احسبوا معي وعدّوا، ثم أعيدوا الحساب ودققوا وقولوا لي كم مرة تعرض الشعب إلى التفجير والاغتيال والتشريد والقتل والتهجير والأذى؟ وبعد استخراج النتيجة أجيبوني عن سؤال آخر، وهو: هل سمعتم مسؤولاً ممن قدمه إليكم الاحتلال، هدية، يستنكر الجرائم ضد الشعب؟ لماذا، إذن، عندما يرتكب الشعب "جريمة" الثأر لكرامته فيمزق صور رموز لا علاقة له ولا لوطنه بها، وعندما يهاجم مقرات أحزاب ثبت له باليقين الشرعي أنها لا علاقة لها ولا بوطنه بها، تقوم قيامة المسؤولين ويرعدون ويزبدون ويحذرون ويهددون ويتوعدون؟ حيدر العبادي، الذي يفترض أنه رئيس حكومة العراق يصيح : نحذر من الاعتداءات على مكاتب الأحزاب السياسية وسنقف بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام العام!! وأمين عام ما يسمى ( منظمة بدر ) والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري يتوعد بـ ( الرد بقوة ) على من يتعدى على مقرات منظمته، ويصدر أوامر لجميع مقرات المنظمة أن يتعاملوا مع كل من يتعدى على مقرات المنظمة على انه داعشي أو بعثي. ونوري المالكي يجدها فرصة للشحن الطائفي فيدعو الشعب لقتال الشعب، ولا ينسى فوبياه فيصرخ أنهم بعثيون داعشيون، ويحرض على ضرب الشعب بالرصاص؟!! من سلط هؤلاء على الشعب؟! إذا كانت الديمقراطية التي جلبها الاحتلال قد سلطتهم، فليس من المنطقي ولا من المعقول أن ينتخب الشعب أناساً يقتلونه.. وإذا كان الشعب هو مصدر السلطات، كما يعترف دستورهم غير العراقي، فهذا هو الشعب يرفض الذين تورط وانتخبهم وعليهم التنحي. ونحن ندري أن هؤلاء لا يقرأون ما يريده الشعب، وإذا قرأوا لا يفقهون، ولكنهم يقرأون ويفهمون ويفقهون جيداً ما يريده من سلطكم على هذا الشعب الثائر العظيم. لو كان هؤلاء يقرأون ويفقهون جيداً ما يريده الشعب لفهموا أن الشعب في جنوب العراق ووسطه الذي ادعوا أنهم جاءوا لإنقاذه من حكم دكتاتوري اكتشف لعبتهم الخبيثة وأدرك أنهم يعملون لأجندة غريبة عنه ولبناء امبراطورية فارسية لا علاقة لها بالعراق ولا بالعراقيين، ولأدركوا أن هذا الشعب أخذ يعي أن اتهامهم له بأنه بعثي هو شرف ما بعده شرف، وأن هذا الشعب الذي أفقروه وأجاعوه وقتلوه وشردوه وعذبوه ويسوقونه إلى حتفه بدعاوى الطائفية الغريبة عنه انتفض ليفرز نفسه عن الخانة التي يريدون حشره فيها، وهو بانتفاضته يريد إفهامهم أنه عراقي قبل أن يكون من هذه الطائفة أو تلك، وأنه عربي قبل أن يكون من هذه الجماعة أو تلك. ليدركوا جيداً أنهم قلة في وسط لا يؤمن بما يؤمنون، مثل قطرة في بحر، وليفهموا أن هذا شعب يعتز بكرامته وأنه صاحب حضارة هي أقدم وأعظم من حضارة من يريدون تأسيس امبراطوريته بغطاء الطائفة، وأن ثورته، وإن بدأت بهتافات وتظاهرات وتطورت إلى مهاجمة مقرات أحزابهم الغريبة العميلة وإحراق صور رموزهم التي يعبدون، فأنها لابد متطورة إلى سحلهم وكنسهم وتنظيف العراق من نتانة من لم يقرأوا تاريخ هذا الشعب. الطوفان العظيم قادم وهو لابد مغرقهم ومنقذ البلاد منهم ومن عمالتهم، والعراق لابد ناهض مازال شعبه يريد النهوض به، ولن ينجيهم من غضبه، آنئذ، قاسم سليماني ولا خامنئي ولا أمريكا التي سلطتكم على رقبته وعليها يتكئون.