لا سبيل للمقارنة بين النزيه الشريف ( البعثي ) الدكتور محمد مهدي صالح وزير التجارة قبل الإحتلال الأمريكي وبين الشيخ اللص المتدين (الدعوجي) عبد الفلاح السوداني وزير التجارة بعد الإحتلال والذي سرق أموال قوت العراقيين وهرب بها ، فالمقارنة بينهما كالمقارنة بين الثرى والثريا ، لكني سأتخذ من الحصة التموينية التي كانت تقدم للمواطن كمثال . محمد مهدي صالح قاد وزارة التجارة في فترة الحصار الظالم الذي فرضته أمريكا على العراق وأستطاع أن يديرها بجدارة وحنكة ونزاهة كحال إخوانه الوزراء في ذلك الوقت ، وكان هذا سبب ذهول الأمريكان وتعجبهم وهذا بشهادتهم عن كيفية تلبية إحتياجات الشعب العراقي في الوقت الذي فيه حضر شامل لا يسمح بدخول حتى قلم الرصاص . إستطاع محمد مهدي صالح ورفاقه توفير أكثر من 14 مادة غذائية تزيد عن حاجة الفرد العراقي وبأسعار شبه مجانية وبإنتظام شهري تام وكان هذا سبب كافي لسجن الوزير محمد مهدي صالح لقرابة 10 سنوات بلا ذنب والإستيلاء على بيته الوحيد الذي يملكه من قبل السلطة الفاسدة في المنطقة الخضراء . أما إذا أردنا الحديث عن "السارق" الهارب عبدالفلاح السوداني فأني أتفق تماما مع تشخيص زميله حسن السنيد القيادي في حزب الدعوة العميل الذي وصفه بأنه (أطهر شخص في حزب الدعوة) فإذا كان من سرق ونهب أموال الشعب أطهر شخص في هذا الحزب فبتأكيد سيكون حال البقية أكثر خسة ونذالة ولصوصية وهذا ماأثبته الواقع . لقد أنعدمت وبشكل شبه كامل الحصة التموينية في عهد فلاح السوداني وإلى اليوم بعد سرقت أموالها وأتذكر جيدا ما قاله فلاح السوداني للإعلام عندما تولى وزارة التجارة عن هذا الموضوع (بأن الحصة التموينية هي من حق كل عراقي يؤمن بأن العراق قد تغير نحو الديمقراطية) وهو بهذا قد صدق بإنهائها وسرقت أموالها لأن العراقيين لا يؤمنون بأن مايجري ديمقراطية بل لعبة لصوص ومجرمين جعلهم سيدهم الأمريكي والفارسي حكام على شعب عظيم . اليوم فلاح السوداني وهو يقيم في قصره في لندن لن تنفعه المليارات التي سرقها من العار الذي مني به هو وعائلته وحزبه إلى قيام الساعة ، ولن تكون مساندة حكام الخضراء له وصلاتهم خلفه عند زيارتهم لندن إلا سبب إضافي للبغض والإحتقار من العراقيين الذين يلعنوه كما يلعنوا جميع قادة العملية السياسية الفاسدة . لن تجعل منه الأموال التي نهبها والتي حاول إبنه شراء نادي "سوانزي ستي" بجزء منها لن تجعل منه إسم محترم في نظر الناس ولن تزيده إلا خزي وإنحطاط . وإذا عدنا الى محمد مهدي صالح والذي يعمل الأن إستاذ في جامعة عربية ويسكن في شقة متواضعة كحال أغلب الشرفاء في العراق اليوم ، لكنه بالمقابل كسب مجد أبدي ونال على حب وفخر وإعتزاز شعبه ووطنه وهذا هو الفرق والفيصل بين الشرف والعهر فطوبى للشرفاء ...