إن التخصص في موضوع أو جانب واحد شيء مطلوب وضروري من اجل تحقيق الإبداع والتميز في موضوع واحد أو مهنة واحد ، نقول إذا صادفك شخص ما ويمتهن أكثر من مهنة غير متقاربة فعليك أن تحذر منه وان نجح معك او مع غيرك مرة والفشل والخطأ هنا يكون قاسي ومؤثر ومكلف جدا وربما قاتل لذا كل شخص ذو عقل وبصيرة يراعي ذلك ولكن المشكلة هنا تكمن في الشخص الجاهل وهنا لا نقصد به الذي لا يقرأ ويكتب بل الذي لا يستخدم عقله وإنما سلوكياته التي اكتسبها منذ الصغر وأصبحت بالنسبة له عادة او طبع ثم إيمان وعقيدة فهي مسيطرة عليه ومغيبة العقل الذي هو هبة الله للإنسان ليميزه عن باقي المخلوقات ، قال تعالى في كتابه العزيز ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ، إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا ) . وفي خطبة حجة الوداع لرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاطب المسلمين حيث نزلت الآية الكريمة قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) اي لم يبقى هناك من عذر وحجة لأحد من ان لا يتبع كتاب الله وسنة نبيه فقد تبين كل شي وعلى المسلم ان يتبع ويسترشد يهما ، إن استغلال الدين لأغراض سياسية قد شاعت وكثر مروجيها ودعمت ومولت من قبل أعداء الإسلام والعروبة وان معظم الحركات والتيارات والأحزاب المبرقعة بلباس الدين قد أذاقت الشعوب والبلدان الويلات وشقت وحدة المسلمين كما هي أساءت وشوهت مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ، ان رواج وشيوع هذه الأحزاب وخصوصا بعد الاحتلال يؤكد على أنها عبارة عن أحزاب عملية مرتبط مصالحها وأهدافها مع المستعمر المحتل وتنفذ كل ما يطلب منها مقابل الحصول على الدعم والتأيد والحماية ضاربة عرض الحائط أماني وتطلعات وأهداف وطموحات الشعب ، وقد استطاعت أن تنفذ إلى قطاعات واسعة من الشعب المغيبة عقولهم وتقودهم باسم الدين وتصدرفتاوى المرجعيات الخرفة التي حرمت مقاتلة المحتل الغازي وأجازت سرقة ممتلكات الدولة ، وهنا لابد أن أشير إلى واقعة حقيقية حصلت قبل عدة قرون وهي : المكتشف الاسباني كريستوفر كولومبس الذي اكتشف قارة أمريكا الشمالية يذكر انه هدد الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا بأنه سيسرق منهم القمر إذا لم يمنحوه الطعام والتموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة ، لم يصدق الهنود الحمر حينها أن هذا القرصان العظيم قادر على تنفيذ تهديده ، وكان الفلكيون الذين رافقوا كولومبس قد اعلموه إن خسوفا كاملا سيحصل بعد أيام ولما غاب القمر بالفعل جاء الهنود المساكين يتوسلون إلى كولومبس لأعادة القمر إليهم وبعد أن تعهدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفيا ، وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملا فظنوا أن كولومبس قد أعاده إليهم !!! من تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة . يقول العالم والفيلسوف العربي ابن رشد : التجارة بالأديان هي تجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل فان أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني . أليس ألان نعيش مثل هكذا أجواء ؟ صحيح عندما حذرت القيادة العراقية في النظام الوطني من استغلال الدين كستار ومظلة من قبل العملاء والخونة والمشعوذين لينشروا أفكارهم الهدامة والمخربة المعادية للشعب والعراق بين الجهلة والبسطاء ورغم قوة وشدة القيادة الحكيمة في منع والقصاص من قادتهم جعلت الأعداء من غربيين وصفويين أن ينزلوا بأنفسهم لمحاربة تجربة البعث العظيمة ويقضوا بكل همجية ووحشية على كل ما بنته قيادة البعث ماديا ومعنويا وثقافيا ليعدوا بالعراق الى عهد التخلف والجهل والحرمان تحت قيادة هؤلاء العملاء الأذلاء .