كما كان منتظرا؛ جاء حوار الرفيق القائد عزت إبراهيم شاملا ملما بكل تفاصيل الأوضاع التي تعيشها الأمة العربية بصفة عامة .. لقد تناول الرفيق القائد قراءة دقيقة لما يحدث في منطقتنا منذ غزو العراق الذي اعتبره السبب الرئيسي والأهم في كل ما آلت إليه الحالة العربية؛ ولم يتطرق لذلك الغزو من باب التواكل أو التسليم أو التفصي؛ بل جاء ذلك في سياق عرض منهجي علمي من شأنه أن يشكل مرجعية لفهم ما حدث وبالتالي التفاعل مع نتائجه بما يسرع من تجاوزه والحد من آثاره. واعتبر الرفيق القائد أن لا فائدة من التمترس والتمسك بالتنابز بين أبناء الأمة وغرقهم في جلد ذواتهم؛ بل ذهب لحد المطالبة بضرورة طي الصفحة بعد استيعاب الدروس للانطلاق جديا في دفع ما يتهدد العرب اليوم؛ كما أكد على أن الخطر الكبير اليوم هو خطر التغلغل الفارسي الصفوي الذي استفاد من خدماته الجليلة للامبريالية والصهيونية العالمية. تعكس هذه التوجيهات فهما متقدما للمرحلة ورهاناتها واستحقاقاتها الجدية والخطيرة حيث يهدد السرطان الفارسي الاستيطاني الشوفيني الحاقد الوطن العربي برمته خصوصا بعد تنفذه المتسارع في العراق وسورية واليمن ولبنان .. هذا وتحدث الرفيق القائد عن الجرائم السادية التي ارتكبت بحق العراق وشعبه محذرا من استنساخها في بقية الأقطار. ويبقى تناوله عرضا وشرحا وتحليلا لداعش أحد أبرز ما تعرض إليه؛ حيث حسم الموقف البعثي نهائيا منه وأنهى اللغط حوله مبينا ملابسات إنشاء داعش ومعريا استخدامه وتوظيفه لمزيد شيطنة البعث وتسخيره لإلهاء المقاومة العراقية عن مخططاتها الاستراتيجية في تحرير العراق وهو الفخ الذي تفاداه العقل العراقي المقاوم بفضل حنكة قائده وعبقريته وحكمته وخبرته. ولم يفت القائد الخوض في ملابسات ما عرف بالربيع العربي وما لحق بالشعب السوري من غطرسة النظام وعرى تواطؤ المجتمع الدولي في ذلك؛ وتحدث عن اليمن وليبيا والعدوان الأطلسي عليها وكذلك مصر وما تتعرض له من تحرشات لإبقائها خارج الفعل القومي العربي. لقد قدم الرفيق القائد في حواره التاريخي للوطن المصرية أرضية متينة متكاملة للأمة قادرة على بعث الروح فيها مجددا والنهوض مرة أخرى.