في 30 حزيران الحالي تمرّ علينا الذكرى السادسة والتسعون للثورة العراقية الكبرى.. ثورة العشرين الباسلة، فكيف سنستقبلها ونحتفي بها؟ كيف سنحيي أرواح شهدائها الذين رفضوا الذل والاحتلال وثاروا في وجه المحتلين البريطانيين وأفهموهم بدم أن العراق لن ينام على ضيم؟ وماذا تتوقعون؟.. هل ستكون أرواح الشهداء سعيدة بنا ونحن ننام على القذى والضيم والأذى؟ كان أجدادنا في ثورة العشرين لا يملكون سوى كرامتهم وأسلحة بدائية كالفالة والمكوار وبنادق عثمانية صدئة قليلة وانتصروا على أعتى جيش في زمانه عدة وعدداً وتسليحا وأركعوه وهزموه، ونحن اليوم نمتلك أحدث الأسلحة ولا نحتاج إلا إلى تحريك كرامتنا لتنتفض ونثور. ثورة العشرين .. ثورة ( الطوب أحسن لو مكواري ) .. ثورة التحدي والتصدي والاقتحام والعناد والصمود حتى تحقيق النصر.. ثورة ( رد فالتنا اعتازيناها ) و ( مشكول الذمة إعله الفالة )، و ( خل يمن كلبج يرعيعة ).. ثورة الكبرياء العراقي التي لا يليق أن نستقبلها إلا بوحدتنا والانتصار لبعضنا وطرد ما خلفه الاحتلال من أسواء على أرضنا.. استقبلوا ثورة العشرين بالإصرار والعزيمة تدلكم على طريق النصر والخلاص والإنقاذ المعجون من تراب أرضكم لا من فنادق باريس.. نصر يصنعه عراقيون لا يصنعه أجانب أو عرب لكل منهم أجندته الغريبة عن شعبنا.. نصر يشترى بالدم هو الذي ينقذ العراق لا وهم يشترى بأموال قطر المفضية إلى مزيد من الخراب في وطننا ومزيد من الفرقة والتشظي والتمزق. لا تنخدعوا بالعناوين مهما زاد لمعانها وخطف العيون بريقها وانظروا إلى كل شيء بعين العراق ستجدون أن الذي يدعي بأنه مقاوم ويصدع رؤوسكم بمقارعة الاحتلال ثم يلهث خلف أموال تعطيها هذه الدولة أو تلك، لا يعدو أن يكون خادما صغيراً من خدم الاحتلال يسيل لعابه لعظمة يرميها إليه الاحتلال أو وكلاؤه. طريقنا واضح جداً فلا تتبعوا خدم الاحتلال إلى طرق غامضة مشبوهة يطبل لها ويزمر ثم لا نجد أنفسنا، بعدها، إلا وسط كارثة جديدة، ووهدة أصعب. الوطن الذي اغتصب منا بالقوة محال أن نسترجعه بإقامة مؤتمر هنا أو هناك، والغريب أن تمويل المؤتمر سيكون من المغتصب نفسه أو أحد المسهمين معه في الاغتصاب. طريق العراقيين للإنقاذ واضح ومعروف .. إنه طريق ثورة العشرين .. طريق الفالة التي تنتصر على البندقية والمكوار الذي يثبت في الميدان أنه أحسن من المدفع. طريق العراقيين لا يسلكه إلا الشجعان .. أما الآخرون فلهم مسارات وطرق أخرى لا تفضي إلى العراق .. فاحذروا من طرق لا تؤدي إلى العراق .. احذروا من طرق لا تؤدي إلى العراق ..