الملك فيصل الأول ورؤوف الكبيسي أرتبط رؤوف الكبيسي بعلاقة طيبة مع الملك فيصل الأول وانضم للعمل معه منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى في الحجاز عام 1916ومابعدها وكانت الزيارات بينهما متبادلة والود بينهما موصول وكان الملك فيصل يردد دائما ( ان رؤوف الكبيسي يدي اليمنى / جريدة الكرخ العدد 486 في 1 / رمضان / 1358 هجرية ) وكانت الظروف موالية والمقدرة الوظيفية مضمونة وحسن الأداء الذي امتاز به رؤوف الكبيسي وسجاياه النيّره جعلت منه محط أنظارمن يفكر بأسناد منصب مهم في الدولة العراقية لشخصية سياسية او ادارية عراقية لكن سمات رؤوف الكبيسي وصراحته المعهوده ووطنيته المشهورة واخلاصه للعراق وليس لجاه او منصب حرمه من الوصول الى أعلى المناصب وهو اهلا لها لو تساهل اتجاه بعض القضايا الوطنية التي يمسها في احيان كثيرة سلوك المحتل الأجنبي والسائرين في ركابه من اصحاب المنافع الخاصة التي كثيرا ما تبتلي بهم الأوطان الا ان رؤوف الكبيسي يأبى ان يتنازل عن أبائه ووطنيته وجرأته اضافة الى محاولات الأنكليز المتكرره برفض تعيين الضباط العراقيين الذين عملوا في سوريا مع الملك فيصل الأول خاصة من يشك في ولائه للأنكليز ( ذكرت مس بيل في واحده من مناقشاتها ان الحاكم العسكري العام ارنولد ولسن كان متحفظا على عودة الضباط العراقيين الذين كانوا في سوريا وعدم تعيين أي منهم في مراكز مهمة بالدوله العراقية ). واحدا من رجالات الثورة العربية الكبرى ومن أهم رموزها ساهم مع رفاقه الآخرين في تأسيس الدولة العر اقية الحديثه ووضعوا اللبنات الأولى لصرح العراق الشامخ وله مواقف وطنيته مشهود هو مآثر رائعه في كل المناصب التي شغلها منذ كان ضابطا في الجيش العثماني او قائد الدرك في حلب حتى نهاية خدمته الوظيفيه . لقد تحدى الأنكليز مرات عديدة في الناصرية والبصرة وبغداد وحاولوا استمالته اكثر من مرة حتى ان رئيس الوزراء نوري السعيد طلب منه ان يتولى احدى وزارتين كانت شاغرتين فرفض وقال ( حكومة حراميه أنا لا أشترك فيها / مكالمة هاتفيه مع المحامي سرمد توفيق رشيد بابان/خريج كلية الحقوق جامعة بغداد عام 1976 ) كان ذلك في العام 1930 وطلب منه مرة اخرى بواسطة المرحوم الدكتور فائق شاكر ان يرشح نفسه لمجلس النواب لتسعى الحكومة في انتخابه رئيسا للمجلس النيابي العراقي مقابل ان يخفف من انتقاداته المتكررة للأنكليز فرفض ذلك لأنه لا يساوم ولا يحابي ولا يهتم ان يكون بسلطة تسرق منه مواقفه الوطنيه وشجاعته التي عرف بها وأنه اراد ان يكون ممثلا حقيقيا للشعب وطموحاته لا للحكومة والأنكليز حتى انه صرح في اكثر من مناسبة انه سيعارض اي معاهدة تربط مصالح العراق بالمصالح البريطانية وبكل قوة وهذا يفسر سبب عدم توليه مناصب اعلى وتأثيره الأكبر على سياسة الحكومه العراقية آنذاك ورجال السياسة فيها حتى من كان يشغل منصب أرفع من منصبه . لقد عاش ومات شهما نبيلا غيورا على وطنه وعروبته شجاع القلب نافذ البصيرة شديد الحب لعمل الخيروكم من مرة فقد منصبه نتيجة لمواقفه العصامية واعتداده الكبير بمصالح الشعب وهمومه بالرغم من ان الظروف السياسية انذاك تتطلب التقرب من اصحاب القرارطمعا بالجاه العريض والكرسي الشامخ الا ان رؤوف الكبيسي ورغم علاقته الطيبة مع الملك فيصل لم يهادن ولم يضعف قراره ولم يستغل علاقته هذه لحاجة مادية أو وظيفية واضعا مصلحة البلاد والعباد فوق اي اعتبار آخر .