ليسرقوا جزء من الجغرافية ، لكن التاريخ والحاضر والمستقبل لنا ، ليحكم المنصفين من كتب التاريخ له مجدا وعزة ونضال وان كانت المقارنة ظالمة لكن واقع الحال يطلب منا ان نبادر بنوع من المحاكاة وان كانت ايضا غير قابلة للهظم من قبل العاشقين لوليد ترترع في كنف جبال شاهقات وزاحم تلك الجبال بعد حين، عندما انطلقت مسيرة البعث بحملة الرايات خطط من جهز لها ان تكون مسيرة أبدية مع الوجود والكائنات ، وعندما جهزت الرايات يعلم من حملها ان الأجيال تتوارث المجد بلا شبهات ، انها حكاية ثنائي الوجود البعث والشعلة وكيف هزما الظلام والظلاميين ، عندما نقلب صفحات نضال البعث نجد في كل اوراقة عناوين للصمود والتضحية وجلد الذات ، وفي كل سطر عنفوان وكبرياء وكرامة وفي كل كلمة ترافة وعفة وشهامة ، البعث الذي صنع الحياة بصورة مغايرة وجعل من كرامة الأنسان العربي تقاس بمصدر انتماءه العروبي ورسم خطوات مجد الأمة التي سلكت سلالم مشانق العقيدة بقناعة البقاء نعم سرقت جغرافية منا ثمة وطن جريح لياخذوها ، يوم او شهر او سنة او سنوات .. واما بعد ؟ كلهم ذاهبون الى حيث يستحقون . قد يتعفف العار منهم وقد يتملص الخزي منهم وقد تهرب الخسة منهم هكذا هو مصير خونة الاوطان .. واما بعد ؟ سوف يحملون بقطعة ارض وان كانت تسع لقبر جرداة ! سوف تنطبق الدنيا عليهم في عقولهم المريضة افتراضية انطباق الارض على السماء . واما بعد ؟ سوف يتوقف التاريخ عن الكتابة لفاصل زمني اسود " تستنكف " منه كل المدونات ، نعم سرقوا جزء من الجغرافية لكنهم لايعلمون بان لنا وطن يتمتع بكل مقومات الاوطان . اخذوا الجغرافية ولكن اسدوا لنا جميل ومعروف من دون علم باعتبارهم لايعرفون هكذا اشياء ، اصبح لنا بلا سياج او حدود وانتشر فكر البعث في كل الارض ، حيث يتواجد البعثي تتواجد معه شعلة البعث ، هذه الحقيقة التي غابت عن مخليتهم العفنه ، البعث اصبح اكثر صلابة وقوة وانتشار .. لانة فكر وليس " عرس واوية " يفض قبل ان يتم ! ، في فكر البعث لم تكن للجغرافية اهتمام بل لا يوجد ايمان بها بالمطلق ، كون البعث فكر قومي اممي وحدودي وكل ما رسم من حدود فهي من صنع المحتل القديم الذي يحاول اليوم ان يعيد تنظيمها بشكل مختلف ، نعم البعث لا يعترف بحدود ولكن مراكز الاشعاع في هذه المدينة او تلك لها خصوصية ثابتة ولن يفرط بها مهما كلف الأمر ، البعث اصبح وطن منذ ان اعتنق مريدية فكره وعقيدتة وهكذا اوطان حاباها الله بجمال روح لكل اصبح من سكانها ، وعندما يصبح البعث وطن حيث الحياة والممات على حد سواء فضلية ، والاوطان الفاضلة لا تحتاج الى ارض محددة بل الى فكر وروح وانتماء وعقيدة راسخة ، وعندما اصبح البعث وطن تغيرت المفاهيم والحياة المعتادة واصبح نضوح الأجيال الذي استثمر البعث في نفوسها يتصدر المشهد النضالي . عندما اصبح البعث الوطن والملاذ تغيرت الارواح وكبرت النفوس ، وان كان الطريق طويل وان كان للعمر احكام وان كان للزمن اقوال .. يبقى البعث وطن وعنوان وهوية وفصيلة دم وجواز سفر " صدامي " ببصمة وراثية غير قابلة للتزوير . للمراسلة alitmula@gmail.com