{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ( إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً ، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماً ) ذكرى الثورة الحسينية من المناسبات المهمة في تاريخ المسيرة الإسلامية فهذه الذكرى تعبر عن حدث مصيري ، ثورة الحسين وذكراه مدرسة تربوية تثقيفية تعبوية جهادية .. ونحن نعيش اجواء الثورة الحسينية والجميع يعمل على احياء الشعائر الحسينية لكن من الاجدر بكل من يدعي انه حسيني ان يعرف معنى الثورة الحسينية ؟ ولماذا خرج الامام الحسين عليه السلام ؟ ثورةُ أبي الأحرار الحسين عليه السلام لم تكن ثورةً ذاتَ منحىً عسكري ومنحصرةً داخلَ ألأطرِ الكلاسيكية التي تتضمنها غالبُ الثوراتِ والمعاركِ العالمية والتي يلعبُ الزمنُ دوراً بارزاً ومهماً فيها إنما كانت الثورةُ الحسينيةُ رسالةً إنسانيةً ذاتَ بعدٍ توثيقي مرتبطٍ بمبادئِ وقيمِ الحقِ وأسسِ العدالةِ الاجتماعية ، فهي ثورةُ إنسان على كلِ ما يُعيقُ حركتَهُ ويسعى لسلبِ إنسانيتهِ وحقوقهِ وكراماته .. ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ) لم يكن خروج الحسين غرورا وتكبرا او من اجل مصلحة شخصية او حزبية ولم يكن عليه السلام ممن ارادوا ان يعيثوا في الارض فسادا رغبة في سلطة او جاه .. لقد كان فهمة للسلطة على مبداء والده الأمام علي رضي الله عنة ( اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَ لاَ اِلْتِمَاسَ شَيْءٍ مِنْ فُضُولِ اَلْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنَرِدَ اَلْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَ نُظْهِرَ اَلْإِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ فَيَأْمَنَ اَلْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُقَامَ اَلْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ وَ سَمِعَ وَ أَجَابَ ) ان من ابرز مبادئ ثورة الامام الحسين ( عليه السلام ) الوحدة ونبذ الطائفية ورفض الظلم والطغيان والفساد والمكر والخداع والنفاق كما ان من اهداف ثورته حفظ كرامة الانسان وصون كرامته وحفظ حقوقه وزرع روح التضحية والايثار . اراد الامام الحسين (عليه السلام) في حركته، أن يثبت للعالم أنّ هؤلاء الطغاة الذين حملوا ظاهر الإسلام ، واستبطنوا الكفر والانحراف ، هم لا يمثلون الحالة الإسلامية الصحيحة، لإنهم دنّسوا كل القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام ، وهدروا كرامة الإنسان ، وسلبوا حريته التي وهبها الله تعالى اليه: ( وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) (الإسراء : 70). ونحن نعيش ايام الثورة الحسينية بمعانيها واهدافها السامية نرى اناس رددوا هتافات هيهات منى الذلة ولكن اقوالهم لاتنسجم ولاتنطبق مع افعالهم فالذلة اصبحت سمت الشعب العراقي فهم يفتقرون لأبسط مقومات العزة فلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء ولا امن ولا امان رجالهم ونسائهم تعتقل وتغتصب ساستهم وزعمائهم سراق فاسدين باعترافهم فما معنى هيهات منا الذلة . أننا نعيش اليوم في عراقنا الحبيب نفس الدواعي التي دعت الأمام الحسين ( علية السلام ) للثورة وعلينا أن نحقق الأهداف التي خرج بسببها رمز الأمة الحسين ( علية السلام ) . ونحن كل العراقيين مدعوين لثورة على الظلم والطغيان لتغير الواقع الفاسد الذي تنتهجه الحكومات الفاسدة منذ 9 / 4 / 2003 ولحد اليوم من قتل وتهجير وقطع ارزاق الناس ومليشيات قذرة ومحسوبيات .. أيها العراقيين نحن بحاجة الى صحوة ضمير ونفيق من هذا السبات لنعيش الحقيقة ولو كانت مرة لافائدة من اللطم والبكاء ونحن قد مكنا شرار الخلق من رقابنا والعبث بمصيرنا ومستقبلنا وولينا الطغاة ويهتف الشعب هيهات منا الذلة فهل بعد هذا هوان وذل .. الحسين عليه السلام خرج ضد الحكومات الفاسدة والان الحكومات الفاسدة المجرمة قد تربعت على صدورنا .. اذا كنا كلنا او جلنا او نصفنا حسينيون صادقون بحب الحسين بالله عليكم جميعا فهل نجامل الباطل على حساب الحق ونمسح على اكتافه . ثورة الامام الحسين (عليه السلام) اصلاح وامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصاحب القيم والمبادئ فعلى كل من يدعي انه حسيني الهوية والمنهج الاستنان بسنته المقدسة برفض الظلم ونصرة الحق ودحض الباطل وكشف الفساد و زيف المفسدين .. الامام الحسين عليه السلام وضع دستوراً لكل من يريد ان يعيش حراً أبياً تحت شعار الرفض للظالمين ، قال الامام الحسين عليه السلام ( لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أقر لكم إقرار العبيد ... ) عندما نصرخ بوجه الطغاة لا للظلم فنحن حسينيون عندما نرفض الطائفية بكل اشكالها فنحن حسينيون عندما نصمد ونصر على الحصول على حقوقنا فنحن حسينيون عندما نبذل دماءنا في سبيل الدفاع عن الحق فنحن حسينيون عندما نسعى الى تغيير الفاسدين والسراق فنحن حسينيون يقول سيدنا الحسين ( عليه السلام ) ( أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله ، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله.) فالحسيني الحقيقي هو ذالك الانسان الذي يقول ( لا ) لكل مظاهر الفساد والظلم وسرقة قوت الفقراء ، هَيْهَات مِنَّا الذِّلَّة ، يَأبى اللهُ لَنا ذَلكَ وَرَسولُهُ والمؤمِنون ، فعلى من يدعي السير على نهج الحسين عليه السلام أن يطبق مبادئه الرامية الى تغيير الواقع الفاسد المرير الذي يشهده العراق في الوقت الحاضر .. وما لنا ألا نتوكل على اللّه وليخرج الجميع في ثورة جامحة تحقق الأهداف وتعيد الأحلام في عراق حر لثورة لا تنتهى إلا بإسقاط الحكومة الفاسدة وسحل العملاء في شوارع بغداد ويتناسى الجميع أية خلافات أو شعارات أو مطالب خاصة ..