تصدعت رؤوسنا من نعيق القومجيين واليسار الطفولي المتهافت على وضع ايران في خندق الممانعة والمقاومة في تدخلها في سوريا ، ورغم اعلانات الكثير من مسؤولي نظام الملالي على سعيهم لتوسيع قاعدة النفوذ في المنطقة من خلال احتلالهم للعراق ، والتدخل في سوريا واليمن ولبنان ، إلا أن من يقبض التومان الايراني يصر على رفض ما يفهموه من المسؤولين الايرانيين ، تبريراً لمواقفهم الدونية الرخيصة ، فكيف بعروبي يقبل تدخل اجنبي في شؤون بلد عربي ، سواء أكان فارسياً أو تركياً ، روسياً أم امريكياً ، وكيف بفلسطيني تحديداً يقف ضد مصالح الشعب العراقي المحتلة أرضه من قبل ايران ، والعراق والعراقيون قبل الغزو والاحتلال كانوا ومازالوا يعتبرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم المركزية ، وهم الاكثر من قدم شهداء على طريق فلسطين ، فبماذا ستواجهون العراق ومقاومته الباسلة بعد التحرير ؟ . ليتمعن القومجيون دورهم في المؤتمر القومي العربي ، فأين دورهم في ظل هيمنة ملالي الفرس؟، وهل يعقل أن يرفض مؤتمر يتمسح باسم العروبة والقومية الاعتقالات التي يقوم بها نظام جاء على الدبابة الامريكية لحزب عروبي قومي ، رفع شعارات الامة قبل أن يفهم كل هؤلاء ابجديات السياسة ؟ ، وهل هناك ذرة قومية وعروبة في عقول هؤلاء عندما يرفضون ادانة ما اسماه بريمر اجتثاث البعث ، وما زال قائماً من قبل حكومة المنطقة الخضراء ؟ . ليتمعن هؤلاء يساريو امريكا تصنيف بريمر لهم في العراق ، فماذا كانت حصة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم الذي شكله ؟ ، وعلى اية جهة طائفية كانت حصتهم في المجلس المذكور ، وهاهم يعيشون على فتات موائد حزب الدعوة الفارسي المجوسي ، وليعيدوا النظر في مشهد امينهم العام وهو يصرخ ورأسه تحت البوط العسكري الامريكي امام ما يسمى مجلس النواب . ليتمعن هؤلاء في تصريح اللواء رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى لملالي الفرس على خامنئي خلال برنامج " دست خط " على التلفزيون الرسمي الايراني عن مخاوف ايران من التدخل الروسي بسوريا والمفاوضات الامريكية ـ الروسية الجارية حول إنهاء النزاع المسلح بين المعارضة والنظام في سوريا ، إذ يرفض أن تكون الحصة الايرانية اقل من الحصة الامريكية ، فسوريا في نظر الملالي ليست ممانعة ومقاومة ، سوريا تقاسم حصص ونفوذ حتى مع الامريكان الذين يصفونهم الشيطان الاكبر. ومما يجدر ذكره أن اللواء رحيم صفوي يعتبر من مؤسسي قوات الحرس الثوري الايرانية منذ قيام ثورة الملالي 1979 ، وظل يقود الحرس الثوري من عام 1997 حتى عام 2007 ، إلى أن تولى منصب المستشار العسكري الاعلى للمرشد خامئني، وهو من أشد المؤيدين للتدخل الايراني العسكري بسوريا والعراق . طاح حظكم يا عملاء الملالي ، الهذا الحد تعميكم منح التومان عن حقوق امتكم في اراضيها ، وكرامة شعبكم العربي في محاولات نيله حريته ، والخلاص من كل القوى الظلامية تحت كل المسميات ، تدّعون بتقدمية حاكم قاتل مجرم ، وتدّعون أن البديل هي المنظمات الطائفية الارهابية ، وكأن هذا النظام لا يقاتل جنباً إلى جنب مع المنظمات الطائفية الارهابية . دعوناكم إلى الخيار الثالث لا لبشار ونظامه ، وكل المجموعات الارهابية التي تقاتل معه ، وفي مقدمتها ملالي الفرس وتنظيماتهم من حزب الله ، وحتى آخر باكستاني أو افغاني طائفي ، ولا لجميع الفصائل الطائفية الاخرى التي تقاتل ضده ، هناك خيار الشعب السوري ، ليتنحى بشار وكل رموز نظامه ، وكل من يحمل السلاح في سوريا، على اعتبار أنهم متساوون في الجريمة والقتل ، وليترك للشعب السوري أن يختار من يحكمه بطريقة سلمية ديمقراطية ، ولا احد وصي على خيارات هذا الشعب العربي المناضل . كفى خزياً وعاراً ، ففي كل يوم يعلن مسؤولو الملالي أهدافهم في اقامة امبراطوريتهم المندثرة وعلى حساب الارض العربية ، وأنتم بكل صفاقة تتحدثون عن خندق الممانعة والمقاومة الذي يمثله نظام طائفي متخلف لا يختلف عن الكيان الصهيوني في استهداف الارض العربية ، اغربوا عن وجه هذه الامة ، فشعبنا العربي في كل مكان يملك القدرة على تشخيص المواقف ، وهو يعي أن مواقفكم لا صلة لها لا بالقومية ولا بالعروبة ولا باليسار ، فهذه لا تقبل إلا لغة التحرر والتحرير، وأنتم تريدون طمس كل ما هو جميل فيها ، ولوي عنق الحقيقة لخدمة مصالح أنانية ضيقة على حساب الامة وحقوقها ، وعلى حساب الحقوق الإنسانية وتطلعات شعوب العالم لتحقيقها . dr_fraijat45@yahoo.com