من انظمتها لاختلافات ايديولوجية ، او في وجهات نظر علاقات انظمتها الاستراتيجية او التكتيكية مع هذه الدولة الغربية او تلك الدولة الشرقية !! .. وابرر هذه الهيبة والكرامة والشعور القومي السائد انذاك بالأسباب التالية :- 1. هيبة الامة بالعراق وجيشه الباسل لما لهما من مواقف وطنية وقومية وإنسانية عبر ملاحمها التاريخية ، واللذان اثبتا لها ولأعدائها بأنه جبل النار الذي قذف ويقذف حمم براكينه الحارقة لكل من تسول له نفسه من اعدائها التاريخيين الطامعين بأرضها وثرواتها سواء كان من حدودها الشرقية ( ايران ) ، او من ( اسرائيل ) اخرها الحرب الكونية عليه منذ 1990 ولغاية اليوم من سنة 2016 م . 2. وجود طلائع وحركات تحررية وطنية قومية مؤمنة ايمانا كاملا بإلايديولوجيات التحررية التي تهدف الى تحرير الامة من قيود وسلاسل وأطماع وهيمنة واحتلالات الدول الغربية والشرقية والإقليمية ، والتي تحترم ارادة الشعوب الاخرى المؤمنة والساندة لقضايا امتنا العربية . 3. نبذ الايديولوجيات الاسلاموية والطائفية من قبل الشارع العربي انذاك وذلك لإدراكه وبما لا يقبل الشك في خسة منشئهما وأهدافهما المبنيان على تفرقة الامة وتجزئتها ونهب ثرواتها بتسهيلهما وتعبيدهما مسالك الطرق لمرور جيوش القوى الاجنبية التي لها الفضل الكبير في صنعهما ليحققا الهدف الذي اعدا من اجله ألا هو زرع التفرقة الطائفية والقومية والعرقية بين مكونات الشعب العربي التي تحصد الفتن وتحقق الهدف الرئيسي لأعدائها بإضعافها هويتها من بتجريد كل مقومات ديمومة وجودها ( الدينية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية والعلمية والثقافية والعسكرية .. ووالخ ) . 4. وجودية الوعي العربي انذاك من خلال الحفاظ على تراث الامة وحضارتها وتاريخها وثقافتها التي ارست الروح الثورية لدى كل مواطن عربي رغم انتشار الامية التي كانت سائدة ، والتي هي افضل بكثير من الثقافات الديمقراطية التي غزت شوارع دولنا العربية امس واليوم المستوردة من اخلاق وطبائع وعادات شعوب دول الغرب. 5. احتقار المواطن العربي انذاك لكل من اتخذ من الدول الاجنبية مأوى له للتآمر على بلده اولا وأمته ثانيا وذلك لإدراكه تماما ان من اتخذ لنفسه انذاك مأوى في دولة اجنبية ومن ثم طور ذلك الى تشكيل معارضة ضد بلده وأمته اصبح في نظر العربي بيدقا لدى اجهزة مخابراتها مع احترامي وتقديري لكل عربي هاجر بعد ان عانت دول الامة من ويلات الديمقراطية الامريكية والغربية بعد احتلال العراق وما حل من كوارث في ( سورية ولبنان وليبيا وفلسطين واليمن والسودان وو .. الخ ) وبحجج محاربة الارهاب ، وكل من غادر بلده لأجل اكمال الدراسات العليا . ولكن .. ومن بعد غزو العراق وغياب كل العوامل اعلاه جعل بالمواطن العربي الذي امن بها ان يسال بعد ما حل بالأمة العربية من ويلات وتدمير شامل في بناها التحتية وو .. الخ .. هذه الاسئلة : ما هو السبب الذي جعل من وطننا العربي ان تتآكل دوله الواحدة تلو الاخرى ؟ .. هل هي ثمرة ديمقراطية الشرق اوسطية التي وعدت بها الولايات المتحدة الامريكية وحلفها الارهابي الشرير ، ام هي حرب عالميه ثالثة ضد امة العرب بصورة خاصة والإسلام بصورة عامة ؟.. ام ماذا ؟ .. وما هو مستقبل حال الامة بعد انتهاء هذه الحرب ؟ .. أسئلة كثيرة يطرحها المواطن العربي البسيط و المثقف المؤمنان بالهوية العربية ، أو كل من له اطلاع على ما يجري في وطننا العربي بصورة خاصة ودوله بصورة عامة وعلى اختلاف توجهاتهم . ولكن الاجابة غالبا ما تكون من باب التوقع والاستنتاج والتحليل ليس إلا لكون الامة تعودت دائما ان تكون رد فعل على الاحداث ، وان المبادئه غالبا ما تكون بيد اعدائها لأنهم يمتلكون مفاتيح بدأ الصراع وإنهائه . أذن .. تتعرض امتنا العربية بعد احتلال العراق بالاحتلالين ( الامريكي ) و ( الايراني ) لهجمة شرسة غريبة وخطيرة ، وتعتبر من اهم الحروب الحديثة لا بل تختلف عن الحرب العالمية الاولى والثانية لكونها تعتمد على الكثير من الملامح والنتائج والأساليب !!! فالحروب الحديثه دائما تكون سريعة ومتسرعة في احداثها ومجرياتها.. فما الذي يجري حاليا على دول امتنا العربية بصورة خاصة ووطننا العربي بصورة عامة ؟ .. هل هي فعلا حرب عالمية ثالثة ، وكما تنبأ بحدوثها المفكر ( وليم جاي كار ) في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ؟؟؟. الاجابة على هذا السؤال سيكون من خلال استعراضنا للإحداث وحجم وسير العمليات العسكريه والسياسية التي استهدفت وتستهدف امتنا وقواها الوطنيه المقاومة .. اذن الحرب على دول امتنا تقوده دول عظمى ومعها دول عالمية ( غربية وشرقية ) وأخرى اقليمية استخدم فيها كل انواع وخزين اسلحة هذه الدول الإستراتيجية كالقاصفات السوقية المتطورة ومنظومات الصواريخ عابرة القارات والبعيدة المدى ، والغواصات السَوقية وحاملات الطائرات. ومنظومات الدفاع الجوي المتطورة ،والمقذوفات الذكية التي تعتبر من الاجيال الحديثة ذات القدرات الهائلة في دقة تدمير اصابه الاهداف. اضافة لاستخدام مقذوفات محرمة دوليا كالفسفور الابيض والأسلحة الكيماوية ، والارتجاجية والإشعاعية ذات التأثيرات الجانبيه العديدة اضافة الى استخدام ارقى وأحدث منظومات القياده والسيطرة بالاعتماد على الاقمار الصناعية وطائرات التجسس والاستطلاع و الطائرات بدون طيار. حرب مدعوم ومسند بالحرب الاعلامية والنفسية التي تهدف الى بث الاشاعات وتشويه الحقائق ونشر الاكاذيب والتأثير على المعنويات باستخدام احدث التقنيات الحديثه لأجهزه ومعدات الاتصال. أضافه الى زج كل القدرات الهائلة في مجال الحرب الالكترونية. ولهذا نستنتج من كل ما ذكر اعلاه .. ان الحرب على الامة وقواها الوطنية والمقاومة هي حرب عالميه ثالثه وعندما اقول ( الثالثة ) لان الدول العظمى التي تقود هذه الحرب عبئت كل هذا الكم الهائل من الاسلحة المتطورة الحديثه لتلعب دورها الفاعل في أداره الصراع المسلح وكسر اراده القتال للامه واستباحتها في حرب غير متكافئة. .!!!! . أما ما يجري ويعلن عبر وسائلها الاعلامية والالكترونية من احتمال وقوع صدام بين ( روسيا ) و ( اميركا ) أو بين هذا الطرف او ذاك فهذا يتعبر من جانب الخيال الاعلامي الذي يندرج في اطار التمويه والخداع لان هدف هذه القوى الكبرى ومن يدعمها ويسندها ويشاركها بات واضح للجميع .. وان مسألة التصادم والصراع تدخل ضمن تبادل الادوار والتفاهمات المسبقة المبنية على استراتيجية تقاسم ( كعكة ) الوطن العربي . والدليل على هذا تشكيلهم لغرفة عمليات او مقر للقيادة والسيطرة تشرف على مجمل العمليات العسكريه و تدار من داخل اسرائيل التي تعتبر قضيتهم المركزية .. نعم تدار من داخل اسرائيل لغرض التنسيق وضمان قواعد الاشتباك.هذا من جانب. لو اخذنا الجانب الاخر لنلاحظ ان كل طرف من الاطراف اعلاه يسعى لتحقيق انجاز له وبما يخدم مصالحه وعلى حساب الامة وسيادتها وأمنها لان ما يضمر للأمة العربية بصورة عامة ودولها بصورة خاصة اكبر بكثير مما هو معلن فقد بدأت هذه الحرب من خلال المراحل التالية :- 1. تمويه وإيهام الجماهير بالربيع العربي الذي دمر الزرع والضرع . 2. صنعت لها عدو وهمي عجيب غريب ( داعش ) الذي اكتشف امره حين اعترف المرشح الامريكي ( ترامب ) عندما اتهم الرئيس الامريكي ( اوباما ) و ( هيلا ري كلنتن ) بتأسيسه وتدريبه من قبل شركة ( بلاك ووتر ) . ان الهدف الحقيقي من هذه الحرب ( الكونية ) هو كسر اراده الامة وتفتيتها وبعثرتها ونهب ثرواتها وأقامه كيانات هزيلة على انقاضها أضافه الى تدمير وتفتيت قوى المقاومة الحقيقية والتي تقف بوجه المشروع ( الصهيو اميركي ) المجوسي لكي تكون امة ضعيفة خانعة مستسلمة مسلوبة الارادة تحوي على انواع مختلفة من المجاميع القوميه والمذهبية المتناحرة ذات قدرات ضعيفة . ويبدو ان الصفحه اللاحقة من العدوان جرى الاعداد والتهيؤ له ، اذ بدأت طبول الحرب تقرع منذرهً بشرٍ قادم يستهدف القلاع المتبقية للأمة كالسعودية ودول الخليج والدليل على هذا فتوة التي افتاها ( علي خامنئي ) بعدم الحج الى الكعبة المشرفة والاستعاضة بزيارة كربلاء في يوم عرفة والتي تزامنت مع اعلان الكون كرس الاميركي بتاريخ ( 28 سبتمبر 2016 ) حين نقض فيتو اوباما على مشروع جاستا المعروف ب ( قانون العدالة ضد رعاة الارهاب ) والذي سيسهل ويبرر لأميركا الاستيلاء على الارصدة السعودية والعربية الموجودة في البنوك الدولية اذ بادرت سويسرا على الاعلان بأنها ستكشف عن الارصدة السريه لعملائها من دول الخليج. نستنتج من هذا ان التنسيق الدقيق في التوقيت والأسلوب والأهداف بين المشروعين المجوسي ( الفارسي ) و ( الصهيواميركي ) بات مكشوفا لأبناء دول الخليج العربي بصورة خاصة والشعب العربي بصورة عامة .. الحر تكفيه الاشارة !! .