جميعنا يعرف ان للسرقة درجات وللسراق صفات ولكن الشيء الغريب والغير معقول ان يظهر في عراقنا الجديد نموذج من اللصوص تجاوزوا كل قواعد واعراف المهنة المهينة واصبحوا كالجراد الزاحف ياكل كل شيء امامه لايعرف قريب ، صديق ، فقير ، مسكين المهم ان يسرق ويجمع المال الحرام وهم تلاميذ سيدهم اللص الكبير ( الامريكي ) الذي دمر وخرب العراق بحيث باتوا يتسابوق في السرقة وتدمير العراق متجاهلين عقاب الله وحساب الشعب ، كنت اصلي في احد الجوامع ليوم الجمعة في شهر رمضان وفي الخطبة دعى الخطيب المصلين الى ان يبادروا ويكفلوا احد المهجرين او النازحين من المدن الساخنة وقال هذه فرصة للصائم ان يتقرب الى الله ويعين اخاه المسلم في هذا الشهر الفضيل وفعلا هي دعوة ايمانية صادقة لفعل الخير وكسب رضا الله وثوابه وغفرانه ، ولكنني في هذه اللحظة خطر ببالي موضوع واردت ان أسال الخطيب عنه بعد انتهاء الصلاة ولكن تراجعت في آخر لحظة ليقيني ان الخطيب ليس له القدرة والسلطة لكي واجه ويحاجج الحكومة , والموضوع هو : حصلت على احصائية من احد اصدقائي العاملين في الاوقاف بان هذا العام الذين تقدموا لاداء فريضة الحج بلغ ( 1600000 ) مليون وستمائة الف شخص وان كل شخص اشترى استمارة بمبلغ ( 25000 ) خمسة وعشرون الف دينار وبعملية حسابية بسيطة اصبح وارد هيئة الحج من بيع الاستمارات مبلغ قدره ( 40000000000 ) اربعون مليار دينار نسأل هنا سؤال اين ذهب هذا المبلغ الكبير يا هيئة الحج الدينية كم خصص منه الى العوائل المهجرة والنازحة وكم خصص الى الارامل والايتام وكم خصص الى الاماكن المقدسة وكم وضع في جيوبكم ان هذا التقسيم نقول الحمدلله هناك جزء راعوا بها حقوق الله واعانوا الفقراء والمساكين من المهجرين والنازحين الذين يعيشون في ظروف بائسة وغير انسانية تاركين بيوتهم واموالهم وحلالهم من جراء الظلم الذي وقع عليهم بعد ان تخلت الدولة عن مسؤلياتها الاخلاقية والانسانية واقتصرت على اهل الخير والمروءة وبعض المنظمات الانسانية الاجنبية والعربية . ولن الشيء الغريب والعجيب بأننا لم نسمع حصول اي من هذه اشرائح حصلت على مبلغ وانما فقط وضعت في جيوبهم ووزعت على المتنفذين في السلطة وعلى المليشيات المجرمة والعائدة الى الاحزاب الطائفية الحاكمة . يا من تدعون الاسلام وتلبسون لباس الدين اتقوا الله في الناس ان هذه الاموال احق بها هؤلاء الذين تعرضوا الى ظلمين الارهابيون وتقصير الحكومة .