بابل حضارة غرست عمقها في التاريخ ، وحددت موقعها في أكثر من جانب ، فهي حضارة حمورابي أبو القانون ، والحدائق المعلقة ، وهي حضارة تحدي في الصراع العربي الصهيوني منذ القدم ، فقد إنتصر فيها نبوخذنصر على اليهود في فلسطين ، وكان السبي البابلي الذي كشف علاقة الفرس باليهود منذ أن أقدم كورش الفارسي ، وخلّص اليهود من السبي وأعادهم إلى فلسطين ، كان ذلك الحبل السري في العلاقة الفارسية اليهودية ، والذي استمر حتى يومنا هذا في زمن ملالي الفرس المجوس ، الذين أفتى الخميني بأحقيته باستيراد السلاح من الكيان الصهيوني للعدوان على العراق لثماني سنوات ، وهو يدعي الاسلام . بابل اشعاع حضارة وردت في القرآن الكريم دستور المسلمين الذين يدعي الملالي بأنهم مسلمون ، ومع ذلك يريدون طمس اسمها لارضاء أصدقائهم اليهود ، فاليهود لا زال السبي البابلي يؤرقهم ، وجزء من حقدهم على العراق حتى يومنا هذا بسبب السبي من جهة ، ولأنهم على يقين أن دمار مملكتهم التي بشر بها القرآن لن يكون إلا من الشرق ، كما هو تحرير فلسطين من الغزاة أياً كان لونهم ودينهم وعرقهم لن يكون إلا من الشرق ، فهذا هو صلاح الدين من العراق الذي أنهى الوجود الصليبي في فلسطين ، وهاهي صواريخ صدام حسين جاءت من العراق ، وأنهت اسطورة الاستراتيجية الصهيونية القائمة على نقل المعركة خارج حدود فلسطين المحتلة ، وما زال الزمن ممتداً من نبوخذ نصر حتى صدام حسين مروراً بصلاح الدين ... الخ. لن يفرح الصهاينة كثيراً في الغاء اسم بابل ، فمازالت بابل شامخة كشموخ حضارتها ، ولن يتمكن الملالي من تقديم آيات الفرح لليهود في الغاء اسم بابل ، فبابل ليست اسماً سهلاً ، بابل غيّرت عقلية اليهود من أتباع دين رباني إلى أتباع هلوسات حاقدة على الله وخلقه وعباده ، فمن كتب لهم كتابهم كان هذا النفر الحاقد في بابل ، فحقدوا على الشجر والحجر والإنسان والحيون،فعبثوا فيما جاءت به تعاليم سيدنا موسى عليه السلام . يظن ملالي الفرس واهمين وخائبين إن في مقدورهم الغاء هذا السجل الحافل لحضارة بابل ودورها ، وخاصة علاقتها بالصراع مع اليهود أحبابهم وأصدقائهم ، ومن أجل ذلك يقومون بالغاء اسم محافظة بابل باسم مدينة الحسن أو الحسين ، يظنون أنهم بذلك سيمررون هذا الاسم على أتباعهم من الطائفة الشيعية ، والتي يتوهمون أنها بدون وعي عربي بالكامل ، متكئين على من هواه فارسي من هذه الطائفة الكريمة ، فهذه الطائفة تمتلئ جنباتها بالعروبة ، ومشبعة نفوسها بالتاريخ ، وهي ليست منزوعة من عراقيتها ولا من عروبتها ، فأنّا لهم ذلك ، والعراق بجناحيه يستطيع هزيمة الفرس ، وقد صنع العديد من الهزائم لهؤلاء المجوس الحاقدين ، وكان آخرها معارك شرق البصرة على قوات الخميني ، الذي ظن واهماً أنه يستطيع أن يلحق العراق بحضارة فارس المندثرة . يقولون التاريخ يقاتل مع أبنائه ، فهذه بابل ، وهذا العراق لهما تاريخ مجيد قبل الاسلام بابي الأنبياء سيدنا ابراهيم ، وبحضارة بابل ، وما بين النهرين ، وبعد الاسلام بالفتوحات العربية لكل بلاد فارس ، فكان جند العراق وأبناؤه طليعة الجيش العربي الاسلامي القادم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا التاريخ يؤكد على هزيمة الفرس على أرض العراق لخمس مرات فيما بين القادسيتين ، فهل يعي هؤلاء الحاقدين على العروبة والاسلام أن في مقدورهم بالهلوسات الدينية التي ابتدعوها على غرار هلوسات بني صهيون أن يهزموا تاريخ العراق ويمسحوا تاريخ بابل . لم يتمكن الملالي مواجهة العراق ، ولن تكون لهم الغلبة في مثل هذه الايام لولا أن أسيادهم في واشنطن وتل ابيب قد سلموهم العراق لقمة سائغة بعد غزوه واحتلاله ، ولكن هيهات هيهات أن يطول زمن هؤلاء على أرض العراق ، وأن يتمكنوا من طمس حضاراته ، ويلغوا تاريخه،فالعراقيون مروا بأصعب وأقسى مما هم فيه اليوم ، فنهض العراق بأبنائه وأعاد تاريخه ومجده ، وصنع دوره في كل المواجهات ، سواء أكانت في معارك المواجهة في فلسطين وسيناء والجولان ، أو في معارك المواجهة مع ملالي الخميني وأتباعه ، التي تجرع فيها الخميني كأس سم الهزيمة، فلينتظر الملالي لتجرع كأس سم الهزيمة مرة أخرى ، فمهما طال الزمن فمصيرهم الخزي والعار على أيدي العراق والعراقيين ، وليس الزمن ببعيد عندما ينهض العراق بجناحيه . dr_fraijat45@yahoo.com