سبحان مغيرالأحوال ومن بيده ملكوت كل شيء وسبحان من يتحكم بعقولنا ومصائرنا وعالم بحالنا ومآلنا ومستقبل ايامنا فقد يمسي المرء فقيرا فيصبح غنيا او يصبح ملحدا فيمسي مؤمنا هاديا ومهتديا وهكذا هي الأيام فهنريك فركلاندعاش ملحدا باحثا عن حقائق الدين والايمان والخالق حتى هداه الله الى طريق الحق والرشاد فمات مؤمنا بدين محمدصلى الله عليه وسلم وهو كاتب وشاعروباحث نرويجي ولد في مدينة كريستيان ساند في 17حزيران من عام 1808 وتوفي في 21 تموزمن عام 1845 برع في جميع حقول المعرفة الأدبية ومهتما بكل ما يخص الأدب النرويجي والذي هو من أهم نتاجات الأدب الأسكندنافي الذي يضم اضافة الى النرويج السويد والدنمارك وفلندا وايسلندا ومن المعروف ان روّاد الأدب الأسكندنافي تاثروا بحركتين ادبيتين مهمتين ظهرت في بداية منتصف القرن التاسع عشرة الميلادي هما الحركة الرومانسية المعتمدة على الخيال والوجدان الأنساني والممتزجة بمحاكاة الواقع من خلال الحكايات الشعبية والأساطيرالقديمة فقدم فركلاندقصائد وأعمال ادبية متميزة اشتهرت وذاع صيتها حيث يرى كثير من النقاد ان الصورة الشعرية لدى هنريك فركلاند أفضل بكثير من صور شكسبيرلكنها أقل شهرة منها لأنها كتب بلغة بلد لا يتجاوز نفوسه أكثر من مليون ونصف نسمة ولايمتلك سطوة وسيطرة وقوة كما كان لأنكلترا يمتلك فركلاند شعور وطني وأنساني متميزأهتم بالرعاية الأجتماعية وأنتقد طرق التعليم في النرويج وساند في كتاباته طموحات وآمال الشعوب المتطلعة للحرية وألأستقلال والبناء الديمقراطي ووقف داعما بقوة للحركات الوطنية في بولندا وايرلندا والبرازيل وساند الشعب الهندي في نزوعه الى الأستقلال عن السيطرة البريطانية كما انه اهتم بالتسامح الديني والحداثة والحرية. زار هنريك فركلاند مصر عام 1929واستقبل فيها بحفاوة كبيرة حيث زار شرم الشيخ وتجمع الناس لأستقباله بعفوية واهتمام واسع رفع من معنوياته وزاد من تشبثه بحقوق الأخرين ودعواته المستمرة للتسامح الديني لأنه كان مؤمنا ان الأمة ممكن ان تدين بأكثر من دين على ان تجتمع هذه الأديان تحت مظلة العمل القومي الحاوي للجميع وشدد على ضرورة ان يعيش الأجانب كمواطنين لا رعايا او اقلية معزولة في بلد الهجرة. كان معجبا بمباديء الثورة الفرنسية في المساواة والحرية والعدالة الأجتماعية حتى صارت لدية تجربة انسانية كانت حاضرة في جميع مؤلفاته وأشعاره . كان هنريك فركلاند معجبا بالدولة العثمانية فتقرب منها وقرأ عنها كثيرا حتى اعجب بالدين الأسلامي وتعاليمه وتقرب منه شيئا فشيئا وقبل ان ينتزعه الموت بأيام قليلة وهو على فراش المرض كان يتوافد عليه اصدقاءه للزيارة يناقشهم ويشاركهم الحديث رغم مرضه وفي احدى المرات قال لأحد ابناءأصدقاءه أنه قرأ الأيمان التركي وأنه يشعر ان دين محمدصلى الله عليه وسلم أرقى من دين المسيحية ومن دين موسى وأنه سيموت على دين محمد قائلا لماذا يحتاج الله الى مخلّص يصالحنا معه بالأشاره الى مفهوم المخلّص لدى النصارى الذي يخلّص الأنسان من ظلم وجبروت أخيه الأنسان فيكتب رسالة الى والده يقول فيها أنه سيموت وهو مؤمن بالله لا بيهوه اله اليهودية الذي عرّفه موسى عليه السلام للبشر ولا بالأب اله المسيحية بل بالله وحده فقط مؤمنا برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم فمات وهو على التوحيد والأعمال بالنيات وحسن الخاتمه هي جلائل الأعمال ومن نالها فقد هدى ورشد ويبدو ان الرجل لم يستطع الوصول الى مبتغاه بأعلان اسلامه أما لعدم وجود أمرءِ مسلم قريب منه يرشده الى ذلك او ان المرض قد اقعده ولم يستطع الوصول الى مايريد. الأعلام الغربي بشكل عام لم يُفصح عن هذه الحقيقة اي حقيقة ايمان هذا الرجل بالدين الأسلامي ورسالته السمحاء التي قرأ عنها وأعجب فيها ثم آمن بها الى ان أفصح احد الكتاب الفرنسيين عن هذه الحقيقة في أحدى الصحف الفرنسية ونقلها الى النرويجية السيد وليد الكبيسي مات الرجل وهو في عمر لا يتجاوز 37 عاما لكنه ترك أرثا أدبيا وسلوكا أنسانيا خالدا سيذكره المؤرِخون