عرض تلفزيون جمهورية العراق في نهاية التسعينات مسلسل درامي بعنوان ( الموت القادم الى الشرق ) . مؤلف المسلسل الكاتب السوري ( هاني السعدي ) . يحكي المسلسل قصة بلدة كانت تعيش آمنة مستقرة وكان مواطنوها يعملون في الحقول والحرف اليدوية بهدوء واطمئنان، وكانت النساء مشغولة في اعمال البيت وخدمة الرجال وتربية الأطفال. كانت الحياة فيها آمنة مستقرة. فجأة وصلت الى تلك البلدة عصابة من اللصوص المحنكين بالسطو والغدر والخيانة وهم متشحون بالسواد. حيث تمكنوا من الاستيلاء على البلدة باستغلالهم لأموال جاءوا بها معهم. وقد تمكنوا رويداً رويدا من شراء ذمة أحد الضعفاء فيها والمدعو ( بن عبّاد ) ، ثم تمكنوا من احكام سيطرتهم على البلدة بعد قتل حاكمها وزوجته كما قتلوا اعيانها. ثم نصبوا ( بن عبّاد ) حاكما صوريا فيها، وراحوا يحرقون الأخضر واليابس، مع استخدام الخسة والنذالة، والغدر والخيانة في تسيير أمور المدينة. من منطلق ( اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ) ، راح المواطنون الشرفاء يستجمعون قواهم لمحاربة تلك العصابة النتنة. وقد ساعد تلك الجماهير الثائرة شاب وهو ابن احد الاعيان الذي قتلته العصابة. وراحت الجماهير بمؤازرة الشاب المذكور بالاقتصاص من افراد العصابة فردا فردا، واعادوا المياه الى مجاريها. في نظرة على مجريات الامور بعد احتلال العراق في 2003 وما بعده، نرى تكرار احداث المسلسل منذ البداية، وما زالت الاحداث مستمرة، ونحن بانتظار النهاية. ترى هل كانت القصة نبوءة من الكاتب هاني السعدي ام انها سيناريو مكتوب لما يحصل بالفعل في العراق؟ نحن في زمن نحتاج فيه الى لمِّ الشمل وتجميع الشتات تحت راية خفاقة يحبها العراقيون ويحترمونها. انها راية حزب البعث العربي الاشتراكي. لقد أصبحنا في بلد تنتهك فيه الاعراض وتستباح الحرمات على يد من يسمون أنفسهم ( ائتلاف دولة القانون ) والقانون منهم براء. لقد اوجدت هذه العصابة شرخاً كبيراً في بنية الشعب العراقي الواحد نتيجة مؤامراتهم الدنيئة وتحالفهم مع إيران بلد الشيطان. لقد تعمدت هذه العصابة عدم احترام الحريات السياسية والفكرية والاجتماعية والدينية. لقد تحول الدين عندهم الى عباءة وعمامة تخفي تحتها أنواع القاذورات. لقد كرسوا جهودهم لتأجيج الطائفية، في ظاهرها حماية المقدسات والأقليات، في حين ان باطنها يدافع عن إيران المجوس وشن حرباً فكريا ضد العروبة والإسلام وذات منطق توسعي، عملا بشعار ( حاخامهم ) المجرم الملعون خميني، تصدير الثورة. نحن بحاجة الى احياء الروح الوطنية التي غرست فينا. روح الجماهير الكادحة والمقاتلة التي تأبى الذل والهوان. على قيادتنا ان تستقطب الشرفاء من عسكريين ومدنيين، وهم كثر، لبناء وحدة شعبية تحمل السلاح لمقاتلة هذه العصابة، واعادتها الى المجاري التي جاءت منها. دمتم للنضال ولرسالة امتنا المجد والخلود imadmugheer@hotmail.com