شبكة ذي قار
عاجل










مع اقتراب الذكرى السنوية الأربعين لإحياء يوم الأرض الخالد والمخضب بالدماء الزكية الطاهرة المسالة غزيراً, دفاعاً عن الأرض جوهر الصراع العربي مع الحركة الصهيونية ومن خلفها القوى الإمبريالية الاستعمارية ,ورفضاً لسلسلة قرارات عنصرية شوفينية صهيونية قضت بمصادرة اّلاف الدونمات من أراضي الجليل والنقب لصالح التمدد السرطاني الاستيطاني البغيض, مما دفع بالعرب الفلسطينيين للانتفاضة والثورة في وجه الظلم والحقد والفاشية من الجليل الأعلى وحتى النقب والضفة وغزة ,غير اّبهيين آلة الموت وأسراب الدبابات وناقلات الجند التي يمتطيها جيش من مصاصي دماء البشرية ممن أتقنوا ارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية ومارسوا جرائم إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي ممنهج بحق شعب أعزل إلا من إرادة الصمود والصبر والمقاومة . تلك الملحمة الخالدة التي تجلت في يوم الأرض وراح ضحيتها ستة من خيرة أبناء وبنات شعبنا ,وسقط فيها مئات من الجرحى والمعتقلين ,أثبتت للعالم أجمع أن هناك شعب له جذور عميقة تسبر باطن الأرض الفلسطينية, متشبثاً كالأشجار وقوفا, ومصمماً على المضي قدماً بنضاله وكفاحه حتى دحر الاحتلال واسترداد كامل حقوقه المغتصبة. وفي ظل التحضيرات لإحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد تُسعّر قوات الاحتلال من حملتها المجنونة ضد خربة طانا الواقعة شرقي بلدة بيت فوريك والتابعة لأراضيها, والبالغة مساحتها ( 18 ) ألف دونم من إجمالي ( 36 ) ألف دونهم هي بالأساس المساحة الكلية لأراضي بيت فوريك والمستهدفة من قبل الاحتلال منذ النكسة الفلسطينية, حيث جرى فيها عدة معارك مسلحة وعنيفة وخصوصاً ( معركة الصوانة ) في أواخر الستينيات من القرن الماضي, وسقط فيها العديد من الشهداء منهم محمود حنني وفارس الصلاح وقتل العديد من جنود الاحتلال الذي عمد إلى تشييد مستوطنة ( مخورا ) بالقرب من تلك الموقعة. وفي سياق الحديث عن خربة طانا لابد من الإشارة إلى كونها ومنذ القدم سلة بيت فوريك الغذائية ,حيث أراضيها الخصبة والواسعة والتنوع الخضري فيها, بسبب مناخها الغوري كونها جزء من الأغوار الفلسطينية التي يتميز مناخها نسبيا عن باقي الأراضي الفلسطينية ,وحيث مراعي الأغنام والماعز وينابيع الماء مصدر الشرب الوحيد للخربة والبلدة سابقاً ,وبرك السباحة الأثرية والمشيدة في الحقبة الرومانية والتي أضافت طابعا سياحيا ومميزاً في الخربة المذكورة ,تلك الخصائص والعوامل التي جعلت من المكان عرضة على الدوام للاستهداف ألاحتلالي وممارساته القمعية والتعسفية التي تجلت في إعدام الطفلين ( حامد خطاطبة ) الذي عثر على جثمانه بين الصخور وتحت أشعة الشمس اللاهية بعد إعدامه بثلاثة أيام متفحمة ومتحللة ,وكذلك الطفل عبد الكريم حنني الذي استشهد في الآونة الأخيرة وفي ظل تسعير الحملة الصهيونية في تلك المنطقة وبالتزامن مع عمليات الهدم المتكرر للبيوت والخيام والعيون والمدرسة والطرقات وكذلك مصادرة السيارات والجرارات الزراعية والأغنام ,تلك الملاحقات والممارسات التي تستهدف في مجملها ترويع سكان المنطقة وحملهم على مغادرتها والرحيل لصالح التمدد الاستيطاني المقيت,متذرعين بحجج وقرارات واهية أصدرتها محاكم الاحتلال وتقضي بمصادرة تلك الأراضي الشاسعة والبالغة مساحتها ( 18 ) ألف دونم للأغراض العسكرية وبهدف إجراء المناورات التدريبية للجيش الإسرائيلي كمظلة يخفي الاحتلال ورائها أهداف خبيثة وحقيرة؟؟ نستنتج مما تقدم ومن خلال التصعيد الأخير والحملة المسعورة المرافقة التي يشنها جنود الاحتلال في خربة طانا أن هناك مخططاً خطيراً ونوايا خبيثة يضمرها ساسة الاحتلال ضد منطقة طانا وسكانها ,ويتضح ذلك من حجم الدمار والملاحقة والقتل ,حيث هدمت البيوت ثلاث مرات خلال الشهر الأخير وتميزت الحملات الأخيرة باستهداف كل شيء في المنطقة حتى الطرقات والمغارات والخيام ومشارب المياه والسيارات والجرارات الزراعية وبرك السباحة إضافة للمدرسة والمسجد. كل ذلك يجري في خربة طانا بالتزامن مع يوم الأرض الخالد والأهل هناك يعاودون البناء ومصممون على البقاء والصمود مهما غلت التضحيات بعزم وإصرار لا يلين يخطون بالدماء قصة صمود أسطوري وحكاية بقاء أزلي لشعب لا تقهره جرائم المحتلين ,مما يتطلب منا جميعا الانحناء أمام بطولاتهم وإبداعاتهم النضالية والوقوف إلى جانبهم بمختلف المستويات وبكافة الوسائل تعزيزاً لصمودهم وكفاحهم وبقائهم, حتى لو تطلب ذلك اتخاذ القرارات السياسية الهامة والصعبة من أعلى المستويات الفلسطينية بهدف وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية إزاء شعب يرزح تحت نير الاحتلال منذ سبعة عقود خلت ,ويتعرض لأبشع الجرائم التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي والأبرتهايد.




الثلاثاء٢٠ ÌãÇÏí ÇáËÇäíÉ ١٤٣٧ ۞۞۞ ٢٩ / ÃÐÇÑ / ٢٠١٦


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق ثائر حنني طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان