إلى معن بشور وقومجيي قم وأضلاع الجبهات العربجية : منذ أن انهارت منظومة القيم وتفسخت البديهيات واهتزت الثوابت اهتزازا عنيفا؛ ومنذ أن طلعت علينا مجاميع التبشير بالانفتاح على الجار الفارسي الإيراني؛ ومنذ احتداد التسابق المحموم نحو عمائم الأكاسرة والملالي في واضحة النهار؛ لم نكف عن دعوة من ضلوا الطريق وزلت أقدامهم زلات لا تغتفر للتروي والتبصر ومطالبتهم بالتعقل والتذكر والتدبر. ولما لم يصغوا إلينا؛ عرضنا عليهم دروس تاريخ الغدر والحقد الصفوي على العرب وما يطبع تعاملهم معنا من ثارات لا تخمد جذوتها وعنصرية سادية وتآمر منذ كورش للخميني فالخامنئي. ولما أعرضوا عن التاريخ وعبره؛ شرحنا وفصلنا التحالفات الموثقة للفرس مع أعداء الأمة العربية؛ ولما فشلنا في سعينا ذاك؛ تقفينا آثار تصريحات ساسة إيران الشر والرذيلة وجنرالاتها وملاليها وقرأنا أبعادها وخلفياتها ومراميها .. ولما استمر إخفاقنا في ثني عرابي المخطط الصفوي الأصفر الخبيث؛ اهتدينا بنقل المواقف الرسمية الفارسية التي تنضح اعترافات مخزية بحقيقة المشروع الذي يهدد الوجود العربي في مقتل. الغريب أن عرب إيران لاذوا دوما بتبريراتهم الصادمة أبدا؛ واستمسكوا بخرافات لا يصدقها الرضع من قبيل علاقة الجوار والتآخي مع الفرس باعتبارهم جزء من أمة الإسلام للحد الذي ذهب فيه عتاة المهووسين بإيوان كسرى لاعتبار إيران جزء من أمة العرب؛ ناهيك عن تحذلقهم وفصلهم بين الصراعات الوجودية والحدودية فضلا عن معزوفة المقاومة والممانعة وما يعتريها من نشاز مقرف .. ولكن الأكثر غرابة؛ أن يواصلوا التعلل بمحورية الصراع العربي الصهيوني وضرورة تقديمه عما سواه؛ ليظل المدهش حقا أننا عالجناهم بفضائح إيران غايت الموثقة والتي تفصح بجلاء عن التحالف الوطيد المتين بين الفرس والصهاينة؛ ولكنهم لم يهتموا للأمر بتاتا. ذكرناهم بتصريح وزير خارجية إيران الذي اعترف فيه بالخدمات الجليلة التي قدمتها بلاده للأمريكان والتي لولاها لما تمكنوا من غزو العراق وتدميره واحتلال أفغانستان من قبل؛ واستمروا في لا مبالاتهم. وها هي الأحداث تتسارع لتفند حججهم في الاصطفاف وراء عمامات الدم والإرهاب السوداء الطائفية الحاقدة؛ وها هو نائب وزير خارجية إيران يفصح عن زيارته لفلسطين المحتلة وزيارات غيره من مسؤولي بلاد فارس وتكرر لقاءاتهم الرسمية السرية مع أركان عصابات الصهيونية الغاصبة لفلسطين السليبة؛ ليواصل في فصل ميلودرامي صاعق تأكيده في دفاعه عن نظام العمالة والإجرام في دمشق؛ أن بقاء الأسد ضمانة ودعامة لأمن الكيان الصهيوني !! وها هي جرائم الفرس في العراق وخاصة في الفلوجة تبلغ ذروتها - وهي التي لم يعرف لها التاريخ البشري مثيلا بطبعها - للحد الذي وصفها وزير دفاع أمريكا فراند كارتر بأنها جرائم صادمة لا يمكن تخيلها؛ ويشدد على أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية تحتفظ بتسجيلات لجرائم لم تعرض للعموم لا تخطر ببال. وعليه؛ فإننا نتوجه لمعين بشور وكل أقطاب الدعاية المخزية للمخطط الفارسي بأسئلة حارقة نأمل أن يجيبوا عنها بما يتوافق والمصلحة القومية العربية الاستراتيجية العليا؛ ونأمل أن يترجموا إجاباتهم بما يستوجبه ذلك من أفعال .. أليست هذه المستجدات كفيلة بأن تدفعكم لنقد ذاتي واعي ومسؤول ومرير يقيكم مغبة مواصلة اللهث وراء حجج أوهن من بيت العنكبوت؟ ألا يستحق كل هذا الصلف الفارسي والإجرام الصفوي بحق العرب والعروبة أن يدفعكم للتراجع خطوة للوراء والانتصار لأمتكم إن كنتم تنتمون لها حقا؟؟ أما من مجال لتتبينوا أن الحق غير ما تدعون؛ وأن الخندق الذي تتخندقون فيه إنما هو خندق العار والسقوط والخزي والرذيلة؟؟ ألا ترعوون؟؟ إنها فرصتكم الأخيرة؛ فهل تجيدون تلقفها؟؟