تابعتَ الأوساط الأكاديمِية والسياسية في تشاد بإمتعاضٍ شديد، تلك الزوبعة المفتعلة، أثر قرار وزاري قاضٍ بتعليق الإستمرارية في العمل، لكل من البروفسير عبدالله بخيت صالح رئيس جامعة الملك فيصل ونائبه البروفسير محمد صالح أيوب، وأعتبرت تلك الأوساط كل ذلك صراع غير موضوعي، يقف وراءه زوي المصالح الضيقة التي لا تمت للعملية التعليمية بصلة، وبالتالي هي معركة في غير مُعترك، ولم تستفد منها البلاد في شيئ، وبذلك يعتبر تأريخ الثالث من أغسطس / آب العام2016م، بالنسبة لوزارة التعليم العالي يوماً أسوداً، ويكفي البروفسير عبدالله بخيت صالح، فخر بيت الشعر التالي : المرءُ يُعرف في الأنام بفعله .. وخصائل المرءُ الكريم كأصلِه وأعجبُ لعصفورٍ يزاحمُ باشقاً .. إلا لطيشته.وخِفّة عقلِه من جانبه أدار البروفسير عبدالله ورفيقه، هذه المعركة بِصبر وجّلد وطول أناة، لعادة العُلماء دائماً، لا يلتفتون إلي سَفاسِف الأمور، وتركا الباب موارباً أمام الحقائق، والوثائق العلمية لتتحدث وتجد طريقها إلي المهتمين لمعرفة الدواعي، لإثارة النقع الكثيف من قبل السيد/وزير التعليم العالي والبحث والإبتكار، مكاي حسن تايسو، من خلال قراره الغير مدروس بتأنٍ علي ما يبدو، ويظهر ذلك من خلال تراجعه السريع عن القرار الوزاري، وقبل أن يجفَ المداد الذي كُتِبَ به، الأمر الذي أكد علي عدم صحة ما أستند عليه الوزير من دُفوعٌٍ تفتقِرُ إلي معلومات أساسية لحسم القضية الإدارية إلي نهايتها الحتمية، وللأسف الشديد إن تراجُع الوزير، قد جاء خصماً عليه، وأكد بما لا يترك مجالاً للشك، صحة موقف القائلين بأن تلك المعركة المُستهدف فيها مسِيرة الناطقين باللغة العربية ( عربفون )، في تشاد في المقام الأول، وإدارة جامعة الملك فيصل كبِنية تحتية، فإنها تحتاج أيضاً إلي مزيد من الإستثمار في البشر-في قوة العُقول- من أجل تحقيق العائد الديموغرافي منها، فالعربفون أناسٌ مؤتمنون علي حاضر ومُستقبل تشاد، والذي يمثل الوقود للنمو والإزدهار الإقتصادي الإشتمالي. إذاً، كان لصِراع المصالح وجهها القمئي، وأهدافها الذاتية الجشعة والأنانية، لإستهداف مؤسسة تعليمية عريقة كجامعة الملك فيصل، ومحاولة التأثير المعنوي السلبي من لدُن وزير التعليم العالي، الموكول إليه رفع المعنويات بشكلٍ إيجابي ولخدمة العملية التربوية في تشاد، ولا يكون التعليم مُجوداً ورصيناً إلا عندما تكون الآليات التربوية مشرعة بمعلمين وأساتذة جيدي السُمعة والمعنويات ( مورال )، فالتشكيك الغير مسؤول في المُعين التأهيلي والأكاديمي للبروفسير عبد الله بخيت ورفيقيه غير وارد، ويجافي الحقيقة، والجهل بالمعلومة لا يُبرر لوزير أن يستعصم بقرار وزاري لا يصمُد لشهر واحدٍ، وهي بمثابة إستغلال سيئ للمنصب لإدارة شيئ يراه الجميع خطاً، والسيد الوزير هو الوحيد الذي كان يري الأشياء تبدو صغيرة لأنه يراها من برجه العاجي، إلي أن حصّحص الحق في يوم 19/9/2016م، وأصدر وزير التعليم العالي، قراراً وزارياً يقضي بإيقاف سريان مفعول قراره الأول الظالم، فيلغي تجميد عمل كل من رئيس جامعة الملك فيصل االبروفسير عبدالله بخيت صالح، ونائبه البروفسير محمد صالح أيوب، ونائب عميد كلية العلوم الإقتصادية بجامعة إنجمينا البروفسير ناصر النائي آدم. البعض في البلاد يعملون في إتجاه لا يقره الدستور، وإعترافه الصريح بالثنائية اللغوية إنما هو حقٌ للتشاديين الذين بذلوا الأفئدة والمُهج، والدماء أيضاً رخيصة وليسطرو دستور بلدهم، ليكون جمهورية تشاد كائناً معنوياً ممكناً التعايش فيه وبالتساوي; فالترقيات العلمية التي تحصل عليها الأساتذة الأجلاء من معهد الدراسات العربية، التابع للمنظمة العربية للعلوم والثقافة والتربية ( ألسكو )، حق متوافق مع دستور تشاد، فشكراً، لكم البروفسير عبدالله بخيت، علي صَبرِكم، وفي سبيل مستقبل تشاد تهون كل الأشياء الصغيرة، وتبقي أنت كبيراً في نظر التشاديين والتشاديات، وما التضامن الواسع مع إشكالية محنتكم العابرة، إلا عربونٌ للوفاءِ والحُبِ لكم، ورفضاً مطلقاً لعقلية ( القروبات )، والشلليات التي يدير بها البعضُ مؤسسات الدولة هذه الأيام; ومتي تتفّهم الفرانكوفونية بأن العُلماء لا يُقالون، وإنما يذهبون إلي الَمعاش الإختياري، بعد عُمرٍ طويل طبعاً، وبمحّض إرادتهم مُعززين مُكرمين .