شبكة ذي قار
عاجل










لقد شكل حزب البعث العربي الاشتراكي في عالمنا العربي حالة انقلاب جذري وثوري شاملة وحالة نضالية قومية فريدة ومتميزة , حيث استطاع خلال فترة وجيزة من الزمن تحقيق عظيم الانجازات في شتى الميادين وساحات الوغى ,والتي ارتقت بالإنسان العربي من حالة الخنوع والتخلف والاستسلام للأمر الواقع بإمراضه وتشظياته السلبية على واقع الأمة برمته إلى مرحلة العطاء والبذل والإبداع والانتصار ,تمكن خلالها البعث من السمو بالوعي العربي من مربع النكوص والتراجع والتخلف والانهزامية والذيلية بين الأمم إلى فضاء الحرية والنهوض والريادة والانعتاق من نير العبودية لقوى الاستعمار والاستغلال والرجعية على طريق تحقيق أحلام وتطلعات جماهير الأمة قاطبة في الوحدة والحرية والاشتراكية . وأمام إصرار طليعة البعث وقيادته المؤسسة على المضي قدما بفكرة البعث الخلاقة مهما كلفهم ذلك من ثمن ,وبرغم عديد الانتكاسات بفعل التآكل الذاتي ومؤامرة الردة في ستينيات القرن الماضي ,واصل حزب البعث مشوار كفاحه الطويل ونضاله الدؤوب في سبيل الأمة وقضايا الوحدة والتحرير واستعادة كامل التراب العربي المغتصب وفي المقدمة منها قضية البعث المركزية فلسطين المحتلة ,وخلال تلك المسيرة مثل فيها الحزب حالة ثورية طليعية فريدة من نوعها وحالة التحام صميمي بقاعدة واسعة من جماهير الأمة العريضة ,مما جعل منه العقبة الكأداء في وجه كل المشاريع الاستعمارية ,وتحطمت على صخرته الصلبة كل أحلام المتآمرين الصهاينة حتى باتت كل مشاريعهم التصفوية والاستيطانية قاب قوسين أو أدنى من السقوط والأفول بسبب التقدم السريع لفرسان البعث وحجم الانجازات الباهرة والعظيمة التي تحققت في شتى الميادين على طريق النهوض والريادة ودحر الغزاة وقوى الاستيطان والاستغلال والرجعية. وفي سياق التقدم والتمدد السريع والهائل لقوى البعث العربي بقيادة فارسه المقدام والشجاع صدام حسين وتلاحمه العميق والمصيري مع كل قوى الثورة العربية وفي المقدمة منها فصائل المقاومة الفلسطينية رأس حربة النضال القومي في فلسطين وطليعة النضال العربي في مواجهة الإخطبوط الصهيوني وأعوانه ووكلائه في المنطقة, وإزاء فشل كل المؤامرات والدسائس وحروب الوكلاء والأعوان في النيل من مسيرة البعث الظافرة ووأد فكرته التحررية الوحدوية النهصوية ,التي أضحت بسموها وانسجامها مع متطلبات الواقع العربي بمثابة سلاح دمار شامل لكل المخططات والمشاريع الاستعمارية المحاكة ضد الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج .. مما استفز وأثار حفيظة قوى الصهيونية العالمية ومعها كل القوى الامبريالية التي تهددت مصالحها وكل مخططاتها في المنطقة العربية وفلسطين وقررت الخروج عن صمتها وترددها وباشرت خوض حرب كونية عالمية مع البعث العربي وقاعدته الارتكازية العراق الشقيق, جندت خلالها جيوش ثلاثين دولة معادية واستخدمت فيها كل وسائل الفتك والقتل والدمار والحصار, وكل طاقات الدول الاستعمارية العظمى, وامتدت فصول تلك الحرب ثلاثة عشر عاما مستهدفة القضاء على منجزات الحزب واجتثاث جذوة البعث المتقدة واحتلال القاعدة الأساسية للبعث ( العراق ) .. ولكن دون جدوى ؟؟؟ حيث انتقل البعث إلى صفحة المقاومة والحرب الشعبية طويلة الأمد وقتال الشوارع والأزقة منذ اليوم الأول للاحتلال والاجتثاث, والتي كلفت تلك القوى ثمنا باهظا من الخسائر في الأرواح والمعدات وهزيمة نكراء في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية وغيرها, عجزت معها حتى من تأمين الانسحاب الآمن من مستنقع العراق وتفرعاته في أوحال الشام, والتي لا زالت لظاها متقدة حتى اللحظة بالرغم من اتساع قاعدة العدوان لتشمل المزيد من التحالفات الدولية ودول العالم, وبالرغم من قرار بريمر سيء السيط الهادف إلى اجتثاث البعث والإجهاز عليه. وأمام هذه المعطيات التي ذكرنا وفي خضم اشتداد أوار الحرب على البعث وتكالب الدنيا على قصعتها للنيل من صموده وبقائه رائدا للنضال القومي والإنساني .. تطل على السطح بين الفينة والأخرى بعض النفوس المريضة التي تنسب لنفسها الانتماء لمسيرة البعث وتسوق لذاتها أساطير وملاحم افتراضية منسوجة فقط في مخيلتهم, ويجترون لأنفسهم تاريخا مجيدا وبطولات غابرة وسابقة قبل أن يصل بهم الحال لمرحلة الشيخوخة والعجز والهرم لعل المسير يتوقف عند حدود أمجادهم التليدة تلك, وتبرح عقارب الساعة مكانها نزولا عند أطماعهم الشخصية والأنانية البعيدة كل البعد عن الحالة الجهادية والنضالية التي يخوض غمارها فرسان البعث الغر الميامين ,والأخطر والأنكى من ذلك تسلل بعض تلك النفوس وإمساكها زمام الأمور في بعض مفاصل الحزب وخلاياه الحية المنتشرة في كل الساحات العربية أملاً في حرف الحزب عن مساره وإفراغه من محتواه النضالي والجهادي لتنسجم الحالة مع مصالحهم الشخصية البعيدة كل البعد عن نظرية البعث التي تقوم وتستند للجدل العلمي في التحليل وتشخيص الواقع ومتطلبات المرحلة وفق روحية البعث ومنهجيته التحررية الديمقراطية الاشتراكية .. هذه النفوس التي باتت تتعامل مع البعث وكأنه كعكة يستوجب قسمتها !!!أوعقارا يحلو امتلاكه وتوريثه للأبناء والأحفاد !!!متناسين أن البعث .. جهاد ونضال .. بذل وعطاء .. تضحيات وسخاء بالدماء والأرواح في سبيل الأمة وقضاياها المصيرية ,وعلى طريق تحقيق أماني وتطلعات الجماهير العربية في الوحدة والحرية والنهوض والتقدم وقيم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص .. واستعادة كامل الأراضي العربية المغتصبة وفي المقدمة منها فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر وكنس الغزاة والطامعين . انه البعث يا سادة .. بعث الأمة من الظلمات إلى النور .. ومن قمقم التخلف إلى فضاء النهوض والازدهار .. ومن واقع الاستغلال والاستحواذ والدكتاتورية إلى ساحات الحرية والديمقراطية والاشتراكية .. ومن ويلات التجزئة والتشرذم والفتن والاستلاب إلى نشوة الانتصار والوحدة والتحرير ومغادرة الذيلية والخنوع إلى حيث مكان الأمة في الريادة بين الأمم مكانها الطبيعي والحقيقي . وفي الختام أوجه دعوة لكل الأوفياء والمخلصين لمسيرة البعث وسيرة ملهمه وقائده الشهيد الحي في قلوبنا للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه بعض الحالات المعيقة ووضع حد لعملية التآكل الذاتي ومسبباته والعمل معا وسويا على صيانة الحزب وخلاياه المنتشرة في الساحات العربية واستئصال شأفة الأمراض والأورام المميتة في الجسد ألبعثي المثقل بأعباء النضال والجهاد والكفاح نيابة عن الأمة العربية والإسلامية بل وعن أحرار العالم درءاً لمخاطر الاجتثاث والتآكل.




الجمعة١٦ Ðæ ÇáÞÚÜÜÏÉ ١٤٣٧ ۞۞۞ ١٩ / ÃÈ / ٢٠١٦


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق ثائر حنني طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان