إنّ كلّ العمليّة السّياسيّة الجاسوسيّة القذرة في عراق ما بعد الغزو باطلة وساقطة بكلّ المقاييس وذلك لأنّها نشأت من رحم أبشع عدوان شهده التّاريخ، ولأنّ ما يبنى على باطل فهو باطل فإنّها تواصل حصد مزيد من الإخفاقات الذّريعة ليتدعّم رصيد سقوطها المدوّي منذ يومها الأوّل ولغاية كنسها قريبا ومحاكمة المجرمين الذين أثّثوها، وهو السّقوط الذي استقرّ في أذهان العراقيّين والعرب والعالم بأسره ولم ينجح العملاء الذين جاؤوا على ظهورين الدّبابات أو متخفّين في نعال الاحتلال حينا وتحت آباط وعمائم ملالي قٌم ومشهد أحيانا ولم يستطيعوا زححزة تقييم العالم لهم ولو بقرار واحد يتيم. لقد صدّع المجرم العميل العبادي رؤوس المتابعين للشّأن العراقيّ من عراقيّين وعرب وغير العرب منذ مدة عن حزمة إصلاحات سينطلق في تفعيلها محاولا إيهام المتابعين أنّه مستوعب لحاجّات العراق وشعبه مسؤول عن صلاح حاله رغم كلّ ما يلفّ مسيرته وسمعته الرّديئة باعتباره أحد أبرز الوجوه الإرهابيّة في حزب الدذعوة العميل والمجرم. ورغم التّسويقات التي رافقت إعلانه عن تلك الحزمة، ورغم الدّعم الذي تلقّاه من المجرم الخائن علي السّيستاني، فإنّ مبادرته ظلّت تراوح مكانها لتترسّخ قناعات العراقيّين بانسداد كلّي لآفاق منظومة الجواسيس والعملاء المنصّبين بعد الغزو على كلّ الصّعد، وهو انسداد شامل يتجاوزهم في ذواتهم باعتبارهم مجرّد بيادق ودمى تحرّكها أيداي خارجيّة لتعلو الأراء والأصوات التي تعرّي عجز الاحتلالين ودهاقنتهما عن حلحة الشّأن العراقيّ وذلك بتخبّطهم وفشلهم في تحقيق أيّ من أهدافهم الاستراتيجيّة باستثناء الموت والدّمار والخراب الذي خلّفوه في العراق. هذا التّخبّط وهذا الاتباك، وما ينمّان عنه من قصر نظر وغياب المقدرة على تسيير المرفق العامّ، هو في الحقيقة نتاج لوضاعة تجارب هؤلاء الأقزام الذين طفقوا للمشهد السّياسيّ في غفلة من الشعب والتّاريخ، وهو بكلّ تأكيد سليل ما ألحقته ثورة شعب العراق المتواصلة ومقاومته الباسلة الأمر الذي حاصر أجندات الاحتلالين وفرض عزلة حقيقّة على طغمة المرتزقة والجواسيس حيث لا مصداقيّة لهم ولا تأثير على العراقيّين الذين حسموا فيهم أمرهم دونما تردّد. إنّه ما من شكّ في أنّ لعنة العراق ولعنة صدّام حسين ورفاقه وشعبه تطارد هؤلاء الفاشلين الخائبين المنبتّين، وهم الذين يسابقون الزّمن من أجل الظّفر بخطوة وحيدة ينفذون عبرها لوجدان العراقيّين. إنّ على العبادي ومن يدعمه سواء من مرجعيّات الخيانة والخذلان أو الملالي أو الأمريكان أن يدركوا أن العراق لا يحكمه غير الأصلاء الشّجعان والمترعين عزّة ووطنيّة ومسؤوليّة وحزما وعزما وحكمة وإيثارا وتغليبا لمصلحة الجماهير وهي الصّفات التي لا يرتضي العراقيّون بأقلّ من اجتماعها مكتملة في من ينهض للحكم وهو تكليفيّ حصرا وليس مطلقا تشريفيّا، وبالرّجوع لحكومة العبادي وما سبقها فإنّها تعدم أدنى مقوّمات رضى العراقيّين ومباركتهم. وعليه فليس من بدّ أمام طغمة الفاسدين المجرمين إلاّ السّقوط المدوّي قريبا تحت ضربات أبناء العراق الغيارى النّجباء، حيث لن ينسى العراقيّون لهؤلاء الموتورين جرائمهم بالتّفويت في كلّ مقدّرات العراق ونهب ثرواته والتّفويت فيها خصوصا للفرس الحاقدين المجرمين.. ويبقى السّؤال الذي يشهره العراقيّون بوجه العبادي والمحيطين به هو: عن أيّة إصلاحات يهذي؟؟ وما فائدة التكنوقراط أو المتحزّبين إن هم ملّكوا مصير العراق ورقاب العراقيّين للأعداء؟؟ ماذا بقي في العراق بفل خسّة العبادي وشرذمة اللّصوصيّة المحيطة به وقد مكّنوا إيران من استغلال نفط العراق، ونهب تراثه الحضاريّ وإبادة شعبه؟؟ أَمِن عار جديد ينتظر العراق وقد غدا حتّى كرويّا مرتبطا بإيران؟؟ ما قيمة الإصلاحات ومنخب كرة القدم العراقيّ سيخوض التّصفيات المؤهّلة للمونديال القادم في 2018 في طهران؟؟ ألم يسمع العبادي المجرم بتصريح إحدى المسؤولات في الأمم المتّحدة التي أقرّت بأنّ كلّ الدّلائل توضّح فشل الحكومات العراقيّة وعجزها بل وتحذّر المجتمع الدّوليّ من مغبّة مواصلة التّعامل معها؟؟ وماذا عن تصدّر العراق لقائمات الفساد وكلّ أنواع الجرائم المنظّمة؟؟ ما بقي للعبادي ومن معه ليرحلوا خاسئين مذمومين؟؟