يقول القائد المفكر احمد ميشل عفلق مؤسس حزب البعث العربي: « إن حركة الإسلام المتمثلّة في حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة إلى العرب حادثاً تاريخياً فحسب.. بل إنّها لعمقها وعنفها واتّساعها، ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة العرب المطلقة، أي إنّها صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية.. » (48). وفي نظرته إلى المستقبل يتنبأ ويقول: « سوف يعرف المسيحيون العرب، عندما تستيقظ فيهم قوميتهم يقظتها التامّة ويسترجعون طبعهم الأصيل، أن الإسلام لهم ثقافة قوميّة يجب أن يتشبّعوا بها حتى يفهموها فيحرصوا على الإسلام حرصهم على أثمن شيء في عروبتهم » (49). ولا يقلّ الدكتور أدمون ربّاط حماساً عن الاثنين: فهو يعتبر الإسلام عاملاً أساسياً في خلق العروبة وشدّ أزرها. يقول: « إن التضامن الديني هو مقدمة للتضامن القومي الذي يمهّد السبيل للترابط السياسي ويوّحد الصفوف ضد المعتدين الأجانب. وممّا لا شك فيه أن الدين الذي لعب هذا الدور في تاريخ العرب هو الإسلام الذي هو « دين ذو روح قوميّة » (50). ويقول أيضاً: « الإسلام في الواقع الدين القومي العربي.. القومية تعني الولاء لمجمل الأمة العربية » 21 المسيحيين دعاهم فيه إلى اعتناق الإسلام لأسباب أهمها « إن الإسلام دين العرب » (53). واعتبر نبيه فارس « بأن مولد النبي هو مولد العروبة » (54). في هذا السرد من أقوال المسلمين وغير المسلمين العروبيين دليل واضح وأكيد على مدى علاقة الإسلام بالعروبة: إنها علاقة عضوية جذرية تكوينية. ويبدو من ذلك كله: إن الإسلام هو جوهر العروبة ونسغها وضميرها وروحها. والعروبة هي أشرف ما يعبّر عن الإسلام. والمسلمون الذين يرفضون انتماءهم إلى العروبة