نتحدث عن الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات مع العدو الصهيوني كثيراً ، ولكن كل هذه لن يكون لها أية آثار إن لم يتم ترجمتها على أرض الواقع ، وهو ما يتمثل بالتطبيع الذي ابتكره العدو الصهيوني ، ليمارس وجوده العدواني على صدورنا ، ليتم ترجمة هذا الوجود وكأن وضعه طبيعي ، ليؤكد أنه جزء من المنطقة بعكس ما هو طارئ عليها ، جاء بفعل دعم امبريالي عالمي ضد الامة وتطلعاتها نحو الوحدة والحرية والتقدم . يتمثل التطبيع الذي يشكل خطورة كبيرة أكبر بكثير من هذه الاتفاقيات والمعاهدات ، التي يتم عقدها مع هذا الطرف العربي أو ذاك ، و نجد العدو الصهيوني يؤكد على التطبيع في كل علاقة مع أي طرف عربي عند توقيع الاتفاق معه ، لأنه يعي تماماً أن وجوده مرهون بالاعتراف به في المنطقة ، ولن يكون ذلك إلا من خلال التعامل معه كواقع طبيعي ، حيث أن الاعتراف به يؤدي إلى كسر حاجز العداء لهذا الوجود على أرضنا العربية في فلسطين المحتلة ، من هنا فنحن نركز على مقاومة التطبيع بكل أنواعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لتفريغ أية علاقة ومعاملة معه كمقدمة لكنسه وطرده من بلادنا . اليوم نتحدث عن مدينة أردنية تميزت بسمات خاصة وطنية وقومية وإنسانية ذات تاريخ مجيد في تاريخ الصراع مع الصهيونية منذ المملكة المؤابية وحتى اليوم ، وكم نتألم كثيراً عندما نقرأ لميشع بطل المؤابيين عندما طرد اليهود من مدينة مادبا إذ قال قولته المشهورة " لقد قضيت عليهم ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم " ، فماذا سيقول لنا لو نهض من قبره عندما يراهم يصولون ويجولون في كل أنحاء وطننا وبحماية رسمية ، فهل نحن حقيقة أحفاد لهؤلاء الذين هزموا الصهاينة وطردوهم من ديارنا؟، في وقت نحن نتعامل معهم ونسمح لهم بتدنيس أوطاننا ، والعبث في مقدراتنا . هاهم يصولون ويجولون ويتسابق البعض منا في إقامة العلاقات معهم ، وحتى الاحتماء بهم دون خجل أو حياء ، وأحيانا نستعين بهم في مواجهة أشقائنا ، ولكن الكرك حاضنة الفعل الوطني ومبادرة المساهمة في المشاركة في الدفاع عن حقوق الأمة القومية ، قد اعادت سيرة أمتنا في الذود عن حياضنا، وما أدراك ما الكرك؟،فهي بفرسانها تمتشق الفعل بارادة أبنائها وبناتها ذات سبق غير مسبوق ، وذات فعل متميز ، تقوم بحملة وطنية لاخلاء المدينة من البضائع الصهيونية التي تدنس أرضنا ، وتغرس العهر في نفوسنا ، فمن يشتري هذه البضائع ، يسهم في شراء رصاصة صهيونية مسمومة لقتل واحد من أبنائنا . التطبيع فعل خياني بدون جدال ،علينا جميعاً أن نواجهه بكل ما نستطيع حتى لا يحقق العدو الصهيوني أهدافه العدوانية ، فمن يمارس التطبيع مع الكيان الصهيوني فإنه يمارس الدور الخياني ضد الوطن والامة وضد الإنسان والإنسانية ، ونحن في رابطة الكتاب الاردنيين وفي اللجنة الثقافية لمقاومة التطبيع نقسم بكل قيمنا الوطنية والقومية والدينية والإنسانية إلا أن نكون في طليعة المقاتلين ضد التطبيع ، وخاصة التطبيع الثقافي والتربوي الذي نعتبره أشد أنواع التطبيع ، لأنه يسعى لمسح ذاكرة الأمة ، وما تختزنه هذه الذاكرة من قيم وطنية وقومية وإنسانية ودينية اتجاه الفعل العدواني الصهيوني . نشد على أيدي أبنائنا وبناتنا في كل مدينة وقرية في مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ، فنحن مستهدفون من هذا العدو الغاصب ، يستهدفنا في وجودنا وقيمنا ومستقبل أبنائنا ، مما يفرض علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات مجتمع مقاومة التطبيع، ورفض كل شكل من أشكال التعامل مع العدو ، لأننا ندافع عن حياتنا وقيمنا وتطلعات أبنائنا نحو حياة حرة كريمة ، تعشقها كل الامم التي تتطلع إلى المستقبل المنشود ، مستقبل الحرية والكرامة والقوة والعزة . نحيي الكرك الرائدة في مجابهة التطبيع ، ونشد على أيدي كل مواطن حر شريف يرفض التطبيع بكل ألوانه وأشكاله مع العدو الصهيوني ، ونقف احتراماً واجلالاً لهؤلاء الفرسان الذين يقودون حملة أن تكون مدينة الكرك خالية من البضائع الصهيونية. مقرر لجنة مقاومة التطبيع في رابطة الكتاب الأردنيين dr_fraijat45@yahoo.com