وبدأ تنفيذ المخطط الإستعماري الجديد لوطننا العربي لتقسيمه إلى مشيخات متصارعة وطائفية من العراق إذ لم يكتفي الدجالون والغاصبون بإغتصاب فلسطين قبل عقود .. فاخترعوا للعراق ألأكاذيب لغزوه .. وكان الخلاص من الرئيس صدام حسين هدفهم الأول لإنه كان يحمي العراق والوطن العربي من أي غزو خارجي .. لا أود الكتابة عن الشهيد صدام .. إنما أود كتابته هونص إستقالة قاضي صدام لأهميته .. والذي وصلني من بغداد من أحد الأصدقاء سأكتبه كما هو ليعرف القاصي والداني مدى الظلم الذي تعرض له صدام على أيدي الطغاة. وهذا نص كتاب الإستقالة الذي تقدم به القاضي العراقي رزكار محمد أمين رئيس محكمة صدام سابقاً. "السيد رئيس المحكمة الجنائية العليا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد .. أتقدم بوافر التقدير والإحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب إستقالتي من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه .. استقالة مسببة .. وللتاريخ فإنني أضع أسبابها بين أيديكم راجياً تحقيق العدالة في عراقنا الحبيب. أولاً- أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التي تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية، ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها، ولا يمكن لأي فرد يملك قليلاً من الشرف أن يتقبلها .. فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منا أن نأخذ دور ممثلين في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم. ثانياً- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره والحق الذي يقف به أمام المحكمة، تجعل إدارة المحكمة في موقف ضعيف لا تحسد عليه وتجعلنا في حيرة من أمرنا وصراع مع ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يمكن علينا من رغبات المجاميع طائفية لا تملك في تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية. ثالثاً- وفق عظمة هذا الرجل تأتي عظمة القانون والشرع الذي لا تملكه محكمتنا هذه، فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل ولا قانون جديد يشرع لنا محاكمته على أعمال قديمة، فإنتهينا إلى شعور أمام ضمائرنا بإننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائر وعيون الشعوب الشريفة. هذه أسباب، وهناك أسباب أُخرى كثيرة، قد أستطيع أن أذكر منها: إجلالي وتقديري لشخص هذا الرجل وثقتي بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء، عليه أرجو قبول الإستقالة التي لا رجعة فيها ومهما كانت الأسباب .. وكان الله في عون من سوف يجلس على كرسينا هذا. حتى لواختاروا بديلاً مصنوعاً من الخشب فوالله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحن فيه ضميره الخشبي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته." ونظراً لأهمية تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق الإستعماري الإحتلالي .. و لأهمية الإستقالة فقد وجدت أن نص الإستقالة يستحق النشر والتوثيق لتجاهل الصحف العربية لهذه الإستقالة المهمة .. ولا يسعني إلا الشكر الجزيل للقاضي النزيه رزكار محمد أمين لضميره الحي ولقوله كلمة الحق وإنصاف البطل الشهيد صدام حسين.