شبكة ذي قار
عاجل










تناولت في الحلقتين الاخيرتين وجهة نظر حول أوضاع العراق وكيف تجاوزهما من قبل الاخيار ليعود العراق قوة عربية تحقق التوازن الاقليمي والدولي وتتمكن الامة العربية من التصدي لكل محاولات النيل من سيادتها وثرواتها وأمنها القومي ، ومن اجل الوصول الى الهدف السامي لابد من التوقف عند بعض المصطلحات السياسية والقانونية التي لها علاقة مباشرة بمفهوم الدولة من حيث { تعريفها ، أركانها ، ومقوماتها القانونية ، وضمانات تحقيقها } وهذه الامور تناولها الكثير من الباحثين والمحللين والمعنيين وقد توقف عندها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ نشأته في نهاية العقد الثالث من القرن المنصرم والتي تعد ما هي إلا صيرورة نضج الفكر القومي الثوري وميدان وضع الحلول الواجبة لكل العلل والأمراض التي جاء بها المســـتعمر باتفاقية سايكس بيكوا التي نستذكر هذه الايام تأريخها المشئوم المؤوي وان كانت ولاتها في حينه ميتته لأنها لم تتمكن من الوصول الى اهداف وغايات الطامعين بإيجاد التخلخل المجتمعي حيث بقى الانسان العربي مشدود القيم الانسانية الى اخوه الانسان من القوميات الاخرى التي تواجدت على الارض العربية تجمعهم المصالح المشتركة والشعور الانساني ، وعليه لابد من المرور عند التعريف اللغوي الذي ينص على ان - الدولة في اللغة بتشديد الدال مع فتحها أو ضمها ، العاقبة في المال والحرب ، وقيل بالضم في المال ، وبالفتح بالحرب وكذلك قيل بالضم للآخرة وبالفتح للدنيا ، وتجمع على دول بضم الدال وفتح الواو ، ودول بكسر الدال وفتح الواو ، والإدالة الغلبة ، أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم ، وكانت الدولة لنا - ومن هذا المعنى جاء مصطلح الدولة نتيجة لغلبتها ، وإلا لما كانت دولة ، وقد ورد لفظ الدولة في القرآن الكريم في قوله تعالى * كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ * الحشر آية 7 ، والتعريف الاصطلاحي تعرف الدولة بأنها شعب مستقر على إقليم معين وخاضع لسلطة سياسية معينة ، وهذا التعريف يتفق عليه أكثر الفقهاء لأنه يحتوي العناصر الرئيسة التي لا بد منها لقيام أي دولة ، وهي {{ الشعب ، والإقليم ، والسلطة }} وإن اختلفوا في صياغة التعريف من حيث اسبقية كل ركن من اركانها ، ومرد هذا الاختلاف إلى أن كل فقيه يصدر في تعريفه عن فكرته القانونية للدولة ، فالدولة ترتكز على اركان ثلاث مترابطة فيما بينها ترابطا" جدليا" كل منهما يقوم الاخر ليكون القوة الفاعلة في شرعية الدولة وهي - الشعب حيث لا يتصور أحد وجود دولة دون وجود مجموعة من البشر متجانسة إلا حساس بضرورة إشباع حاجات انسانية شتى والتعاون على أداء الافعال المطلوبة لإشباع هذه الحاجات بمشروعيتها ، ويتكون شعب أي دولة من وطنيين يتمتعون بجنسية الدولة وتربطهم بها رابطة الولاء التام لها والحرص على امنها وسلامتها انطلاقا" من مفهوم الوطنية والمواطنة وأجانب يوجدون على إقليم الدولة { أرض ، وماء ، وسماء } لا تربطهم بها سوى رابطة التوطن أو الإقامة حسب الأحوال والظروف التي جعلتهم يتواجدون اثناء او بعد نشوء الدولة واقرب مثال من تواجد على التراب الوطني العراقي ما بعد الانسلاخ من الامبراطورية العثمانية والاستقلال وفق معاهدة لوزان 1923 ، والركن الثاني هو الإقليم إذا وجد الشعب فلا بد له من الاستقرار على إقليم ما يكون مستقرا للشعب ومصدرا رئيسا لثروة الدولة ، وإقليم الدولة هو ذلك الجزء من الكرة الأرضية الذي تباشر الدولة عليه سلطانها ولا يمارس عليه سلطان غير سلطانها ويتكون إقليم الدولة من ثلاثة أجزاء - جزء أرضي وهو الجزء اليابس الذي تعينه حدود الدولة ، ويستعمل سطح الأرض وما دونه من طبقات إلى ما لا نهاية ، وما فوق ذلك السطح من مرتفعات كالجبال والهضاب ، وجزء مائي ويشمل المياه الموجودة داخل حدود الدولة من أنهار وبحيرات ونصيب من البحار العامة الملاصقة لإقليم الدولة وتسمى المياه الإقليمية ، وجزء هوائي ويشمل طبقات الهواء فوق الإقليمين الأرضي والمائي حسب ما هو محدد في أحكام القانون الدولي العام ، وقد يكون إقليم الدولة متصلا بشكل واحد وهو الغالب - ، وأحيانا" منفصلا" كما هو الحال في باكستان قبل انفصالها حيث كانت باكستان الشرقية والغربية واليوم باكستان وبنغلادش ، والركن الثالث للدولة بمفهومها السلطة حيث اتفق المختصين بالفقه والقانون والمعنيين بأنه لا يكفي لقيام الدولة وجود شعب معين على إقليم معين ، فلا بد من قيام حكومة تؤدي وظائفها الخدمية للشعب والتنفيذ الايجابي للقوانين تباشر السلطات باسم الدولة وركن الحكومة أو السلطة هو الذي يميز الدولة عن الأمة يتبع بالحلقة الثانية




الجمعة١٣ ÔÚÈÜÜÇä ١٤٣٧ ۞۞۞ ٢٠ / ÃíÜÜÇÑ / ٢٠١٦


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق زامـــل عبـــد طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان