في مشـهد ملحمـي رائع جسـد الـعراق كمـا خلقـه البـاري و مـا شــاء لـه مـن تكـوين ، أجتمــعا من أجـل العراق وحبـه النخبـة الخيـرة من أبنـاء العـراق ، رجالـه البواسـل وماجداتـه ، مفكريـه وعمـاله ، عربـه واكراده ، مسلميه ومسيحييه وصابئته ، قوميون ، يساريون ، اسلاميون ومستقلون ، ومـاجال بخاطـر طيب من أوصــاف لهذا البلد العريق . مشهد أطـر الفسيفسـاء العـراقـي . إن العـرب من المشرق والمغرب لم يغيبـوا عن مشهد عزيز كهذا ، واحرار العالم تواجدوا بيننا ، كـان الزمـن يـسرق منـا لحظـات التمعـن بجمـالية المشهد ، وما دار داخل اروقـة المؤتمـر من افكار واراء حول مستقبل بلاد الرافدين كان يهـون علينـا صيحـات الاستغاثـة القادمة من الفلوجـة الشمـاء مدينة المأذن وهي تحت حصار لا اخلاقي وقصف همجي لانها مدينـة الرجـال الرجـال اللذين هزموا جيش الاحتلال مرتين باكبر معارك التاريخ المعاصر بين جيش عرمرم غاشم ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . ولدمـار صلاح الدين والانبـار وديالى وتهجير اهلها وقـع صمت لـه القـول الشجاع ، وما يُراد للموصل الحدبـاء من نكـايـة سـمعنـا لها صـوت الرجـال تهتــز لتثيـر الهمـة من أجـل مناشـدة العالم العربي والاحرار لانقاذهــا . كانـت آلام العوائـل العراقية المهجـرة قسـرا في كل انحاء عراقنا الكريم حاضرة في الضميـر . ومايعانيه اهلنا في البصرة والناصرية وميسان من طغيان القتلة والنجف وكربلاء من محاولات التفريس في وجدان المشاركين ، وسنون ما بعد الاحتلال كانت محـط تمحيص لاستشراف المستقبل القريب والبعيد . لقد حضرت الاحواز المحتلة بتاريخها العربي تخـط الطريق الرابط بين القدس ودمشق وبغداد وطرابلس وبيروت وتتلمس طريق الخلاص للامة كلها بدماء شبابها كدرع يحمي جبهتا الشرقية . كـان المؤتمـر أملآ عاشـه العراقيين لمستقبل آمـــن للاجيـال القـادمـة خـال من أمـراء حـرب اعتاشـوا على السـحت والطائفية وعلى دمـاء أبنـاء الرافدين بـدفـع مـن عتـات المجرمين في التاريخ القاطنين في سرادق البيت الابيـض وقــم أبيب. عـراق يبنـي الانسـان قبـل الالـة يعتـز بابنـائـه كيفمـا اراد الله سبحانه لهـم ان يكونـوا بعقائدهم وافكارهم ومللهم ، بانسانيتهـم وتعايشهـم لاجل الحاضر والمستقبل . أمــا الماجـدة العراقيـة فلهـا وقعهــا وحضورهـا شـعرا واهزوجــة وتفـاعلا كنقش سومري على خارطـة العراق إن المؤتمـر مشرعة ابـوابه لمـن يلحـق بالركـب ويصطف بالصفوف لتسـريع الامـل الذي تلمسناه عاجـلا وليس أجـلا ، وليسـاهم في رسـم لوحــة الـزمن الاتــــي الذي مثـلة الحضـور المـؤمن بمستقل العراق بـأمـل وتفـائل وأصرار .