لكل مواطن عراقي الحق في انتقاد تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي في السلطة في العراق ولكن يجب إن يكون نقدنا موضوعيا و مبنى على اسس من الحقائق .. وليس بمبدأ خلط الاوراق ترددون ما يردده ساسة المنطقة الغبراء وعملائهم الأنجاس من إعلاميي الفتنة والنفاق وتزوير الحقائق لقاء حفنة من الدولارات .. البعض من الذين ركب قطار المحتل والسلطة العميلة ولغايات مختلفة يستطيع ان يتكلم عن هذه التجربة بما يشاء فالمثل العراقي يقول ( إن لم تستحي افعل ما شئت ) . ولكن الذين يتمتعون بضمير حي منصف وآمين يذكرون الحقائق بكل تجرد كيف تحكمون على تجربة حدث فيها خلل هنا او هناك او خطأ هنا او هناك في مسيرة خمس وثلاثين عام لم تشهد يوما واحدا خاليا من التحديات والصراعات المؤامرات التي كانت تحاك من قبل الصهيونية العالمية وحلفائهم الفرس الصفويين . لقد شهدت الخمسة والثلاثين عام من سنوات حكم حزب البعث العربي الاشتراكي نهضة صناعة لا ينكرها سوى ( جاهل ) أو من يريد إن يشوه الحقائق أو من يرى تلك المرحلة باللون الأسود وان كانت نقطة صغيرة في اسفل ثوب ابيض .. لم يحصل مع اي دولة واي شعب واي أمة ما حصل من نهوض في العراق في حكم حزب البعث العربي الاشتراكي...لقد تم ابتعاث عشرات الالاف من الدارسين في حقول العلم العالية الى الخارج غصت بهم دول الكتلة الشرقية واوروبا الغربية على حد سواء وبدا العراق في دخول النادي النووي وتحول العراق الى جامعات تخرج الاطباء والمهندسين وكان البلد الوحيد الذي وصل الى تقنية استخدام الذرة لأغراض سلمية ووضع برنامج محو الامية واستمرت الدولة على نظام مجانية الصحة ومجانية التعليم وكان العراق متفوقا على المانيا الغربية في مجال مجانية التعليم حيث التعليم الزامي الى الابتدائي ومجاني حتى التعليم الجامعي وهو مالم تعمل به اي دولة في العالم مطلقا. حزب البعث العربي الاشتراكي حول هذا القطر العظيم إلى قاعدة تحرر فعلية, وحول هذا القطر من الحالة التي كان يعيش فيها قبل الثورة إلى حالة متقدمة ومتطورة.. تركزت أبرز وجوهها الناصعة في: 1- تأميم ثروة النفط من احتكار الشركات الاجنبية ليصبح عاملاً اساسياً في نهضة العراق العظيمة. 2- قانون الحكم الذاتي للأكراد الذي كان في تاريخه وتوقيته مصداقية كبيرة لمبادئ البعث القائمة على المفهوم الانساني للقومية العربية. 3- تطوير النظام التعليمي وإلزاميته ومجانيته في جميع مراحله. 4- بناء الجيش العراقي وتسليحه ليكون درعاً ليس للعراق وحسب وانما للأمة العربية ومعاركها. 5- النهضة العمرانية البناءة بشبكات الطرق والجسور والسدود والانهار الرديفة لدجلة والفرات . حتى لو كان لدينا أخطاء هنا أو هناك فالجهاد والنضال ضد الغزاة الامريكان يَجب ما قبلة .. ساسة العراق سنتهم وشيعتهم اليوم عملاء ولصوص وفاسدون وغارقون في حب الذات ساقطين اجتماعيا والساقط اجتماعيا يكون مستقتلا وفلسفته بالحياة هو التلذذ بعذاب الشعب لانهم مرحليين ويريدون الاستفادة من هذه المرحلة .. ان عقلية التسلط التي اتصف بها عملاء المحتل ساسة الصدفة كانت عبارة عن السيطرة على موارد العراق ونهب خيراته واهدار كرامته واذلاله والمحافظة على عدم نهضته كي يبقى هؤلاء العملاء يتمتعون بالسلطة والشعب يتغذى بالاستبداد ! ان الثقافة السياسية لدى الكثير من المشتغلين بالسياسة هذه الايام هو التسلط على رقاب الناس وفق منهج مكيافلي نظرا لمبدء الغاية تبرر الوسيلة و هذا ما نراه واضحا في نوعية الصراع السياسي و ما يتصف به العنف وسفك الدماء . العراق اسيرا بيد هؤلاء القتلة قرابة منذ احتلال العراق 2003 ولحد الان ، لم ير منهم العراقيون الا التدمير والدماء والسجون والذبح ومطاردة الشرفاء.. اليوم بفضل الديمقراطية التي جاء بها الغزاة اصبح العراق خرابا مستنقعا لأسوأ ما عرفته كل التجارب الإنسانية ، بيئة للقتل الطائفي وأعمال "التطهير العرقي ، بلدا للنهب واللصوصية والفساد على أوسع وأشمل نطاق ، صار الملايين من العراقيين لا يملكون خيمة تحميهم برد الشتاء وحر الصيف .. ساسة الصدفة في العراق بعد الاحتلال الاميركي وفسادهم وسرقتهم لأموال الشعب ونهبهم لثرواته، خير دليل على الفارق بين صورة وشخصية الرفيق البعثي الحر، وبين شخصية العبد العميل الخائن الذليل الذي لا يمتلك نبضة من شرف او كرامة .. اتقوا الله يا سياسي الصدفة واتركوا الكراسي لمن هو خير منكم واكفأ او اعترفوا بجهلكم واخرجوا ( أهلُ مكةَ أدرى بشعابها )