تمتاز المقاومة العراقية المسلحة وسواندها السياسية والإعلامية بميزة مهمة لا تخطئها عين أي سياسي أو عسكري. فمقاومتنا تمتلك استراتيجية وعناصر تنفيذ لها وتمتلك تكتيكات حيوية متنوعة وقوى تنفيذ لها. وتتأتى هذه الحيوية من حاصل الخبرة العسكرية لضباط جيشنا الوطني الباسل والخبرات الواسعة للمفاصل السياسية المختلفة المنتشرة عمودياً وأفقياً وبطريقة النسغ متعدد الاتجاهات وبتوفير الظلال والبدائل. ومعروف أن الحيوية الإعلامية تتماهى مع منابعها العسكرية والسياسية. أنجزت المقاومة العراقية البطلة عملها التحرري المقدس على مستويات عدة منها : * تمكنت من إثخان الجراح بالقوات الغازية حتى اضطرت للانسحاب من العراق بعد أن تركت ذيولاً ومواقع مخابراتية وأمنية وأوقعت إيران في ذات المستنقعات التي فرت منها!. * استطاعت إنجاز خطوات هامة في صياغة خطوات تغيير المشهد السياسي الذي أفصح عن اعترافات متتالية من أميركا وأعوانها ببطلان الغزو والاحتلال وفشله في كل أهدافه عدا أهداف الدمار وقتل شعبنا ونهب ثرواته. لم يكن الدخول الروسي إلى سوريا سوى انعكاس مباشر لنجاح مقاومتنا الباسلة عسكرياًَ وسياسياً وإعلامياً في فرض معطيات ميدانية جلية واضحة. والدخول الروسي العدواني قدم لوحة ملونة لفشل إيران وانكسار ظهرها في سوريا والعراق وهي التي كانت البعير الذي رمته أميركا في الوحل ليحمل عنها ولها الأشواك والعنبر في آن معاً وهو نفس البعير الذي امتطاه الروس من خلف سنامه حتى أيقنوا أن ناقلتهم وحاملتهم قد غاصت في ورطتها المركبة. ولم تكن مقاومتنا العبقرية بعيدة عن الخليج والجزيرة بل فتحت أبوابها الموصدة بثقة جمة واقتدار واثق وجعلت العرب هناك وفي اتجاهات أخرى عبر الأحمر في السودان ومصر ومغربهم الممتلئ بطاقات حراك يتماهى مع المشهد الإجمالي للتغييرات العميقة الظاهرة والدفينة في الجسد المصري جعلتهم ينتقلون عملياً إلى ساحة المواجهة مع إيران المعتدية أو لينقل بدايات هذه المواجهة. لقد أرادتها إيران طائفية لتضفي شرعية دينية زائفة على تغولها القومي فجنت إلى اللحظة ما لا يسرها وما سينتهي بقبر عدوانها ومشروعها الاحتلالي لأمتنا. فإحدى عتبات التداعيات الآنية هي أن دولاً إسلامية مهمة قد استشعرت الطيش الفارسي. فجيوش العرب اليوم تناور في تخوم العراق الجنوبية وفي بحار العرب مدعومة بسياسة جديدة معلنة وتفضي إلى التقاطعات التي تشي بكل الاحتمالات مع أميركا ومع روسيا اللتين مارستا الغزو والعدوان وحماية إيران وتوريطها. إن السياسة العربية الآن قد دخلت في منعطفات فيها انكسارات ضوء وارتدادات موحية على غير ما كانت عليه يوم تم غزو العراق وبوسع مقاومتنا التي كانت حاضرة بقوة في خلق المشهد الجديد وتداعياته من أن تمضي قدماً في إعادة تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية والإعلامية لصالح تحرير العراق وسوريا وليبيا والحفاظ على الكيان العربي ومقدساته المادية والروحية. لقد نجحنا إلى الآن في خلق التغيير .. وسيمضي تكتيكنا واستراتيجنا باتجاهات الأهداف العظيمة وستكون سطوتنا حضوراً وفعلاً هي ذراع الميزان وستنتهي حقبة لعبة الإرهاب على غير ما أراد لها منتجو الإرهاب.. أمريكا وإيران.