نحن امة في امس الحاجة الى التطور نظرا لما نعانيه من التراجع في مسيرتنا الحياتية . ونحن نعاني بشكل واضح كأمة من ثلاث مشاكل اساسية تتمثل بالتجزأة والتبعية والتخلف ولن ينقذ الامة من هذه المشاكل الا العمل الجماعي من خلال النضال الشعبي السلمي الديمقراطي عن طريق العمل الحزبي لان العمل الفردي رغم دوره الا انه قاصر عن احداث التغيير المنشود . المشاكل البنيوية هذه تحتاج الى جهد كبير والى معاناة نضاليةكبيرة ايضا نظرا للدور الذي ستلعبه الامة المستهدفة كالامة العربية والاهداف المستهدفة للتحقيق والممثلة بقيام الدولة العربية الواحدة والرد على المشاكل التي تعاني منها الامة . المطلوب استبدال التجزاة بالوحدة . والتبعية بالاستقلال والحرية . والتخلف بالتقدم والازدهار حتى تتمكن الامة من الوقوف على قدميها وتؤدي رسالتها فامتنا صاحبة رسالة ليست كغيرها من امم الارض فقد حباها الله برسالة عظيمة كلفها بها لامم الارض وهي تحمل مشروع قومي انساني . حجم الاهداف والدور الكبير الذي ينتظر الامة على الصعيد العالمي يتطلب حشد كل طاقات الامة وعملية الحشد تتجاوز العمل الفردي بمعنى لا بديل عن العمل الجماعي والمقصود هنا العمل الحزبي الذي ينظم طاقات الافراد ويستثمرها باتجاه تحقيق الاهداف المرسومة في المجالين الوطني والقومي . ثقافتنا في الاغلب ثقافة فردية فنحن نختصر الدولة بشخص الحاكم ونختصر دور الحزب بامينه العام مما يعني ان الثقافة الفردية لها جذورها في تلابيب عقولنا وهو ما يعني نحن في امس الحاجة لتغيير هذا النوع من الثقافة من خلال التربية باستهداف المواطن من الصغر وهو على المقاعد الدراسية الاولى من اجل تربيته على تفضيل العمل الجماعي على العمل الفردي . لا بديل للعمل الجماعي من خلال العمل الحزبي ولا بديل عن تربية المواطن على ممارسة العمل بالتعاون مع الاخر لان الاهداف التي نسعى لتحقيقها هي اهداف امة يجب ان يشارك المواطن في العمل على تحقيقها ويشعر كل مواطن انه شريك في هذه الاهداف . اذا نظرنا لامم الارض التي حققت اهداف عظيمة وانجزت تقدما كبيرا نجد انها تسير على نهج العمل ألجماعي في العمل السياسي من خلال العمل الحزبي فالزعيم الفرد يموت ولكن الامة لا تموت . نعم هناك طليعة وهناك قادة ولكن هؤلاء ليسوا بديلا عن الجماهير فلا يجوز تغييب الجماهير لصالح الفرد فالتجربة الحزبية تحتاج لتفعيل القواعد وان تاخذ هذه القواعد دورها والقادة والحكام لا يحكمون بديلا عن الشعب . لقد دمرت الانظمة السياسية العربية العمل الحزبي لانها لا تريد سلطة الشعب ولا تؤمن بدور الجماهير في الامن الوطني وتحقيق التنمية وهي لا ترى في العمل الحزبي الا ديكورا للادعاء بانها تمارس الديمقراطية من خلال ان لا يتجاوز دور الاحزاب السياسية دور الهتيفة لاعمالهم . نسال لماذا اخفق العمل الحزبي لدينا ليس لان الافكار التي جاءت بها هذه الاحزاب غير ممثلة لاهداف الامة بل لان هذه الاحزاب لم تعمل بعمل جماعي واختزلت بشخص الامين العام واسقطت القواعد الحزبية من حساباتها الا من اجل الوقوف وراء قرارات الامين العام وقس على ذلك دور الحكام في النظام العربي الرسمي الذي غيب الجماهير لصالح الرئيس فتكاد لا تعرف اسم الدولة الا باسم الحاكم . وضعنا رغم سوداويته وحجم الدمار الممنهج الذي يستهدف بلادنا على الصعيدين البشري والمادي الا ان امة بعظمة امتنا لن تموت وهي قادرة على النهوض وقد مرت بظروف اشد ظراوة وقسوة ولكنها نفضت الغبار وتمكنت ان تعيد سيرتها الاولى وهذه هي طبيعة الامم العظيمة وامتنا عظيمة . لا تبحثوا عن مواطن الضعف فيها بل عن مواطن القوة لتوظيفها لصالح نهضة الامة . dr_fraijat45@yahoo.com