عندما يتم استهداف مكونات الوطن البشرية أو المادية ، هو استهداف لكل مواطن في الوطن ، وهو يعلن العداء على كل واحد فينا ، وعملية استهداف أبناء الوطن أينما كانت مواقعهم خط أحمر لا يجوز السكوت عليه ، حتى ممن يختلفون مع السياسات الحكومية ، فالاختلاف هنا ليس مع الوطن ولا مع المواطنين ، هو اختلاف مع الاجراءات الحكومية ، ولا يجوز أن تتحول الخلافات إلى عمل ارهابي اكثر من مدان بالالفاظ والكلمات ، فهذا المواطن الذي تم استهدافه هو مواطن بريء يقوم بواجبه الوظيفي ، وليس مسؤولاً عن موقف هنا أو اجراء هناك ، ولم يعهد عنا في هذا الوطن أن حولنا خلافاتنا أو الاختلاف في وجهات نظرنا إلى عمل ارهابي يستدف الوطن والمواطنين ، ومن قام بهذا العمل الجبان بالتأكيد ليس ممن تربى على أخلاقيات أمتنا ، ولا بالقيم التي غرسها ديننا الحنيف ، ففي هذا الشهر الفضيل يتعهد الله جلت قدرته بتقييد الشياطين ، ليفسح لكل إنسان بتعزيز ايمانه وطلب الرحمة منه، فكيف بهذا الشيطان أن سولت له نفسه أن يقوم بعمليته الاجرامية في هذا الشهر الفضيل ، شهر الرحمة ، فهو بلا رحمة بالتأكيد ؟ . كلنا مواطنون مستهدفون ، وكل واحد فينا هو حارس على بوابة الوطن الذي يتم استهدافه ، وإنسان هذا الوطن الذي تشرب قيم الوطنية والعروبة والاسلام والإنسانية يدين بشدة العمل الاجرامي الدنيء ، ونحن جميعاً ننتصر للوطن ، ونقف في خندق الدفاع عنه ، وعن كل ذرة تراب فيه ، وعن كل طفل ورجل وامرأة من أبنائه ، فالوطن والمواطن ليسوا أعداء لأحد ، ومن ينبري ليناصبهم العداء بالتأكيد يجد من يتصدى له بقوة الايمان بهذا الوطن ، وبمحبة كل مواطن فيه ، لأن الارهاب ليس من شيمنا ، وهوطارئ على سلوكياتنا ، وهذه السلوكيات مستوردة لتدمير أمننا واستقرارنا كما دمرت مجتمعات مجاورة لنا . الارهاب لا دين ولا وطن ولا عرق له ، وحتى هذه اللحظة لا نستطيع تحديد هوية الفاعل المجرم ، فنحن محاطون من كل الجهات بمن يمارس الارهاب ، ويجعل منه منهج حياة ، فقد يكون وراءه تنظيم طائفي تكفيري ، وقد تكون دولة مارقة على العرف والقانون الدولي ، وقد يكون عقلية مريضة فردية ، ولكن اياً كانت هويته لابد من التصدي له ، والوقوف في وجه هؤلاء الذين يتم تجنيدهم ليعيثوا فساداً في الارض ، ويعملوا على تدمير الاوطان وتمزيق المجتمعات . كلنا أفراداً وتنظيمات رسمية وشعبية ، واعلام علينا واجب التصدي ، علينا أن نوجه شبابنا وفتياتنا بالاتجاه الذي يخدم الوطن وافتداؤه بالمهج والارواح ، فلا حياة مع الاجرام ، ولا حياةة مع المارقين المستهترين بحياة المواطنين ، والذين يدوسون على كرامة الوطن، وهؤلاء الذين استشهدوا عندما كانوا يقومون بواجبهم واستهدفتهم يد الاجرام لهم منا الدعاء بالرحمة ولاهلهم الصبر والسلوان ، وهذه ضريبة المواطنة التي يجب أن يؤمن كل مواطن أن يدفعها عن طيب خاطر . يريد الارهاب أن يجس نبضنا ، ويدمر حياتنا ويرعبنا ، وقد خاب ظنه ،فنحن في وطن يقاتل فيه المواطن دفاعاً عن وطنه دون الالتفات إلى سلوك هنا أو سلوك هناك في ممارسة هذا المسؤول أو ذاك ، فعندما يكون الوطن في دائرة الاستهداف ودائرة الخطر كلنا في خندقه ، لأنه دفاع عن أمن واستقرار وحياة أبنائنا جميعاً . كلنا بإذن الله جنود أوفياء مخلصين ليعيش وطننا في عز وكرامة ، وليهنأ مواطننا بالامن والامان ، فما أجمل أن تعيش بطمأنينة في وطن وارفة ظلاله على الجميع ، وفي حرية تقول فيها كلمة الحق دون لومة لائم ، وعندما تستشعر أن ذلك واجب في زمان فإنها واجبة أكثر في زمان آخر ، تقولها والمصلحة العليا فوق كل المصالح الخاصة التي تهيمن على حياتك وكرامتك ، لأنك تؤمن أن حرية الوطن وكرامة المواطنين أكبر بكثير من همك الخاص وكرامتك الذاتية . تباً لكل الايادي الآثمة التي تستهدف حياة إنسان بريء ، وتعمد لتشوية صورة وجه وطن جميل ، فهذه ليست من طينة تراب هذا الوطن ، ولا تتنفس بأنفاس مواطنيه التي تعشق الحياة مع الحرية المسؤولة ، الحرية التي تعرف حدود ممارساتها في القول والفعل ، وهي مسؤولة عن همها وهم وطنها وأبناء مجتمعها . dr_fraijat45@yahoo.com