إن الأمانة والغيرة والشرف والعفة والصدق وغيرها هي صفات موروثة أصيلة ونادرا ما تكتسب ضمن المحيط المعاش وكما هي نواقضها صفات موروثة وكثيرا ما تكتسب من المحيط المعاش ، فالفرد من السهولة أن يكتسب صفات رديئة او ان يسقط في وحل العمالة والخيانة وممارسة كل إشكال الحرام دون نازع او رادع حيث تحركه قوة داخلية مسيطرة علية بنيت وراثيا واكتسبت محيطيا ، ومن هذا نلاحظ جليا تحرك القوى الاستعمارية والصهيونية والشعوبية وكل الجهات التي لها إغراض عدوانية من اختيار العناصر التي تمتاز بمثل هذه الصفات الرديئة حيث يسهل تجنيدها واحتواها وتوجيهها كرماح مسمومة إلى اقرب الناس إليهم ومنها الوطن والشعب وما اقلها ولكنها تأثيرها في الخراب والهدم كبير جدا لسهولته،أما الإفراد الذين يمتازون بصفات ايجابية فيصعب على هذه القوى أن تجندها فهي محصنة بسور الدين والوطنية وما أكثرهم ولكن البناء صعب وشاق ليس كالهدم , وقيل سابقا إذا أردت أن تختبر نزاهة وعفنة الشخص عليك أن تسلمه خزينة وانتظر النتيجة وكما ورد في قوله تعالى في سورة يوسف ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) لقد عشنا في زمن النظام الوطني ورأينا كيف تسند مسئوليات الدولة إلى ناس مشهود لها بالخصال الحميدة ، وان ضعف مسئولا ما ، هناك رقابة عليا تطبق ما أمر الله والقانون ولا تأخذهم في الحق لومة لائم ، ولم نكن نسمع الاختلاسات والسرقات للمال العام ونهب الدولة وتوزيع المناصب على الأهل والأقرباء والأصدقاء قبل الاحتلال ، فقط كانت محصورة للكفء والنزيه والوطني وله جنسية واحدة عراقية فقط وولائه للشعب والعراق ، لا كما يحصل ألان للعميل والخائن وله أكثر من جنسيتين وولائه للخارج وله سوابق في الاختلاس والسرقات وكأن المفاهيم قد قبلت منذ الاحتلال وأصبح العراق يسير خارج المعقول والمنطق دون دول العالم . هنا أود أن أشير إلى واقعة حدثت أيام حكم البعث كلنا نعرف الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل ( رحمه الله ) رئيس أركان الجيش .. أرسل الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) مرافقة ومعه سيارة من النوع الحديث إلى عبد الجبار تكريما وعرفانا لخدماته الجليلة في خدمة الجيش وأمانته ونزاهته واخلاصة وحبه للوطن والشعب فرفض الاستلام وقال إن لديه سيارة مال وزارة الدفاع ليس بحاجة لها واتصل المرافق بالقيادة وتكلم معه الشهيد صدام وقال له أبو مثنى هذه هدية لك وأولادك تستخدموها فقال له إني عندي سيارة قال له خذها هدية فرجى من الشهيد أن يكون ورقمها حكومي وزارة الدفاع ، كم من الحالين الذين يستلمون مناصب يرفض الهدية إن وجدت ولكن هناك تعويضا لهم السرقات والفساد المالي الذي انخر وأفلس الدولة واثروا هم وأقاربهم من هذه السرقات والبنوك العالم تحكي على الأرصدة التي يمتلكها المسئولين في العراق ، بتاريخ 12 نسيان الثلاثاء ظهر على شاشة البغدادية انتفاض قبر ليدلي بدلوه ويفضح عمالة وخيانة وسرقات بعض من المسئولين في الدولة وان هنا أود أن اسأل وأوضح : من هو انتفاض فنبر : صبي مأبون أي ساقط خلقيا يسكن منطقة السبع إبكار احد أقارب مصور هيثم يوسف في الاعظمية قرب مكتبة الصباح وكان يلتقي بالمحل، وهو عميل للعميل احمد ألجلبي . كيف حصل على هذه المعلومات الدقيقة : أنه عميل مخابرات أمريكي تقوم المخابرات الأمريكية منذ فترة بتسريب بعض المعلومات الخطيرة عن المسئولين العراقيين وبواسطة مرتزقتها الذي قاربوا على الإفلاس والطرد ولها في هذا مآرب أخرى قسم منها معلومة للعملاء ولكنهم كما يقول المثل ( أصبحوا مثل بلاع الموس ) . نلاحظ من تصرفات المسئولين الأمريكان بأن هناك حفرة كبيرة تعدها للإيقاع بالسياسيين العراقيين المشاركين بالعملية السياسية وأن دور وفائدة العملية السياسية التي صاغها المحتل قد انتفى مفعولها وأثمرت نتائجها المخطط لها وعليها ألان أن تعيد صياغة الوضع في العراق تبعا للظروف والمستجدات المحلية والعربية والإقليمية والدولية التي حدثت خلال فترة حكم عملائها الطائفيين وعليه ترسل المسئول تلو الأخرى لتدعمهم وتشد من أزرهم وتشجعهم على المضي قدما في طريق الوحل معتقدين ومقتنعين بأنها مع كل واحد منهم لتصل بهم إلى حافة الهاوية لينحروا في النهاية . وهذه الحالة تذكرنا بسالفة قديمة حصلت وهي : كان هناك شقي في بغداد كل فترة يمر على أصحاب المحلات التي في الشوجة ويأخذ منهم خاوات وكان مقدارها درهم وفي إحدى المرات دخل الشقاوة على أول محل وطلب منه مية فلس وكال زادت الخاوة فدفع له صاحب المحل ، وعندما سمعوا أصحاب المحلات أتوا اليه ليلومونه على دفعه كون هذا يشجعه على المزيد فرد عليهم انأ في دفعي له قد كتلته ولحظات سمعوا صياح واستفسروا وعلموا إن الشقاوة قد قتله فلان لأنه طلب منه زيادة واخرج السجينة وضربه، أمريكا تشجع وتدفع وتدعم لكي تقتلهم .