في السابق عندما يذكر إسم العراق أمام أي أجنبي تذهب به الذاكرة إلى ما مخزون لديه عن هذا البلد فتأخذه إلى الحضارات والجنائن المعلقة وأشور وحمورابي الملك ودجلة والفرات والنخيل وإلى آخر ما يميز العراق عن غيره ، أما اليوم فإسم العراق أصبح علامة داله على الفساد والفوضى والدماء والقتل والطائفية بعد أن فرض الواقع المزري نفسه فضاعت في وادي الرافدين أسماء شوامخه ورموزه وإستبدلت بأسماء لصوصه ومجرميه وحثالاته الذين تحولوا إلى أصنام تعبدها العبيد من دون الله ، لأجل الدراهم لا لأجل العبادة . لم يبقى لنا كعراقيين سبيل للحياة بكرامة والعراقي يرى شعبه يأكل من النفايات وأطفال بلده متسولين في الطرقات أمام ظلم الحكام من الصبيان والعمائم الذين وضعهم التوافق الأمريكي الفارسي حكاما لهذا البلد العظيم . تتوقف الكلمات لدى أي شريف وهو يرى من يدعون تمثيلهم للعراق "زورا وبهتانا" وهم يتطافرون كقرود السيرك هنا وهناك من أجل أن تضحك الناس ، تأخذك في عالم أخر عواجل قنوات السحت الحرام بأخبارها ( نوري إعتصم ونوابه ، مقتدى إنسحب ، عمار يحتج ، سليم يندد ، عبادي يهدد ، معصوم يدعو ) هل هذا هو العراق وهل قرود السيرك هذه تمثله ؟؟؟؟ يعجز التفسير عن شرح ما يدور في رأس كل عراقي وهو يسمع ويشاهد هذا السيرك "البرلماني" المضحك والذي يتحدث قروده عن الإصلاح والتغيير وهم إساس الفساد والدمار وكل منهم لديه غاية شيطانية في نفسه لا علاقة لها بما يعانيه الشعب العراقي بل ليست من إهتماماته ، فهم البلاء وإن أظهروا غير ذلك . إن مايجري الأن يعيد التأكيد مرة إخرى إن كذبة الأمريكان عن الحرية والديمقراطية في العراق قد بانت عورتها ولن تستطيع التغطية عليها ، فهذه الخلافات والإنقسامات بين اللصوص الحكام قد كشفت الحقيقة جليا للعراقيين والعالم بأن العراق محكوم بزمر من العصابات تقتل وتنهب كيفما تشاء تحت مسمى ( العملية السياسية ) ومن يعارض ذلك فهو إرهابي يجب أن يقتل أو يختفي في غياهب السجون أو يشرد في أصقاع الأرض فقرود السيرك لا تقبل سوى التصفيق ...