مضى اكثر من شهر والمفاوضات اليمنية في الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين الحوثيين , وما زالت ترواح مكانها , وقد جاءت هذه المفاوضات بارادة امريكية غربية وضغوط على السعودية ودول الخليج الاخرى , وهذا هو ديدن الدول الكبرى المهيمنة على الامم المتحدة وعلى مجلس الامن بخاصة , مراعية في ذلك مصالحها الذاتية , فالولايات المتحدة التي كان ملالي ايران يعتبرونها الشيطان الاكبر دخلت في مفاوضات مباشرة معهم لابرام صفقة الاتفاق النووي , مقابل الموافقة على خطط الملالي التوسعية في المنطقة , ولذلك لم تقف الولايات المتحدة الموقف المطلوب مع افضل حليف لها وهي السعودية , بل تركتها وحيدة في معركتها في اليمن , وهي تعرف حق المعرفة نوايا ايران ازاء السعودية ونيتها الوصول الى مكة والمدينة المنورة . وكذلك الحال موقفها في سوريه عندما تبنت المعارضة السورية المعتدلة ثم تخلت عنهم ولم تسمح بتزويدهم بالسلاح الفعال , بل خلطت الاوراق في سوريه وتبادلت الادوار مع روسيا تارة ضد الاسد وتارة ضد تركيا بدعم الاكراد من الطرفين الدوليين واطلقت يد قوات الحرس الايراني في سوريه لتقتل السوريين لاعتبارات طائفية كما فعلت المليشيات في العر اق . والمبعوث الاممي ولد الشيخ يسعى الى جزئيات صغيرة بعيدة عن مضمون القرار الاممي 2216 القاضى بخروج الانقلابيين الحوثيين من المدن وتسليم اسلحتهم للحكومة الشرعية . وتمضي الايام في سجالات عقيمة نظرا لتعنت الحوثيين ورفضهم تطبيق القرار الاممي الانف ذكره . ويعتقد المبعوث الاممي انه بتوصلة الى اتفاق لوقف اطلاق نار هش او تبادل لعدد من الاسرى او المعتقلين من الطرفين بانه نصر على طريق الحل الشامل , في حين ان هذه الانجازات ليست الا مضيعة للوقت , ومراهنة على المقاتلين فوق الارض لتحقيق انجازات عسكرية تمهد الطريق لفرض شروط على الطرف الاخر الحكومي . ما يريده الطرف الحوثي وبتعليمات من ملالي طهران وملالي حزب الله في لبنان , ان يفرض شروطا على الطرف الحكومي تمنحه فرصة الاشتراك في الحكومة المقبلة دون تنفيذ ما جاء في القرار الاممي , دون نزع السلاح ودون الخروج من المدن , ان هذه المناورة شبية بما حصل في لبنان , وتطبيق تجربة حزب الله , اي الاشتراك في الحكومة مع الاحتفاظ بالسلاح , وعلى هذا الاساس يكون الطرف الحوثي قويا على الارض بالسلاح وقويا في الحكومة والبرلمان , واي امر لا يستطيع تنفيذه بالسبل الشرعية ينفذه بالقوة كما فعل حزب الله قبل سنوات عندما احتل بيروت بالقوة المسلحة . وعطل الانتخابات الرئاسية لاكثر من سنة , لتشبثه بمرشح رئاسي من حلفائه . الحوثيون يريدن تطبيق تجربة حزب الله في لبنان , بحيث يكونون القوة المقابلة للحكومة , وقادرون على تنفيذ مخططات ايران بكل الطرق السلمية والعسكرية . لقد دخلت السعودية معركة باركتها دول مجلس التعاون الخليجي والدول الاسلامية المعروفة بعاصفة الحزم , وحققت انتصارات ملموسة , وعملت على انشاء جيش وطني يمني من الصفر , وامدته مع دول الخليج بالسلاح والعتاد , ومن المفروض ان تستكمل خطة العاصفة بالسرعة الممكنة , اي تحرير صنعاء لان الدولة المستقلة لا تكون الا بوجود اركان الدولة في العاصمة المركزية . ولابد من نزع سلاح الحوثيين وكل المليشيات الموجودة والتي قد تنشأ مستقبلا , ويبقى السلاح بيد الدولة وان كان هذا صعبا في اليمن لان القبائل لديها من السلاح الشئ الكثير , وتشكل ارضية لتاسيس مليشيات على غرا ر ما حصل في العراق اذ وصل عدد المليشيات حسب تصريح للعبادي 100 مليشيا . ان المفاوضات التي تشرف عليها الامم المتحدة هي مفاوضات بارادة امريكية هدفها ضمان الاعتراف بوجود الحوثيين واشراكهم في السلطة المقبلة , ولا يهمها ان تتكرر تجربة حزب الله في اليمن ويبقى البلد مضطربا تسوده الفوضى . ما فعلته الولايات المتحدة في المنطقة من خراب ودمار وقتل الملايين وتهجيرهم لابد ان يعطي العرب الرسميين درسا بان هذه الدولة لادين لها ولاضمير انساني ولا اخلاق , ولابد من التعامل معها بالمثل , والتفتيش عن زبائن دوليين اخرين وفق المصالح المشتركة , اي تطبيق المثل الشعبي " اي لا تضع بيضك في سلة واحدة " . hassan_tawalbh@yahoo.com