لم تنقطع المواقف الفارسية منذ حادثة الاعتداء المزدوج على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد؛ ولم تتوقف للحظة.. ولقد تميزت هذه المواقف ككل مواقف الفرس بتناقضات جلية هي امتداد لسياسات الملالي القائمة على التعويم والتضارب الصارخ.. ويمكن في هذا الصدد الوقوف عند تصريحات المؤسسات الثلاث المشكلة لنظام الملالي في طهران وهي المؤسسة الدينية ممثلة في المرشد الأعلى لما يسمى بالجمهورية الإسلامية علي الخامنئي والمؤسسة السياسية في شخوص رئيس العدو الفارسي ووزير خارجيته خصوصا والمؤسسة العسكرية ليتبين المتابع حقيقة الذهنية العنصرية الحاقدة المتأصلة والثابتة في سياسات الفرس تجاه العرب حصرا.. وما من فائدة ههنا في التذكير بتخبط أركان النظام الإجرامي الفارسي في تعامله مع الاعتداءات على مقري البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران؛ خصوصا بعد الإجراءات الحازمة التي اتخذتها السعودية وما تلقته من دعم عربي رسمي وشعبي كبيرين باستثناء تلك الساحات التي نجحت منظومة الشر والحقد الفارسية في السيطرة على قرارها وتثبيت نغولها فيها. تراوحت تلك المواقف بين محرض ومشجع مفاخر باستهداف سيادة السعودية؛ وبين مستنكر رافض لها ومتعهد بتتبع الجناة ومحاسبتهم دون نسيان الاعتذار للسعودية ؛ وبين مهدد صراحة لها بأعلى لهجات التهديد الخارجة عن كل الأعراف الديبلوماسية والمواثيق المنظمة لعلاقات الدول. إنه لا غرو في القول إن أخطر المواقف الفارسية المعادية للسعودية والمستهترة بمشاعر مئات ملايين العرب والمسلمين هي تلك التي ذهب فيها كبار جنرالات الحرب الفرس لحد من الوقاحة كبير حيث عبروا عن استعدادهم لما أسموه بتدمير صندوقهم الأسود في إشارة للكعبة في استحضار لما تنضخ به العقيدة الفارسية الصفوية الخمينية من أحقاد على العرب لا تضمحل وثارات لا تتزحزح؛ ومثل هذه المواقف تعج بها كتابات الخميني وتصريحاته وموروثه الفقهي المتخلف المشوه.. هذا ويبقى تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني الإرهابي أكثر مواقف الفرس عنجهية وعدوانية ووضاعة؛ فلقد أخذته العزة بالإثم لحد القول علنا إن السعودية هي العدو الأول الحقيقي وهي أشد خطرا من " إسرائيل " في محاولة بائسة لتبرير حالة الهيجان والغليان التي تطبع الأداء الفارسي في المنطقة.. إن الوقوف عند هذا التصريح المقزز والمستهجن كفيل بتعرية ادعاءات الفرس الكاذبة بشأن عدائهم للصهيونية وهو أيضا حجة جديدة لنغول إيران في الوطن العربي ليستفيقوا ويستعيدوا رشدهم فيكفوا عن التسبيح بحمد الولي الفقيه المتصهين والخادم المطيع لأحلام بني صهيون.. هل من مبرر بعد تصريح كبير جنرالات فارس لصم الآذان بشعارات صفراء من قبيل " الموت لإسرائيل؛ الموت لأمريكا " وهو الشعار الكذبة الكبرى التي استمرت لقرابة أربعة عقود؟ أليس كلام رئيس الحرس الثوري الإيراني في جوهره توجيه جدي لساحة الحرب الجديدة لإيران في المنطقة؟ ألم يفعلها المجرم الخميني ذات يوم حيث أكد على أن الطريق للقدس يبدأ من بغداد لتنطلق بعدها سلسلة اعتداءات إيران على العراق؟ ألا يعني تصريح المجرم كبير جنرالات الحرس الثوري الايراني تحول الطريق للقدس ليمر عبر جدة ومكة والمدينة؟؟ لقد تاه الفرس طويلا في تلمس نهجهم للقدس؛ فمرة تكون بغداد ضالتهم لذلك؛ ومرة كربلاء ومرة حلب والقلمون وغيرهما.. نافلة القول إن حقيقة العداء الفارسي الصفوي للعرب ثابتة معلومة بل إنها أشد الحقائق وضوحا وترسخا وعلمية؛ وما تصريح المجرم رئيس الحرس الثوري الإيراني إلا تدليل جديد على ذلك ؛ وما الوقوف عنده إلا من باب ( من فمك أدينك ) فالفرس وعلى امتداد حقبة الصراع العربي الصهيوني كانوا معينين حلفاء تقليديين لليهود منذ الأسر البابلي الأول وقد لعب كورش دوا خطيرا في شد أزرهم وتعاون معهم على إسقاط بابل؛ وصولا لغزو العراق وخدماتهم الجليلة للغزو البربري الامبريالي الصهيوني الآثم بإقرار رسمي من وزير خارجية نظام الملالي بذلك مرورا بتحالفهم مع اليهود عند احتلال اليمن قبل خمسة آلاف عام وكذلك تآمرهم مع التتار لتدمير بغداد إضافة لتحالفهم مع ملك البرتغال والبريطانيين في ضرب العرب وتذبيحهم فكافأتهم بريطانيا بمنحهم الأحواز العربية منذ تسعين عاما.. وهاهم اليوم يستهدفون السعودية بشتى السبل مستفيدين من حالة الجزر القومي العربي .. وما تصريح كبير حراس الثورة الخمينية إلا تأكيد للحقيقة البشعة القبيحة لأواصر التحالف الفارسي الصفوي الصهيوني التاريخي!