شبكة ذي قار
عاجل










بعد اربعة وتسعين يوماً على اضراب الصحفي محمد القيق عن الطعام ، وقد شارف على الموت ، لكنه أبى أن يفك اضرابه احتجاجاً على التهمة غير الصحيحة والمعاملة السيئة والقاسية من قبل أعداء الحرية والحق والعدل ، الذين يتفوقون على كل أمم الارض في العدوان على كل ما هو جميل فيما خلق الله سبحانه وتعالى ، وصل بهم الحقد على الإنسان والإنسانية ما يفوق كل المخلوقات البشرية ، فقد أساءوا للذات الالهية وقتلوا أنبياء الله ، فوصفهم رب العزة بأقسى الاوصاف وأشدها ، لم تعرف مجموعة بشرية وصفاً كما وصفت به . هؤلاء الذين ابتلينا بهم نحن العرب كأمة في فلسطين ، باتوا سلاح تهديد في وحدتنا وحريتنا وامننا وكرامتنا ، فهم الاكثر عدوانية ، وهم الاكثر امتهاناً للانسان وكرامته، في الوقت نفسه هم الاكثر حظوة عند الغرب الاستعماري الذي يقدم لهم كل شيء ، ولولا دعمه وحمايته لما تمكنوا لا من امتنا ولا من أبناء فلسطين الذين يواجهونهم بصدورهم ، دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وحياتهم التي سرقوها منهم في وضح النهار. غرسوا على أرضنا واحتلوا بيوتنا ، وسرقوا النوم من عيون اطفالنا ، وأرادوا أن يميتوا الحياة في داخلنا ، جندوا كل ما يستطيعون في مواجهتنا على ارض فلسطين ، ودنسوا مقدساتنا ، وهدموا دور العبادة لنا ، فلم يسلم من دنسهم لا مسجد ولا كنيسة، قطعانهم ومرتزقتهم ابتلعوا الارض وحرموا المواطن من العبادة في بيوت الله، وقيدوا كل حركة لأبنائنا على أرضنا ، واغتصبوا الارض واقاموا المستوطنات على صدورنا. الاسير محمد القيق ، الصحفي الرائع ، باع الدنيا في مواجهة الظلاميين ، فمن يقف في وجه الحق ، ومن يقف في طريق الهم الإنساني ليس بإنسان ، وقد تمكن بتضحيته وشجاعته وقوة ارادته وبعزيمته أن يتغلب على هؤلاء الجلادين الظلاميين، لأنه صاحب حق وله رسالة تعني أنه لم يقترف ذنباً ، ولم يتطاول على حقوق أحد ، ولم يكن إلا مواطناً يؤدي دوراً ينقل فيه الحقيقة عما يجري على ارض الواقع ، فيما يقوم به مرتزقة الصهاينة من قتل وتدمير للحقوق الوطنية الفلسطينية . ظنت الصهيونية ومن يقف وراءها إن في مقدورها بناء مشروعها العدواني العنصري التوسعي على أرض فلسطين ، لتحقيق أهدافها وأهداف أسيادها من الامبرياليين العدوانيين للإنسان والإنسانية ، وهي تظن واهمة أنها تملك القدرة في مواجهة أمة تشربت معنى التضحية ، وتعلمت معنى الجهاد كجزء من عقيدتها ، فهاهم أبناء فلسطين بعد أن أدى الحجر دوره ، ابتكروا سلاح السكين ، فعملت سكاكين المطابخ فعلتها ،أرعبت مرتزقة الكيان الصهيوني ، وأفقدت الصهاينة في عموم فلسطين الامن والامان ، الذي جاءوا ليبحثوا عنه على أرض فلسطين المغتصبة ، فلم تكن فلسطين يوماً إلا مقبرة للغزاة ، ولن يكون مصير الغزوة الصهيونية بأفضل مما سبقها من غزوات استهدفت فلسطين ، لأن فلسطين باركها الله، ولن تسمح ارادته على أن يدنسها أكثر الناس خسة في التعامل مع أنبياء الله ، بما فيها من أناس لا يهابون الموت ، ولا يقبلون أن تطأ أقدام الغزاة ترابها الطهور . فلسطين ليست أرضاً بلا شعب كما هي الكذبة الصهيونية ، لأن فيها جبابرة هم شعبها وهم حماتها ، فقد هابوها منذ زمن طويل ، فذكرنا رب العزة بقولهم لسيدنا موسى "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ، فرب العزة يفقأ عيونهم بأن لفلسطين أهل يقيمون عليها، وهم جبابرة يخشاهم عدوهم ، هم متجذرون فيها وليسوا بطارئين عليها كما هم غزاة اليهود ، الذين جاء بهم الاستعمارالاوروبي ، وتعهد حياتهم فيها الاستعمار الامريكي ، فباتت عنوان اجرام في حق الإنسان والإنسانية. نعم الحرية للمناضل الاسير محمد القيق الذي إنتصر على خفافيش الليل وظلام النهار، بتضحيته ومقاومته السلمية التي أذهلت العالم ، وارهبت أعداء الله والإنسانية،فما كان من هؤلاء الظلاميين إلا أن اضطروا للخضوع لارادته باطلاق سراحه ، وعدم العودة لاعتقاله مرة أخرى . هنيئاً للمناضل الاسير محمد القيق بإنتصاره ونيله لحريته ، وهنيئاً لابناء فلسطين وأبناء الامة في انتصار ارادة الحق على ادعاء الباطل ، فالحرية لا يمكن أن ينالها إلا أصحاب التضحية والارادة ، فمن كان في تضحية القيق وارادته يستحق كل التقدير والاحترام ، فهاهم أطفال فلسطين يزفون كل يوم لنا عملية مواجهة مع جنود الاحتلال ومرتزقته وقطعانه ، غيرعابهين ولا مبالين بعدم توازن القوة فيما يملكون من سكين أمام البندقية والرشاش في أيدي جنود الاحتلال ، ورغم ذلك فهم المنتصرون لأنهم يتسلحون بالارادة والحق في مواجهة الباطل ، وهم على يقين أن مصير الغزوة الصهيونية زائل ولو بعد حين ، كما سبقها من غزوات استهدفت فلسطين . dr_fraijat45@yahoo.com




الاحد٢٠ ÌãÇÏí ÇáÇæáì ١٤٣٧ ۞۞۞ ٢٨ / ÔÈÜÜÇØ / ٢٠١٦


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الدكتور غالب الفريجات طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان