المشاركة في المناسبات الدينية الأنسان ليس بما يملك ولا بالمؤهلات العلمية او الأدارية التي يحملها ولا بالعناوين التي يشغلها .بل بأيمانه وأعماله ومنفعته وعطاياه , بعفته وطهارته وعدله وخيره وسجاياه . فكان رؤوف الكبيسي الأنسان الملتزم الشجاع والموظف النزيه المخلص والعراقي النجيب الشهم يمثل الحالة الوطنية الأسمى والشعور الانساني الملهم الشديد الحرص على سمعة وطنه وامته وقومه وله مآثر رائعة في كل منصب يتسنمه ومن خلال الأوقاف العامة حرص على المشاركة الفعالة والحضور الشخصي في جميع المناسبات الدينية ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب / آية 32 ) وفي المراكز المقدسة في النجف وكربلاء والقاء خطب متعددة خلال اعمال الصيانة والتجديد المتكرره لهذه المراقد حيث حضر الأحتفال الكبير بمناسبة نصب الضريح الجديد لمرقد جده الأمام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) والذي مضى في صنعه السيد طاهرسيف الدين رئيس طائفة البهره الهندية خمس سنوات وصرف عليه 80 ألف دينار عراقي في ذلك الوقت وعشرة الاف وخمسمائة مثقال من الذهب الخالص ومليونيْ مثقال من الفضة .اقيم احتفال كبير بهذه المناسبة برعاية رئيس الوزراء نوري السعيد وبحضور متميز لأكابرالعلماء ورؤساء العشائر ( المكتبة الشيعية / مدينة النجف / محمد علي جعفر التميمي ) . أفتتح الحفل بتاريخ 13 رجب 1361 هجرية بكلمة رؤوف الكبيسي مديرالأوقاف العام استعرض فيها سيرة الأمام علي وسجاياه الحميده وايمانه وتقواه وشجاعته بذوده عن حياة رسول الله وفداه وان آل بيت النبوة سلام الله عليهم أجمعين هم من أرقى وأزكى وأتقى أئمة الأسلام وأقربهم الى رسول الله وأنهم من عبدّوا لنا سبيل الرشاد والنجاة وطريق الحق والهداة وأن تمسكنا برؤاهم وسيرتهم فلن نظل ابدا وان مراقدهم نور وهدى ونبراس يتبرك بها المسلمون في كل بقاع العالم ويقصدها الزائرون ويؤمها المصلون الساعين لحب الله ورسوله وآله الطيبين الأطهار ويتعلق بجذورها الساعين لرضا الله وحسن عطاياه لقدنالت كلمته هذه رضى واستحسان الجميع وجاء فيها ( أقف في هذه الروضة المطهرة خاشعا أمام هذا المرقد المقدس موضع الاسرار ومنبع الهدى والتقى , المرقد الذي يضم أماما كان له الحظ الأوفر في تشييد دعائم الأسلام وبطلا عظيما ذب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أحرج المواقف وبذل نفسه وامواله في سبيل الله منذ كان يافعا الى ان قضى شهيدا أقف في هذه البقعة المقدسة لألقي كلمتي بمناسبة تجديد المرقد الشريف من تبرع التقي البار عظمة سلطان البهرة السيد طاهر سيف الدين وفقه الله للأستمرار على أعمال الخيروتقبل منه ما قدمه من عمل صالح الماثل أمامنا خدمة لجده أميرالمؤمنين عليه السلام . ان هذا المرقد الطاهر لم يزل ولا يزال موضع عناية ملوك المسلمين وأمرائهم ومحط أنظار العالم الأسلامي عموما قديما وحديثا , وهذا أكبر دليل على قدسية صاحبه والأجماع على التبرك به والأستهداء من هديه الشريف .ان من واجب المسلمين الذين خدموا الدين تركوا لنا ثروة قيمة مادية ومعنوية فهم النجوم في سماء الأسلام وهم الهداة الى الصراط المستقيم ولا شك ان من أعظم ائمة المسلمين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام واولاده الطاهرين سلام الله عليهم الذين لم تزل مراقدهم كواكب في وجه البسيطة يهتدي بها السالكون ويتبرك بها الزائرون وهم جديرون بذلك فهم من بيت النبوة ذلك البيت الذي عمت بركته كل الأنام وتعلقت به قلوب المسلمين جميعا ذلك البيت الذي سلم اكثرالمسلمين قيادتهم وأنظموا تحت حكمهم هذا وأتضرع الى الله تعالى ان يوفقنا الى الأعمال الصالحة بظل صاحب الجلالة الملك المفدى أنظر فرعا في الدوحة الهاشمية والوصي المعظم وأرث الشهامة والأباء عن جده الذين نحن ماثلون في فناء كرمه . والسلام على الأئمة الطاهرين وعليكم جميعا أيها المؤمنون ) . ثم ادى مراسيم الزيارة والطواف حول المرقد المقدس بتجرد الزاهدين وخشوع المؤمنين مهنئا الجمع الغفير الذي حضر هذه الأحتفالية المباركة بعدها غادر المكان الطاهر مودعا ومتمنيا لهم السعاده والرفاه والخير الوفير