يبدو إن التخريب ماضي الى كل نواحي الحياة بدون استثناء أو رحمة أو وازع أخلاقي وديني وان جيش العملاء والخونة والذي تم إعداده وتدريبه ليس على القتل والإجرام فحسب وإنما في تخريب النفوس والأخلاق وإنهاء الواقع المشرق التي كانت تتمتع بها القطاعات الحيوية مثل التربية والتعليم والقضاء والصناعة والزراعة والمؤسسة العسكرية ( الجيش والأمن والمخابرات وجهاز الشرطة ) والثقافة والقيم المثلي والسلوك الحضاري والتدين الصحيح الذي كان الشعب العراقي يتصف به بفضل القيادة الوطنية المخلصة لقيادة الحزب والثورة من خلال برامج متكاملة قادتها ونفذتها الأخيار في هذا البلد قبل تسليمهم إدارة الدولة من قبل المحتلين الأمريكي والفارسي ، وهنا أريد أن أركز على أهم قطاع لدى الشعوب والأمم ألا هو قطاع التربية والتعليم : لقد من أهم أهداف المحتلين ومعهما إسرائيل أن يتم تدمير وإنهاء منظومة التربية والتعليم في العراق وذلك لسببين رئيسيين : السبب الأول : تخريب منظومة تربية النشء والقضاء على المبادئ والقيم والمفاهيم الوطنية والقومية التي زرعتها ورعتها القيادة العراقية البعثية ، وذلك من خلال ما يلي : 1- تغير المناهج وحرق الكتب وخاصة مادتي التربية والوطنية بالنسبة الى الثانويان والثقافة القومية بالنسبة الى الجامعات . 2- وضع مناهج طائفية فئوية تساهم وتساعد على تنمية روح التفرقة وحب الذات والولاء للأحزاب والكتل والإفراد دون الوطنية والقومية . 3- إقصاء ومحاربة التدريسيين الذي لديهم الحس الوطني والقومي ومن المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة ، وتأهيل وإعداد تدريسيين ذات خلفية طائفية ومن تحالف وعاش في كنف الاستعمارين الفارسي والغربي ومن الذين لا يملكون شهادات ومعظمها مزورة او من جامعات غير رصينة ، 4- دس عناصر الأمن والمخابرات والمليشيات بين صفوف الطلبة إما بصفة تدريسيين او طلاب واعتقال كل طالب يحاول أن يعبر عن نفسه او ينتقد ممارسات السلطة او يحمل أفكار وطنية وقومية . السبب الثاني : تدني الجانب العلمي وتصفيات ذلك من خلال : 1- إقصاء الأساتذة الأكفاء بحجة موالين الى الحكم السابق ومشمولين في الاجتثاث . 2- مضايقة او تهديد الأساتذة كونه بعثي او وطني او ت لترك الوظيفة ومغادرة العراق . 3- التصفية الجسدية لجيش العلماء وهي ثروة العراق القومية التي بنيت خلال اكثر من ثلاثة عقود بفضل السلطة الثورية للبعث وهذا هو مطلب اسرائيل بل حلمها الكبير . 4- فرض قبول عناصر تابعة الى أحزاب السلطة الطائفية ولا يملكون شهادة الإعدادية في الكليات والمعاهد او مزورة . 5- تهديد الأساتذة من قبل طلبة ينتمون الى الأحزاب الطائفية في حالة رسوبه وعدم مساعدة وقد تصل الى القتل او الفصل . 6- فرض قرار غير شمول بعض عناصر الأمن والجيش والحشد الشعبي بالغابات وتأدية الامتحانات رأس ألسنه من ( 100) درجة . 7- حرمان الطلبة الأكفاء من الحصول على البعثات والزمالات واحتكار وتفضيل الخرجين من المنتمين الى الأحزاب او أقارب المسئولين وخارج سياقات المفاضلة والكفاءة . أما القرار الأخير الذي اصدرته وزارة التربية بشمول كافة طلبة البكالوريا بالدخول الشامل جاء ليكمل على ما بقى من تقاليد ونظم مرعية وتشجيع الطلبة للتسيب وعدم المبالاة في بذل الجهد وشعور الطلبة المجدين بالإحباط والتقليل من همتهم في الاجتهاد بعد ان رافق الامتحانات الغش العلني وخصوصا في المحافظات التي تسيطر فيها مليشيات الأحزاب الطائفية وقد تأكد بالدليل القاطع ان نسب النجاح والأوائل على العراق يكون من المحافظات الجنوبية ، معتقدين ان هذه الأساليب يؤدي الى شعور المدرس بأن التعب واللعب سيان ، ولكن نقول لهم إن في العراق رجال مخلصين ولا تثنيهم هذه الممارسات عن أداء دورهم الرسالي وتفانيهم في خدمة الجيل والوطن وما عليكم ألان ان تتحلوا بالصبر والحكمة لأن أهم فضائل الصبر اوله مر وأخره ثمار فاصبر ايها المدرس الغيور وأيها الطالب المثابر قد لاحت في الأفق بشائر الفرج وإعادة الأمور الى ما كانت عليها ، فأعداءكم الجبناء يموتون كل يوم إلف مرة وصمودكم وصبركم وشجاعتكم تعيشون مدى الدهر حتى وان موتم بحراب أعداءكم فتبقى ذكراكم تناقلها الأجيال عبر التاريخ بكل شرف واعتزاز وفخر ، مقابل الخزي والعار يلحق أعدائكم وأحفادهم مدى الأيام .