بعد غزو وإحتلال وتدمير العراق من قوى الشر والظلام الصهيو امريكي الصفوي ، نشأت طبقتان تتعاظم بينهما الهوه وتزداد عمقاً طبقة الشركات الاحتكارية التابعة للتحالف الغربي بقيادة امريكا والحكام المنصبين من قبلهم من مليشيات واحزاب طائفية وأبنائهم ووزرائهم الذين سيطروا على خزائن وثروات البلد المختلفة ، أي طبقة الموسرين والمترفين الذين بالغوا في التهتك ومن يواليهم ويصانعهم ويستميت في مداهنتهم ومداراتهم ، فشربوا ولعبوا وطربوا واقاموا مجالس اللهو وامعنوا في الصخب في القصور والنوادي الليلية ، فكانت مظاهر الترف المفرط . واختل القضاء ودمر التعليم والصحة وكل مرافق الدولة وهيئاتها ، بتدخل الاحزاب والمليشيات المتنفذة والمنصبة من قبل الاحتلالين الامريكي والصفوي ، وانتشار الرشوة والفساد في كل مجالات ونواحي وتفاصيل ما يسمى الدولة وهم الأقلية على كل حال أما الطبقة الأخرى من عامة الشعب المقهور فلهم الفقر والعوز والجهل والتجهيل والمرض والدمار والموت ( مفخخات وكواتم ) . ان السلطة المستبدة في المنطقة الغبراء يخافون من أصحاب الكفاءات العلمية ، من العلوم التي تكبر النفوس وتوسع العقول وتعرف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطلب ، وكيف النوال ، ( حزب البعث مثلاً ) ، لا من العلماء المنافقين امثال " الهميم والصميدعي وخالد الملا والعملاء والخونه ، وعلى هذه القاعدة بنى ابن خلدون قوله ( فاز المتملقون ) . الكفاءات والمواهب والعلماء وإصحاب الرأي أكثرهم خارج القطر خوفاً وحرصا من تصفيتهم وفيهم من لا ينزلقون ويتعاملون مع الاحتلال واذنابه، وازداد الناس فقراً على فقر، وبؤساً على بؤس ناقماً، حزيناً ، كئيباً ، معارضاً ومقاوماً . أما الرافضون لمشروع الاحتلال الصهيو الصفوي الامريكي ، من مفكرين وعلماء وذوو قيمة ، تتقدمهم المقاومة العراقية الشريفة والمشروعة واليتيمة ، فإنهم باقون على العهد ، وان عملهم هو الذي يحرسهم ويحرس أبناء الشعب ، إلا من تخلى منهم عن ماء وجهه فأراقه على أعتاب الحكام المنصبين والعملاء وخونة الامة. أقمنا بالعراق على رجال ........ لئام ينتمون الى لئام يازماناً ألبس الاحرار .......... ذلاً ومهانه كيف نرجو منك خيراً ......... والعلا فيك مهانه وظهر الترف والتفنن في اللذائذ والاستهتار بالقيم والاخلاق وفساد النفس ، وظهر الحقد والحسد والكذب والمداراة والخديعة في المعدومين ، ومع انتشار الفقر والجهل انتشر التزهد والتصوف على غير طبيعية أصلية فيهما ، بل نتيجة للعجز والفشل واليأس ، لذا عم الدجل والتخريف ، فتحلق الناس بالشعوذات والأسباب التافهة في الحصول على لقمة العيش بعد أن عز الحصول عليه بالأسباب الطبيعية. تستر عصابات المعممين الحاكمين وراء ستار مهلهل من الدفاع عن الدين لاستعباد الناس . فالطالما تخلص المنصبين والمعممين من المفكرين والعلماء والشرفاء والأحرار والمقاومين الأبطال عن طريق أتهامهم بالكفر ومخالفة الشرائع. ( صدامين وتكفيرين ) . أستغل الطغاة المستبدين والمنصبين من قبل الإحتلال وملالي قم وطهران الجهل الذي يسيطر على العامة فيدفعونهم في طريق التعصب ويسايرون ما هم فيه من تزمت مذهبي للانتفاع به أيضاً، فأستغلوا بأسم الدين لتحقيق منافعهم فآذوا جماعات وطغوا ونافقوا نفاقاً كثيراً وينعتون المقاومين والمعارضين ( بالتكفيرين ) للانتقام منهم. وملاحقة نوابغ العلماء رواد الفكر وأصحاب الرأي ( دواعش ) . أما ما يسمى بالفقهاء ورجال الدين ، المتصلين بأصحاب الحكم يتملقون ويزينون لهم ما يفعلون ويُفتون بما يريدون ، والذين يخالفهم في الرأي في كل ما يفعلون ويقولون يلاقوا جزائهم ( الموت ) والحجة الظاهرة ،ابداً،"الدفاع عن الدين". غباء وجهل العامة لتعصبهم لمعتقداتهم الذي يحميها المنصبين المعممين فتؤيده في الانتقام من الطرف الثاني وتبرر جرائمه الذي يرتكبها بأسم " الدين والدفاع عنه". فإن الاضطهاد مرذول وأنصاره محتقرون وملعونون بكل لسان ماداموا يتسلحون بالدفاع عن الدين في محاربة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية ومحاربة الفكر والعقل ، لأن الدين لم يأمر بالتعذيب والقتل والنفي في سبيل نصرته، ولكن الجهال وأهل الظلال والفتن هم الذين يشفون غليلهم ويثلجون صدورهم المنتقدة بنار الغيظ والحسد بأسم الدين والملة والشريعة وهي منهم بريئة. نحن في زمن التفرقة الطائقية والعنصرية بين مكونات المجتمع وزمن اقتراف المظالم والمجازر وارتكاب المحرمات والتسابق الى الترويع والتفظيع وملاحقة الشرفاء والعلماء وفي مقدمتهم المقاومة البطلة عن قصد وتصميم ، هذه المأسي التي أحكمها التعصب ضد حرية المعتقد وحرية الرأي السياسي لمصلحة الحكام المنصبين "بأسم الدين ". والخلاصة ان أسباب التعصب وان كثرت وتشعبت وكانت لها أصول في سياسة الحكم ورجال الدين وموقف العامة لاتجد ما يجمعها إلا كلمة واحدة هي " الجهل" ان المسؤولية الاولى في خلق العصبية والطائفية وإذكاء نارها تقع على عاتق منهاج وسياسة الدولة المنصبة والمليشيات والاحزاب المرتبطة بملالي قم وطهران، هذه السياسة جعلت مصلحة طائفة من المواطنين تقوم على بؤس طائفة أخرى، سرقوا ونهبوا وأغتصبوا خيرات البلد وذلك بأختيار مسؤلين ووزراء ومتنفذين أجلاف قساة تعشش الجريمة والحقد والفساد بكل أنواعه في عقولهم ونفوسهم ، وبعيدون عن مباديء الاسلام الذي يأمر بالعدل والمساوة وأحترام انسانية الانسان. ان نشر العصبية الطائفية هي : إساءة كبرى الى العروبة والقومية العربية ، هذه السياسة ليست عربية ، وإنما سياسة طائفة معينة تريد جمع المال والقوة والسلطة بيد واحدة، وتبطش بمن يعارضها. ان العصبية والطائقية المقيتة موجودة في الاحزاب والمليشيات المتحكمة والمنصبة على رقاب الشعب ، لا في عامة الشعب وهم طيبون شرفاء يتوجهون الى الخير مسرعين. فحين أبعد الطائفيون العامة عن روح الإسلام الداعي الى الإخاء والمساواة بين جميع الناس. عثر على مخطوطة تعود للدويلة الاخشيدية كتبها المصريون على ما لحق بهم من ظلم وعدوان : وليتم فظلمتم ، وحكمتم فجرتم، وانعكفتم على الذات ، فأعملوا ما شئتم فإنا صابرون ، وجوروا ما استطعتم فإنا عليكم بالله مستجيرون ، ( وبالمقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية منتصرون بأذن الله على العصبية والطائفية ) . المعالجة: عندما ندعوا الى نبذ العصبية الطائفية، لا نقصد التنازل عنها وإنما نرفض كل انحياز طائفي وعصبي عن منطق التحاور السليم والحقيقي الموضوعي والأعتراف بالآخر مع احترام خصوصية كل طائفة تحت خيمة الوطن الواحد الموحد، للوصول الى هذه المرحلة أو المستوى ،يجب تحرير البلد من المرتزقة والعملاء وخونة الأمة وأذنابهم. والمقاومة الشريفة هي الحل.