وسط حضور جماهيري كبير لأبناء الجالية العراقية في النمسا وبكافة انتماءاتهم القومية والدينية ، أ ُقيم َ في تمام الساعة الواحدة من ظهر اليوم الجمعة 17/6/2016 ، قداس ٌ للصلاة باللغة العربية على روح المغفور لها بأذن الله السيدة الفاضلة (( كارينه )) عقيلة الدكتور عمانؤيل دامانيك ، في القاعة الثالثة لكنيسة المقبرة رقم (3) من الحي الحادي عشر للعاصمة فيينا ، ا ُحيطت بأكاليل ٍ من الزهور وعطور البخور الفوّاحة ذات الروائح الزكية التي ملئت قاعة الكنيسة ، تخللها ترانيم القساوسة ذوي الأصوات الروحانية .تحدث خلالها الدكتور صفاء رومايا عن الفقيدة الراحلة ، مستعرضا ً بعض جوانب حياتها وسيرتها الذاتية ، مشيدا ً بمواقفها الإنسانية ووقوفها الى جانب زوجها العراقي الأصيل (( أبو بيتر )) في جميع مراحل حياتهما الزوجية التي دامت 36 عاما ً .للتعريف بالسيدة (( كارينه )) ...هي إمرأة مجبولة على الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها .ولدت عام 1953 في مدينة فيينا .تعرفت على الدكتور عما نؤيل في أوائل العام 1980 ، وكانت طالبة في كلية الطب ((جامعة فيينا))، تحلم ان تكون طبيبة اطفال ، وبعد ان إقترنت به تركت الدراسة لتشارك زوجها أفكاره الوطنية والقومية ، حيث آمنت بعدالة وأحقية قضايّاه ُ ، فتعرفت من خلاله على العراق وشعبهِ فأحبته واحبت العراقيين والأمة العربية معه .زارت العراق وتعايشت فيه ، وشربت من مياه دجلة والفرات لتعود مجددا ً الى النمسا وتنجب منه ولدين هما (( بيتر وأنيس )) ، لم تتركهما ينصهران في المجتمع الأوربي بل ساعدتهما على ان يحافظا على العادات والتقاليد العراقية الأصيلة .حينما حصل العدوان الإيراني الفارسي على العراق في ايلول 1980 ، ساهمت مساهمة كبيرة في شرح اسباب العدوان والحرب التي فرضها نظام طهران العنصري على العراق طيلة ثمانية سنوات للمجتمع النمساوي والأوربي ، كما وساعدت في استقبال الجرحى من ذوي الإصابات الحرجة وعلاجهم في مستشفيات فيينا .وبعد ان فرضت امريكا والغرب الحصار الإقتصادي الجائر على العراق عام 1991 ، شمرت عن ساعديها لتشارك زوجها من جديد في مرحلة ٍ نضالية ٍ اخرى ، تمثلت بأرسال الدواء بمختلف انواعه إضافة الى المستلزمات الطبية ومناهج الدراسة من تقارير وبحوث جديدة كانت محجوبة عن طلبة العلم من العراقيين .عندما سعت امريكا وبريطانيا ومن تحالف معهما من دول الشر في اوائل العام 2003 الى تحشيد المجتمع الدولي وتقديم المسوغات الباطلة الكاذبة والتهيئة لشن عدوانها في غزو العراق ، وقفت من جديد لتناصر الدكتور نؤيل في جميع المحافل كالجمعيات والمنظمات الحكومية والمدنية ، لتبدأ مرحلتها النضالية الثالثة في فضح العدوان ، وتفنيد ودحض إدعاءات دول الغزو، فتجدها تشارك في كل نشاط يخص الشأن العراقي وفي المظاهرات التي سبقت العدوان كانت من اوائل المشاركات في الصفوف الأولى .عند وقوع العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم ، استمرت في التعريف بجرائم المحتلين وأذنابهم وفضح مخططاتهم التآمرية على العراق ارضا ً وشعبا ً ، إلا ان المرض لم يدعها تواصل المراحل النضالية اللاحقة مع رفيق عمرها وشريك حياتها الدكتور ابو بيتر ، وظلت تعاني من الآلام الى ان فارقت الحياة يوم الأربعاء 15/6/2016 ، ليفارقنا جسدها الطاهر وتصعد روحها الى بارئها . فارقتنا جسدا ً وروحا ً ، إلا ان ذكراها ستبقى نبراسا ً ينير دروب الإنسانية .لقد كانت بحق انسانة عظيمة تستحق منا ومن العراقيين جميعا ً كل الحب والإحترام والتقدير .اخيرا ً نعزي انفسنا ونعزي رفيقنا واخونا الدكتور عمانؤيل دامانيك ، وجميع افراد اسرتها ، ونسأل الله ان يجعل مثواها جنة النعيم .وانا لله وانا اليه راجعون .