ما يجري في البلدان العربية اليوم هو ما كانت تحلم به الحركة الصهيونية قبل اكثر من مئة سنه , ففي مؤتمر بازل بسويسرا وضع الصهاينة من ضمن اهدافهم الخمسة الاساسية زرع الفتنة الدينية والطائفية بين العرب والمسلمين . وقد حاولت الصهيونية اثارة الفتنة الدينية في لبنان عام 1975 واشعلت حربا اهلية استمرت حتى عام 1991 , ولم تستطع الصهيونية اثارة الفتنة الطائفية في البلدان العر بية ذات الاغلبية السنية طيلة العقود الماضية , حتى جاء خميني عام 1979 . لقد اظهرت وثائق المخابرات الامريكية المفرج عنها مؤخرا ان اتصالات جرت بين خميني وهو في باريس مع الرئيس الامريكي وتم الاتفاق معه على اخراج الشاه من ايران وتسلمه الحكم الديني في ايران , وامريكا تعلم ماهية طبيعة الحكم الجديد الطائفي في ايران . وهذا الاتصال القديم يؤكد ما نقوله منذ زمن ان نظام الملالي والادارة الامريكية متفقان على انهاك العرب بحروب وفتن واضطرابات داخلية حتى لا يتفرغوا للتنمية والنهضة كبقية امم العالم . اما الاتفاق النووي ما كان ليكون لولا التفاهم الثنائي بين نظام الملالي وبين ادارة اوباما , ومن النقاط المهمة في الاتفاق السري بينهما هو اطلاق يد الملالي في المنطقة العربية , لتحقق ما تصبوا اليه الصهيونية من قبل . وما يحقق الامن والهدؤ الى الكيان الصهيوني . ولو كانت امريكا وفية لعهودها مع بعض الانظمة العربية وخاصة الخليجية لما سمحت لنظام الملالي ان يهدد هذه الدول علنا وتعمل على اثارة الفتن فيها وخاصة البحرين والسعودية , وتهدد باحتلال الكويت في حال فشل مخططها في سوريه . في ضؤ ما تقدم فان نظام الملالي جعل ايران بمثابة اسرائيل , والرفيق صلاح المختار محق في تسمية ايران باسرائيل الشرقية , فهي واسرائل الغربية سواء في في عدائهما للعرب وفي غربتهما الثقافية وفي تباهيمهما بقوتهما العسكرية , كما عبر المفكر الدكتور عبدالله النفيسي . نظام الملالي والكيان الصهيوني يملكان من القوة العسكرية الكثير مما يجعلهما يفكران بمغامرات ضد الاقطار العربية وضد اية قوة عربية صاعدة . وتدفعهما الى تزويد المليشيات التابعة لهما بالاسلحة والعتاد والتقنيات العسكرية . وكلا النظامين يشعران بالعزلة الثقافية , فنظام الملالي يعتز بثقافته الفارسية ويطمح الى نشرها في المحيط الاقليمي , وقد غلف نظام الملالي هذه النزعة بغلاف الدين والنزعة الطائفية التي وجدت لها اتباع في المحيط العربي والاقليمي . وكذلك حال الثقافة اليهودية التي اتسمت بالانطواء والعزلة منذ قرونويتشد الانفتاح على العرب من خلال ما يسمى التطبيع بعد اتفاقيات الصلح الثنائية مع بعض الانظمه . ويشترك النظامان الصهيوني والفارسي بالعداء للعرب , فالصهيوني يعتقد ان العرب المسلمين هم الذين عروا اليهود وكشفوا اضاليلهم وانحرافاتهم وتحريفهم للتوراة . والفرس يشعرون بالحنق الدائم لان العرب الحفاة والقادمين من الصحراء قد هزموا امبراطوريتهم الفارسية في معارك خالدة واخرها معركة القادسية . ان هذا التلافي بين نظامي الملالي والصهاينة هو ما ترضى عنه الولايات المتحدة التي تربطها باليهود مشاعر دينية وخاصة اصحاب المذهي البروتستنتي الذي يؤمن بالكتاب المقدس الذي يحوي التوراة والانجيل . ولو كانت الولايات المتحدة جادة في محاربة الارهاب لوقفت اولا ضد ارهاب ملالي ايران , ولاقدمت على اعتقال رموز الارهاب ومنهم قاسم سليماني الذي عين مؤخرا مستشارا للحكومة العراقية العميلة التابعة لنظام الملالي فكرا وسلوكا . ولكن العرب الرسميين لم يدركوا هذه الحقيقة او انهم يتغاضون عنها ويدسوا رؤسهم في الرمل مثل النعام . ليس للعرب ابناء الشعب الا الصحوة قبل فوات الاوان وتشكيل قوى واحزاب وجمعيات للوقوف ضد الاعداء الاقليميين والدوليين .