في الأتفاق النووي , وافقت ايران على فتح منشاتها النووية والمنشات الساندة للتفتيش . أي انها قد وافقت ضمنا على التنازل عن جزء من سيادتها لان من المعروف ان فرق التفتيش تضم رجال أمن ومخابرات وليست حرفية خالصة . وفي الاتفاق النووي وافقت ايران بعد مماطلة طويلة خاسرة على التخلي عن جهد ومال وخسائر طائلة أنفقتها على البرنامج النووي وهذا القبول هو الاخر يمثل تنازلا عن قرار سيادي طالما تبجحت به ايران وأعتبرته حق تنازلت عنه بموافقتها على ايقاف توجهاتها النووية العسكرية . تنازل ايران هذا يتناقض مع أدعاء القوة والمنعة والسياسة الحرة المستقلة . وقد كتبنا في حينه ان ايران تعتبر خاسر كبير في الاتفاق النووي بناءا على رؤية علمية قبل أن تكون سياسية وما زلنا نصر عليها لأن يقيننا بأن هناك نقاطا في الاتفاق النووي تسلب ايران وتجردها من التبجح والنفاق والمكابرة الكاذبه حتى لو أقتضت اللعبة السياسية الغربية عموما والامريكية خصوصا منح النظام الايراني مكاسب مادية هي مظهرية في جوهرها أكثر من كونها حقيقية . ورغم اننا لا نتعارض قطعا مع وجهات النظر التي تذهب الى التعاطي الناعم بين الولايات المتحدة الامريكية وبين النظام الايراني ولكننا نرى ان هذا التعاطي لا يتجاوز حدود المصلحة الامريكية والصهيونية وان اطلاق يد ايران في بعض الحالات ليس سياسة مبدئية أمريكية ثابتة ولا دائمية بل هي انية تكتيكية لا تعدو ولا تتجاوز منهجية أمريكية تجعل من ايران مجرد شرطي في فصيل من فصائل خدمة الامبريالية والصهيونية وليس جواد سبق ولا كيانا له توقير واحترام يعادل شعرة واحدة في رأس الكيان الصهيوني. ايران بالسياسة والتوجهات الامريكية لا تعدو أن تكون مطية أو بغل جبلي تعلف وتسقى بقدر محسوب يتناسب مع مهمات المطية أو الشرطي الذي يمكنه القتل تحت حماية المخطط والموجه بالقتل ولا يوجد قانون يمنع اعتقاله بل وحتى اعدامه ان اقتضت مصلحة الامر والموجه بتنفيذ الجريمة ذلك. لايران توجهاتها العدوانية الطائفية الاحتلالية المعروفه وقد التقطتها الامبريالية والصهيونية وقررت منحها فرصة أن تخطو خطوات قليلة محسوبة في اتجهاها وهذا توريط واستخدام للنزق الفارسي ليس الا وسرعان ما سيقوض وينتهي. لقد غرقت ايران في أحراش سوريا حيث تدخلت برعاية وتوجيه ودفع امريكي وتحت تاثيرات دوافعها الذاتية الجشعه المتعجرفه . لقد ظنت ايران واهمة انها ستستثمر التغافل الامريكي الصهيوني لصالح غاياتها غير انها لم تحسب حساب الدوافع الامريكية والصهيونية لتوريطها في سوريا . ظنت ايران انها تلعب دور القائد سياسيا وعسكريا في حماية نظام الاسد في المواجهة التاريخية بين الشعب السوري وبين النظام . غير ان الرياح جرت في غير وجهة ايران الغاشمة . ان الاحتلال الروسي لسوريا قد وضع ايران في حجمها الطبيعي الذي لا يعدو حجم الشرطي المنفذ والقاتل الأجير حيث تسقط هي وميليشياتها التي تحمل الهوية العربية العراقية أو اللبنانية زورا وتدليسا في شر أعمالها واستهتار منهجها وتوجهاتها البغيضة الحاقدة على العرب والمسلمين . وتدقيق المشهد السوري في مرحلة ما بعد الدخول الروسي يبرهن ان ايران قد فقدت صدر الفعل كقاتل لشعب سوريا وكحارس للنظام وصارت مجرد أداة من أدوات روسيا الاجرامية في ابادة الشعب السوري البطل. وتاتي تصريحات وزير الدفاع الايراني أمس والتي ندد فيها باقدام روسيا على اعلان استخدامها للاراضي الايرانية كقاعدة للطيران وللصواريخ الروسية الموجهة لحرق المدن والمدنيين في سوريا خير دليل على عهر النظام الايراني وأنحطاطه وصغر الادوار المناطة به من قبل الكبار . ان تلك التصريحات المستكينة تشبه صراخ عاهرة تعاملت مع قوادها والزانين بها بثقة على انهم لن يعلنوا على العالم بأنها فاجرة ورخيصة ومنبطحة ولم يبق في جبينها قطرة حياء. وقد نسى أو تناسى وزير دفاع ايران ان سقوط السيادة الايرانية تحت أزيز طائرات وصواريخ روسيا مكشوف للعالم كله ولا يمكن قط اخفاءه أو التكتم أو التستر عليه وكانت تصريحاته تنم عن غباء وخسارة جدية. مرة أخرى .. في واقعة استخدام الروس للارض الايرانية كقواعد برهان أكيد ان ايران مجرد أداة بيد الكبار وليست دولة ذات وزن ولا احترام لنفسها . وفي العراق .. تواجه ايران مصيرا أسودا يعلن عن حاله الان عبر ما تنفذه من جرائم وما تتخبط به من ممارسات طائفية ستنقلب وبالا عليها وعلى أحزابها وميليشياتها بمجرد أن ترفع أميركا يدها عن حماية العملية السياسية الاحتلالية في العراق وهو أمر مرهون بقرار الرئاسة الامريكية الذي قد يصدر في الشهر الاول لوصول الرئيس الجديد للحكم بعد رحيل أوباما وهذا ما تشي به توجهات الحملات الانتخابية الامريكية. ان ما حققته ايران من وجود احتلالي عدواني في العراق ليس بقوتها الذاتية بل عبر بيع شرفها للمارينز الامريكان الذين ملئوا بطنها سفاحا ونجاسات . الاستعداء الايراني للعرب عموما واستقطابها لنسبة مذهبية سياسية واهمة منتفعه من العرب لا تتجاوز نسبتهم واحد بالالف من العرب هو الاخر يعلن عن افلاس ات لايران لا جدل ولا غبار عليه . فالارتزاق وبيع وشراء الذمم ليس طريقا ولا تكريسا لمظاهر القوة والاقتدار بل هو هوس ومقامرة ومغامرة غير محسوبة العواقب. ايران تعتدي على العروبة المسلمة المؤمنة وعلى الاسلام في حقبة زمنية طارئة خلقتها نتائج غزو العراق وتدميره ومنها مد بعض الحبل لايران لتعاون الغزاة الامريكان والروس في تحقيق أهدافهم في حقبة انتقال نوعي لسياسات ومراكز استقطاب وتشكيلات القوى الجديدة في العالم وفي المنطقة ونحن نعرف ان ركوب الموجات الطارئة لقوى أجنبية ذات مصالح متناقضة قد تعلن عن نجاحات موضعية وانية ولكنها في الواقع لا تتجاوز نجاح شرطي أجير مرتزق وضيع فيه من العلل ومواقع الوهن الداخلية الكثير . ايران تواجه أزمات داخلية وقنابل اجتماعية وسياسية واقتصادية موقوته كثيرة ومن يعول عليها خاسر مثلها تماما . ايران محض حشرة تلعب في مراقص وساحات الكبار وجعجعتها تصم اذان الضعفاء فقط لا غير . أما نحن .. فنحن نفضح نهجها ونكشف عوراتها ونهتك ما تريد ستره من خطاياها وعهرها وفي الاثناء .. نمزق صفحاتها ومناهجها العدوانية وغدا لناظره قريب.