قامت إدارة موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك حديثا باعتماد ما يسمى باللغة الأمازيغية. وإن يبدو هذا الإجراء شكليا وعاديا لدى الكثيرين؛ وإن أدخل بهجة وسعادة كبيرتين على من يدعون أنهم أمازيغ؛ فإنه لا بد من الغوص في دلالات هذه الخطوة وأبعادها ومراميها. وفي هذا الإطار؛ سنذكر بما يلي : - يقول الباحث والمؤرخ التونسي الأخصائي في الأمازيغية الأستاذ محمد مختار العرباوي إن ما من حقيقة علمية أيسر من إثبات عروبة البربر والأمازيغ. - يقول العلامة الجزائري- وهو أمازيغي- الدكتور عثمان السعدي إن الأمازيغ عرب عاربة؛ وله مؤلفات ضخمة تثبت هذه الحقيقة بالبراهين العلمية التي لم يستطع لليوم أدعياء الأمازيغية إنكارها أو تفنيدها ولا دحضها. - يؤكد الدكتور سعد الدارودي عروبة البربر ويوضح في أعماله أن أقدم النقوش والحفريات التي كتبت بالتيفيناغ التي يدعي البربر في المغرب العربي وخصوصا الجزائر والمغرب أنها لغة آبائهم وأجدادهم؛ تم العثور عليها في مدينة ظفار في سلطنة عمان وهي منطلقها وأصلها. - بالعودة للتاريخ؛ وبمقاربات الدكتور العلامة عثمان السعدي؛ ظهرت الدعوة للعودة للأصول البربرية في الجزائر مع حقبة الاستعمار الجزائري؛ وهو الذي استخدم هذه الورقة وافتعلها لضرب عروبة الجزائر وتغريبها واجتثاثها من حاضنتها الطبيعية وهو ما تصدى له مثقفو الجزائر كالعلامة بن باديس ومالك بن نبي وغيرهما رحمهم الله. - إن الأكاديمية البربرية تم إنشاؤها ما بين أواسط ستينات القرن العشرين وبداية السبعينات منه؛ من طرف المخابرات الفرنسية وعلى يد ضابط فرنسي صهيوني. - لقد تم إسقاط مصطلح البربر؛ واستبداله بالأمازيغ من دعاة ضرب هوية المغرب العربي وإنكار عروبته ائتمارا بتعليمات الاستعمار؛ وذلك لما التصق بالبربر من مشاكل في أذهان هؤلاء المرتبطين بالمشروع الفرنسي الاستعماري. - إن ورقة الأصول الأمازيغية؛ والتشجيع على التلويح بها في المغرب العربي؛ هي ورقة استعمارية تخريبية معدة لضرب استقراره وهي ما تعادل بالضبط الورقة الطائفية في المشرق العربي وذلك لتناسق شبه مطلق في التركيبة المجتمعية لجماهير شعبنا العربي في المغرب العربي. - إن اعتماد اللغة الأمازيغية من طرف الفايسبوك؛ لا يمكن تفسيره ولا قراءته إلا من زاوية التحضير والإعداد لهز استقرار المغرب العربي بالاعتماد على الكونغرس الأمازيغي وهو الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني والدوائر الاستعمارية العالمية ولا يخفي استعداده اللامشروط في تنفيذ أجنداته.. ولعل إقدام إدارة الفايسبوك على هذه الخطوة الاستفزازية وغير المبررة في هذه الأثناء؛ يفصح عن بعض ما يحاك لأقطار المغرب العربي وخصوصا ليبيا والجزائر من نوايا تفتيتية جديدة. هذا رصد أولي عرضي لهذه الخطوة؛ سنعود إليها لاحقا بمزيد من التفاصيل والعرض والتشريح.