يا احرار العراق والعروبة .. يمر شعبنا العراقي المجيد في مرحلة غاية في الخطورة والصعوبة والتعقيد ، جراحهُ تفيض دماً منذ اكثر من ( اثنتي عشر ) عاماً وما سبق هذه السنين العجاف من حروب وحصارات ومعاناة ومرارات ، وهكذا أمتنا تنزف دماً في ( سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي فلسطين وفي الاحواز ) . فأننا نواجه اليوم في العراق وفي الامة غزواً بربرياً وشوفينياً يهدف الى تدمير الامة وإنهاء وجودها وإلغاء مستقبلها ، وانتم تعلمون وتعلم الامة قد حصل هذا للعراق والأمة يوم تحطم ( سدها ) المنيع المتين الامين امام الطوفان ( الفارسي ) الصفوي بعد غزو العراق واحتلاله وإيقاف مسيرته التحررية النهضوية. الحقيقة الاولى : ان ما حصل للعراق عام ( 2003 ) هو غزو ( امبريالي صهيوني استعماري فارسي ) مجوسي واحتلال عسكري مباشر .. ان الهدف الاساسي لهذا الغزو والاحتلال هو :- اولا.اسقاط النظام الوطني الثوري التقدمي التحرري . ثانيا. تدمير تجربته الشامخة في العراق والتي تجاوزت الخطوط الحمر التي وضعها حلف الغزاة المحتلين للأمة وأقطارها. ولمزيد من التوضيح فأن ( الخطوط ) الحمر التي تجاوزها النظام ( الوطني ) الثوري التقدمي وعلى الصعيدين الوطني والقومي بشكل خاص ثم على الصعيد الدولي هي : 1.انهاء الوجود والتأثير الامبريالي الاستعماري الصهيوني الفارسي الصفوي في العراق ، وفي كل الميادين ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ) وخاصة ميادين ( التجسس والعمالة والخيانة ) فحرر العراق تحريراً شاملاً وعميقاً ، فأصبح القطر المتحرر المستقل الوحيد في اقطار الامة. 2.الهيمنة والسيطرة الكاملة على ( ثروات ) البلد بعد ( تأميم ) النفط واستخراجها ، أي ثروات البلد واستثمارها وطنياً في اعظم مسيرة تنموية حضارية شهدها العراق في تاريخه منذ سقوط الدولة ( العباسية ) فحقق الثورة الزراعية الشاملة وحقق الثورة الصناعية الكبرى وثورة الخدمات وثورة العلم والعلماء والتعليم مئات المشاريع الاستراتيجية العملاقة في الصناعة والزراعة والصحة والمواصلات والتعليم وعموم الخدمات. 3. تبنيه القضية ( الفلسطينية ) بقوة والتزامه المبدئي والاستراتيجي الرسمي المعلن لتحريرها من النهر الى البحر. 4.التزامه ( القوي ) و ( المطلق ) لكل قضايا الامة الاساسية والحيوية وخاصة في ميادين التحرر والاستقلال والتقدم والتطور ودافع عنها بالمال والسلاح والرجال. 5.بناء ( الجيش الوطني القومي العقائدي العظيم ) الذي نغص حياة اليهود في ارض فلسطين الحبيبة والذي حطم العدوان الفارسي الصفوي على الامة في ( القادسية الثانية ) المجيدة وجرع طاغية الفرس وصنمهم الاكبر السم الزعاف والذي أنقذ ( دمشق ) من السقوط بيد ( اسرائيل ) عام 1973. واذكر لكم لقطة واحدة من مواقف ومكارم النظام الوطني القومي التقدمي التحرري وجيشه العظيم على الامة : لقد حصل اشتباك مسلح بين ( موريتانيا ) و ( السنغال ) فأكتسح الجيش ( السنغالي ) الجيش ( الموريتاني ) فاستصرخوا ( العراق ) ، و ( موريتانيا ) تمثل ابعد نقطة من وطننا الكبير عن العراق فنقلنا الدروع بالطائرات مع مستلزماتها وأسلحتها وعتادها ودخلت المعركة خلال ( 48 ) ساعة فاكتسح الجيش ( الموريتاني ) جيش ( السنغال ) وانتهت المعركة بانتصار ( موريتانيا ) ، وقد حصل مثل هذا في ( السودان ) وفي ( سوريا ) يوم زحف جيش العراق الى ( الشام ) على السرف وفي ( الاردن ) وفي ( مصر ) . وانتم ايها الاخوة والرفاق اعلم من غيركم بتفاصيل هذه الانجازات التاريخية وهذا التقدم الحضاري المجيد فكان هدف احتلال العراق وتدمير نظامه الوطني وتجربته الرائدة وتدمير مؤسساته المهمة والحيوية وعلى رأسها الجيش الوطني لكي تأخذ اطراف الحلف طريقها في مزيد من الهيمنة والسيطرة والاستغلال والاستعباد للامة وشعبها. الحقيقة الثانية: هي رد الفعل التاريخي الحضاري للشعب العراقي وقيادته الباسلة وقواه الوطنية والقومية والإسلامية ضد قوى الغزو والاحتلال وعملائهم وفي طليعتهم البعث وجيشه العظيم . لقد اطلقت قيادة البعث اسرع وأشرس وأعظم مقاومة في تاريخ البشرية فقد امتدت في ايام معدودة كالنار في الهشيم لتشمل كل مساحة العراق المسكونة والمأهولة من اقصاه الى اقصاه ( ضباط وجنود ) شملت مراكز المدن والاقضية والنواحي والقرى والأرياف ، وحيث ما تتواجد قوات الغزاة المحتلين ، وقد اشترك في المقاومة كل ابناء الشعب وبكل مستوياتهم وانتماءاتهم الدينية والعرقية والقبلية ، ( العمال والفلاحون والأكاديميون والحرفيون ) وفي طليعتهم جيش العراق الوطني العقائدي العظيم وقيادته الباسلة القيادة العامة للقوات المسلحة ، وكان في طليعة التشكيلات النظامية للمقاومة هي سرايا ( الطف ) الحسينية في الفرات الاوسط و ( الجيش العربي لتحرير الجنوب ) و ( سريا الزبير ) في البصرة ثم جيش ( رجال الطريقة النقشبندية ) الذي هيمن على ساحات الجهاد وصار البعبع المرعب لجنود الغزاة ، ثم جيش ( الصحابة ) في بغداد الذي لازال الى اليوم يقاتل في محيط بغداد وفي الانبار حتى وصلت جيوش القيادة العليا للجهاد والتحرير الى اكثر من ( خمسين ) فصيل والحمد لله . الحقيقة الثالثة : لقد توج هذا الصراع الملحمي الذي خاضه شعب العراق ومقاومته الباسلة مع الغزاة المحتلين بالنصر التاريخي العظيم في ( كانون الثاني علم 2011 ) في هروب الجيوش الغازية وعلى رأسها جيش الامبريالية الامريكية تجر اذيال الخيبة والخسران تنزف جراحها وتلعق بدمائها. واعلموا .. ان في احصائيات المقاومة الدقيقة وصل عدد القتلى اكثر من ( خمسين ) الف من جنود ومرتزقة الامبريالية الامريكية ، وفي احصائيات بعض المراكز البحثية اكثر من ( 70 ) الف قتيل وعدد المعوقين والمشوهين اكثر من ( مائتي ) الف ، ولقد بلغت خسائرهم المادية الى حد كاد ان ينهار فيها ( الاقتصاد ) الامريكي وكل ( الاقتصاديات ) المرتبطة به في العالم ، وأما الخسائر ( النفسية ) و ( المعنوية ) و ( السياسية ) للجيوش الامريكية ولمراكز القرار فيها دفعت بأمريكا الى الحضيض وسيضل يلاحقها قرار احتلال العراق وتداعياته الى الابد. يتبع رجاءا .