منذ الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق، تعرض حزب البعث و مقاومته ومناضليه إلى سلسلة منظمة من الحملات الإعلامية المعادية ، التي سعت إلى النيل من قيادته ومناضليه،والى عرقلة مسيرته الجهادية، بأستخدام سبل أقل ما يمكن وصفها بالرخيصة والمثيرة للشفقة لما تضمنته من تلفيق الاكاذيب وتزويرالحقائق وفبركة المعلومات وتوجيه الاتهامات الشخصية الباطلة، وغيرها من عناصر الاسفاف . واذا كانت مقاصد مؤسسات الاحتلال والاحزاب الطائفية والعميله المشاركة في العملية السياسية من الاساءة الى الحزب وقيادته مشخصة وواضحه ، فان دوافع من يقدموا أنفسهم كوطنيين ومناهضين للاحتلال وكبعثيين تثير أكثر من تساؤل ؟ من البديهي إن حزب البعث قيادة ومناضلين ليسوا خارج حدود النقد أو لا يمكن الاختلاف مع طروحاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، ومن البديهي ايضا ان برامج الحزب وسياساته غير مقدسة وهي اسوة بغيرها من برامج الاحزاب السياسية قابله للنقد والمسائلة والتصويب، لكن ثمة فرق هائل بين الطرح الموضوعي والنقد السياسي وبين الاسفاف والفبركة والحملات المغرضة. خلال الاعوام المنصرمة انتقدت بعض الشخصيات الوطنية ،وقيادات عدداً من التنظيمات السياسية العراقية مواقف الحزب وقيادته ومناضليه، وقدموا ملاحظات موضوعية عن آليات إدارة الأزمة التي اتبعها الحزب بعد الأحتلال، منطلقة من حرصها على مصلحة شعب العراق ومسيرة مقاومته الوطنية الباسلة، لا بل ومن حرصها على الحزب وإيمانها بدوره الوطني الفعال والهام في ملحمة تحرير العراق. تلك المواقف والملاحظات النقدية الموضوعية قوبلت بالترحاب والتقدير من قبل قيادة الحزب ومناضليه . لكن ما يثير الاسف ان مقابل هذه المواقف الواعية والراقية ،شهدت المرحله المنصرمة ايضا العديد من ( الفورات الاعلامية العدائية ) الموجهة ضد الحزب و مناضليه لا سيما الفاعلين منهم، والتي أبتعدت كلياَ عن معايير الموضوعية والحرص والاخلاق ، وطغت عليها سمات التزوير والفبركة والتشكيك بأهداف برنامج حزب البعث والتزام قيادته ومناضليه بأستراتيجية المقاومة والثوابت الوطنية. اللافت أن تلك ( الفورات الاعلامية العدائية ) تزامنت مع محاولات إنشقاقية مصممة للقضاء على الزخم الجهادي والمقاوم للحزب،ومدعومة من قبل أنظمة وجهات معادية لشعب العراق و قواه الوطنية. ثمة حقائق لابد أن يدركها المندفعين في ( الفورة العدائية الاخيرة )، نطرحها من باب التذكير والنصح والارشاد والحرص على مصالح شعب العراق في هذه المرحلة الاستثنائية البالغة الخطورة. أولا: لا شك في أن مصير " الفورة العدائية الراهنة" التي تمحورت في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي هو الفشل والخذلان اسوة بجميع من سبقتها من الحملات المعادية للحزب، وانها لن تؤثر باي شكل على مسيرة حزب البعث وعزم مناضليه الشجعان على مواصلة الكفاح حتى تحرير العراق . ثانيا : ان بعض من جُندوا ليكونوا الواجهة الأمامية للفورة الاعلامية الاخيرة يتكئون على انتمائهم العائلي والعشائري لكنهم بهذه التصرفات العبثية المدانة يسئيون إلى سمعة عوائلهم وعشائرهم. على من يتفاخر بتاريخ عائلته ان يحرص على سمعتها وان يكون بمستوى ونوعية عطائها واخلاق كبارها. ثالثاً: ان خريطة الاصطفاف والصراع الدائر في العراق بعد ثلاثة عشرعاماً من جريمة الأحتلال باتت واضحة المعالم .هنالك خندقين للصراع لا ثالث لهما : خندق الوطن الذي يضم وفصائل المقاومة والقوى الوطنية وفي مقدمتهم قيادة حزب البعث ومناضلوه وخندق الاحتلال والذل والعمالة الذي يجمع الاحزاب والحركات الطائفية والعميلة، وكل من ساهم بشكل مباشر او غير مباشر في محاربة خندق الوطن ومكوناته. واهم من يعتقد بأن هنالك مساحة او حيز ثالث يمكن أن يقف على ارضيته ويرفع منها شعارات الوطن والتحرير. ننصح كل من سعى أو ساهم في هذه ( الفورة العدائية ) للبعث وقيادته ان يتوقف ويراجع مسيرته و تصرفاته ،وان يتعض من خيبة اولئك اللذين سبق وان تبنىوا نفس المقترب السلبي المعادي للحزب . واذا كانت القيادة المجاهدة لحزب البعث لا تتوفر فيها مقومات الشرعية كما يدعون؟؟!! ،فمن اين يستمد العبثيون شرعيتهم؟ ،هل انهم يتصورون حقا بانهم قادرين على قيادة الحزب وأستقطاب قواعده بتبني وأتباع الاساليب اللا مشروعة واللااخلاقية؟؟ ان الساحة الوطنية مفتوحة لكل من يستطيع أن يساهم في أنهاء محنة العراق أو تقليل معانات أبناء شعبه، فليدخلها كل من يملك مشروعاَ وطنياَ يخدم شعب العراق وينهي محنة الاحتلال ويحافظ على وحدة التراب العراقي المهددة ، وليتنافس سياسي مع القوى الوطنية الاخرى بنبل وشرف ورجولة وليس عن طريق فبركة المعلومات والقصص الساذجة والاتهامات الرخيصة التي لن تقلل الا من قيمة مطلقيها . ان تحرير العراق والاجهاز على نظام المحاصصة الطائفية وانقاذ الوطن من مخاطر التقسيم وانهاء معاناة ابناء شعبنا ، اهداف ليست باليسيرة ولن تتحقق الا بوحدة الحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال ، وبتعزيز زخم تلك القوى وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومن هنا دعم تلك القوى تشكل مسؤولية وطنية لايمكن التغاضي عنها ،كما ان الدفاع عن مسيرة الحزب الجهادية وعن قيادته المجاهدة مسؤولية وواجب لن نتردد في الالتزام بها .