اجبرت نفسي التي خبَرَتْ الحياة بحلوها ومرها لأكتب موضوعا عسى ان اريح به ضميري المعذب في حب الوطن ، فالتجأت الى كٌتب الامثال الشعبية لاختار له عنوان .. نعم عنوان يتطابق مع الواقع الذي أعشناه مذ ان وقع الوطن اسيراً بيد الاحتلالين ولغاية اليوم الذي اصبحنا فيه نلهث ونصفق ونغني ونلطم ونرقص في هذا الزمان على من هو أغبر وجاهل ومفتن وقاتل ، وإذ بي اسمع جارتي المنشغلة بالكلام مع جابي الكهرباء الذي سلمها الفاتورة وبدون ان ينظر الى العداد ليبلغها بدفع كذا الف دينار وإذا بها تصرخ بأعلى صوتها ( انهجم بيت ابو وأم الحكومة .. هو اكو كهرباء حتى تستقطع الالاف الدنانير من المواطنين بس حكومتك كلها حرامية .. تعرف وتحرف !! ) . حال سماعي للكلمتين ( تعرف وتحرف ) توجهت فورا الى مكاني لأنقش العنوان الذي اصبح جاهزا الان والذي ينطبق على كل من يعرف الحقيقة ويحرفها في هذا الزمن التعبان !.. لاصيغ منهما سؤال اوجهه الى ضمائر العراقيين عسى ان يستفيدوا من هذا المقال في رسم حقيقة ما حدث ويحدث ولكن .. بدون تحريف !. اذن .. لماذا نعرف ونحرف حقيقة العملاء الذين كانوا يتسولون ويسمسرون على ارصفة الولايات المتحدة الامريكية ولندن وسويسرا والدانمرك وألمانيا وفنلندا وبلجيكا والسويد وسورية وإيران وو .. الخ ؟. اليس نحن العارفين لهم وكلهم من المأجورين والمتورطين بالفضائح الجنسية الفردية والجماعية والعائلية التي اجبرتهم ان يكونوا تحت سياط وأوامر اجهزة المخابرات الاجنبية ، ثم حرفنا كل ذلك ونسبناهم قادة في ما تسمى بالمعارضة العراقية ؟!. اليس نحن العارفين بكل ما نسب من كذب وتظليل باتهام النظام الوطني قبل غزو واحتلال العراق ، ثم حرفنا كل ذلك ونسبناه بالدفاع عن مظلومية الشيعة والكورد العراقيين ؟!. واليس نحن العارفين بما حدث في العراق بعد حرب الخليج الاولى من صفحات الغدر والخيانة ، ثم حرفنا كل ذلك واستبدلناها بالانتفاضة الشعبانيه ؟!. واليس نحن العارفين بمكر المحتل الغازي الذي نصب سلطات طائفية تعمل بأوامر ايرانية ، ثم حرفنا كل ذلك بمبدأ الشراكة والوحدة الوطنية !! التي جاءت بها اصابعنا الملوثة بالحبر الغازي المزور بالأصابع الصفوية ؟!. اليس نحن الذين هتفنا انذاك ( باسم صدام سمينا مدينتنا ) ،ثم حرفنا ذلك ( باسم الصدر سمينا مدينتنا ) ؟!. واليس نحن من الذين نعرف جيدا ان المرجع الطائفي المفتن علي السستاني هو ايراني الاصل ثم حرفنا ذلك وجعلناه وليا من بعد الامام ( علي ) كرم الله وجهه ؟!. واليس نحن من يعرف جيدا ان مقتدى الصدر قائد اكبر ميليشيا اجرامية ارهابية عرفت بجيش المهدي وسرايا السلام التي قتلت آلاف العراقيين ، ثم حرفنا كل ذلك لنجعل من هذا الجاهل الامي المتذبذب المتقلب المصلحي الطائفي الارهابي قائداً وطنياً ؟!. اذن .. لماذا نعرف ونحرف ؟!!.. هل هي شطارة ام ذكاء ام جهل ، ام هي عادة من عادات البدن ...الخ ، ام هو تغيير آني يخدم مصلحة ما ، ام ماذا ؟!!!!!!. ومتى نتطهر ونطهر الوطن من هكذا عادات خبيثة لنكف الاذى عنه ؟. ارجوكم .. ارحموا العراق وكفوا الاذى عنه عسى ان يرحمنا الله والتاريخ والوطن .
