دلالات العملية الفدائية في تل-الربيع تأتي العملية الفدائية الفلسطينية الأخيرة التي وقعت تفاصيلها في قلب العاصمة الصهيونية بالقرب من وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي 8/6/2016م في الأيام الأول من شهر رمضان المبارك.. تأكيدا اّخر على استمرار مسيرة الكفاح الشعبي الفلسطيني المسلح طويل المدى وفشل كل المخططات الامبريالية والصهيونية الهادفة وأد القضية الفلسطينية ونزع سلاح المقاومة من سواعد ثوار الشعب المصممين على خوض معركة الأمة في فلسطين حتى دحر الاحتلال واستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة مهما بلغت التضحيات ورغم كل وسائل القمع والترهيب بل وجرائم الإبادة الممنهجة بحق شعبنا ,إضافة لجرائم القتل الميداني وجرائم الحصار والتجويع وحبس الأطفال والنساء والتي في مجملها لم تثن إرادة شعبنا بل زادت من إصراره وعزيمة أبطاله الذين عاهدوا الله وأمتهم على حمل رسالة المقاومة وثوابت الشعب الوطنية والمضي بها قدما نحو تحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وتطهير كامل الأراضي العربية من رجس عتاة المستوطنين والمستعمرين . لقد جاءت العملية البطولية هذه والتي نفذها أبناء العمومة محمد وخالد مخامرة لتؤكد للقاصي والداني وكل حكومات العالم وأطراف ما يسمى مشروع التسوية السلمية استحالة شطب القضية الفلسطينية والالتفاف على حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. من جانب اّخر أكدت هذه العملية البطولية على استمرار الانتفاضة الفلسطينية الباسلة وفشل كل المراهنات على وقف تقدمها وزحفها المبارك بكل الوسائل النضالية الممكنة حتى بلوغ أهدافها السامية نحو كسر شوكة الاحتلال وكنس المستوطنين وكافة أجهزة وأذرع القمع الصهيونية التي أثبتت مرة أخرى فشل كل خططها الأمنية وعجز جدران الفصل العنصري عن توفير الحماية والأمن لقطعان المستوطنين والمستعمرين الصهاينة لا سيما وان العملية قد وقعت بالقرب من مجمع الوزارات وتحديدا وزارة الحرب الصهيونية التي يترأسها حاليا زعيم المافيا الدولية الإرهابي ( ليبرمان ). وفي السياق لابد هنا من الإشارة إلى نوعية العملية الفدائية وتميزها من حيث دقة التخطيط الفردي بعيدا عن تنظيمات المقاومة المعروفة واستخدام السلاح المصنع ذاتيا مما يؤشر على قدرة شعبنا ومناضلينا على تحدي الصعاب والعراقيل وتجاوز كل الحواجز والجدر العنصرية وكل وسائل البطش والتنكيل الممارسة بحق شعبنا الأعزل من قبل الاحتلال,ومعها كل أساليب الخديعة السياسية ومسيرة التسوية المشوهة التي استمرت أكثر من عشرون عاما والتي استغلها الاحتلال أبشع استغلال وجعل منها غطاءً بهدف تمرير مشاريع التهويد الكبرى للقدس وما حولها ومنطقة الأغوار الفلسطينية وتسريع وتيرة الاستيطان في باقي مناطق الضفة الغربية. وبناءً على ما تقدم من معطيات لابد هنا وبموازاة تلك العملية البطولية من التأكيد على حق شعبنا في ممارسة المقاومة بكافة أشكالها وبضرورة التفاف كامل أبناء شعبنا حولها كخيار وحيد وأكيد نحو تحقيق أهداف وغايات شعبنا في الحرية والاستقلال, والقفز عن كل التناقضات وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية في مواجهة كل ما يحاك ضد شعبنا وثوابته, ورفض كل المبادرات والمناورات السياسية واّخرها المبادرة الفرنسية الهادفة إنقاذ وجه الاحتلال البغيض والآيل للسقوط في مربع الفاشية والنازية والعنصرية المقيتة الطريق الموصلة نحو العزلة الدولية الأكيدة.