وفار تنور الغضب العراقي ونقر في الناقور، ودخل العراقيون المنطقة الخضراء في ثورة شعبية نأمل أن يتوفر لها قادة يوجهونها نحو مصلحة العراق الذي طالت معاناته وذبحه على يد وكلاء الاحتلال من الوريد إلى الوريد. هذا تماماً ما كنا نتوقعه، بل نقوله ونحن منه متأكدون، فلا يوجد شعب على مرّ العصور ولا في أية بقعة من بقاع العالم ذبح وشرد وأهدرت كرامته واستهتر بمصيره ونهبت ثرواته وأفقر وهو يتفرج على القتلة والمجرمين كشعب العراق. أناشد شعبنا في المحافظات الخروج في تظاهرات مماثلة ومحاصرة مقرات المحافظين ومن سار في ركاب العملية السياسية ليس إسناداً لحراك بغداد فقط، بل ثأراً لنفسه من شمال الوطن حتى جنوبه وإسقاطاً للعملية السياسية الاحتلالية التي لم تضر بالعراق، بل هدمته وخربته وشردت شعبه وعقوله، في محاولة خبيثة لن تتحقق وهي استبدال شعب العراق بشعب آخر. جميع الذين اقتحموا الأسوار المغلقة للمنطقة الخضراء ينشدون الخلاص من طغمة فرضها عليهم الاحتلال وإنقاذ وطنهم ليعيشوا فيه برخاء واستقرار بعد 13 سنة تفجيرات واغتيالات وتشريد يومية لم تنقطع، ويريدون استرداد عزتهم وكرامتهم المهدورتين على يد من التقطهم الاحتلال من الزوايا العفنة في العالم، وبعد ذلك لا يهم إن اقتحموا الخضراء تحت عباءة التيار الصدري أم سواه، فالمهم هو أن الشعب يفرض إرادته. ايها العراقيون أفهموا من في المنطقة الخضراء من هم؟ ومن أنتم؟ ولا تراجع حتى تحققوا إرادتكم كاملة وتنظفوا وطنكم من الأدران التي أفرزها الاحتلال في ربوعه. أيها العراقيون إن الله في عليائه يرعاكم ويسدد خطاكم لأنكم على حق ولأنه ينتصر للمظلوم ويبطش بالظالم. أثبتوا للعالم أنكم ما زلتم ذلك الشعب الحي الموحد الذي يعرف ما يريد ويعرف كيف يفرض إرادته. نصركم الله وحيّ على الثورة في جميع مدن العراق وقراه وقصباته .. والله أكبر