وأقول للإعلاميين في كل القنوات الفضائية العربية التي لديها برامج حوارية حول ما يجري في العراق وفي وطننا الكبير . أقول ان ارادت هذه القنوات ان تجري برامجها الحوارية على اساس الحق والحقيقة والمعلومات الدقيقة فأن ثوار العراق وأحراره ورفاقهم في اقطار الامة المستباحة او المهددة من قبل العدوان الفارسي الصفوي هم وحدهم الذين يملكون المعلومات الحقيقية والدقيقة والتفصيلية عن كل ما يجري في العراق وفي اقطار الامة الاخرى المستهدفة من قبل الفرس الصفويون لان هؤلاء الثوار الاحرار يمثلون جزءً اساسياً وطليعياً من ثوار الامة وأحرارها في هذا الصراع الدائر في هذه الاقطار بين شعب العروبة وقواه الوطنية والقومية والإسلامية والغزاة الطغاة البغاة المحتلين وعملائهم وأذنابهم ، وان ثوار العراق يعيشون حرارة هذه المعارك ومرارتها ليل نهار على امتداد اكثر من اثني عشر عام وهم يرتبطون في الداخل المجاهد المقاتل اي في ساحة الصراع المباشر ارتباطاً عضوياً وحياً وفاعلاً فهم وحدهم اهل العلم والمعرفة والخبرة والتجربة وفي كل شؤون الحياة في العراق السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية لأن قناة معلوماتهم مفتوحة ليل نهار مع الداخل . ان ثوار العراق وأحراره من العسكريين والمثقفين والإعلاميين والخبراء والشعراء والأكاديميين كانوا هم اول المستهدفين من حلف الغزاة وعملائهم وخاصةً من قبل الفرس الصفويون ، لقد قتلوا المئات منهم وهجروا وشردوا الالاف منهم فهؤلاء يمثلون ثروة الامة العزيزة الثمينة النادرة فلا يليق ب ( بالقناة كذا ) ان تتجاوز مثل هذه الكفاءات النقية الطاهرة الحرة الابية الصادقة المخلصة للأمة وقضاياها الاساسية المجاهدة في سبيل تحرر الامة ونهوضها وتأتي بأناس بعيدين عن المعركة لا علم لهم ولا خبرة ومنهم من يتعاطف مع الغزاة وعملائهم اكثر من تعاطفه مع الشعب ومحنته وثورته ومنهم من يقف بالضد من شعب العراق وثورته ويدافع بقوة عن قوى الغزو والاحتلال وعملائهم وقتلتهم وميليشياتهم المجرمة .. كيف تستضيف الذي يصف المجرم المالكي وزمرته الصفوية الذين جاءوا الى العراق على دبابات الغزاة المحتلين بالأحرار والأبطال والفاتحين ويصف احرار العراق وثواره وأحرار الامة وثوارها بالقتلة والمجرمين والإرهابيين . هنا وفي هذه الحالة وفي الحالات المشابهة لها سيحصل التزوير والتضليل ويقع الظلم على الوطن والشعب والأمة وعلى احرارها وثوارها بأبشع صورة فلا يليق بهذه ( القناة ) ولا بصاحبها الشريف ان يدنس ساحتها مثل هؤلاء الذين انسلخوا عن وطنهم وأمتهم وهويتهم وعقيدتهم كما تنسلخ الحية من جلدها والتحقوا بركب الفرس الصفويون. انا لا اعتقد ان صاحب هذه ( القناة ) يكون محايداً بين الحق والباطل وبين الشر والخير وبين الكفر والإيمان بحجة الديمقراطية والحرية فهو مؤمن ضد الكفر والإلحاد وهو مع الحق ضد الباطل وهو مع الخير لنفسه ولعائلته ولشعبه ولامته ضد الشر لأن الديمقراطية عندنا تمثل احد اهم الوسائل التي ترمي الى استخراج الخير بكل انواعه من اعماق النفس البشرية ، والديمقراطية عندنا كمظهر عملي اساسي وجوهري من مظاهر الحرية ترمي الى تفجير طاقات الانسان الكامنة المبدعة الخلاقة الخيرة في كل ميادين الحياة لإصلاح ما أفسده المفسدون على الارض وأعمارها حاشا ديمقراطيتنا ان تكون وليدةً لديمقراطية الغرب او مستنسخة عنها ، ان ديمقراطيتنا ديمقراطية العروبة ورسالتها الخالدة كانت وستبقى الى الابد وليدة عقيدتنا وفكرنا وقيمنا ومثلنا وتقاليدنا ، اما ديمقراطية الغرب فهي وليدة عقيدتهم الباطلة وفكرهم الاستعماري الشوفيني العدواني وهي وليدة قيمهم ومثلهم وتقاليدهم المنحرفة والمنفلتة ،ان ديمقراطية الغرب التي صدرها الينا بالقوة تلعب اليوم دوراً تدميرياً لمستقبل الامة ولتقدمها وتطورها لأنها غريبة على شعبنا ولأنها بعيدة عن تقاليدنا وقيمنا ومثلنا بل وتتقاطع مع فكرنا وعقيدتنا ديمقراطيتنا ( وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ) ، وهذا ما نسميه بالديمقراطية المركزية ، الديمقراطية التي تحافظ على قيم السماء وترعاها الديمقراطية التي ترعى الحق وتقيم العدل وتدحض الباطل وتمنع الظلم والتعسف والعدوان والطغيان والتدجيل والتضليل والتزوير والفساد والإفساد ، الديمقراطية التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله . ان ديمقراطية الغرب مفصلة لشعوبهم فقط فهي تمثل جزء لا يتجزأ من التطور الاجتماعي الحضاري لشعوبهم في بيئاتهم بل هي وليدة التطور الاجتماعي الحضاري الذي تحقق على اساس عقائدهم ومذاهبهم وقيمهم ومثلهم وتقاليدهم . لقد توقفت طويلاً عند الديمقراطية التي جاءت بها الامبريالية الامريكية وحلفائها الى عراقنا الحبيب فرأيت نتائجها الوخيمة ومخلفاتها التدميرية بعيني اكثر من ( مليوني ) عراقي قتل باسم ( الديمقراطية ) وتحت عنوانها وهجر وشرد نصف الشعب العراقي تحت عنوان الديمقراطية وباسمها ، لقد فتحت الديمقراطية الوافدة الينا عبر البحار والمحيطات ( الفساد السياسي والعسكري والإداري والمالي والاقتصادي والاجتماعي على مصا ريعه وإثارة الفتن الدينية والطائفية والعرقية والإقليمية وأججت النيران في أوساطها حتى أحرقت الاخضر واليابس ) في عراق العروبة ورسالتها الخالدة. لقد جاءت ( الديمقراطية ) الوافدة الى العراق بكل شذاذ الافاق الذين نمت لحومهم وشحومهم ودمائهم على موائد ( المخابرات ) الدولية ( فدربتهم وعلمتهم ممارسة فن الفساد والإفساد الشامل والعميق لحياة الشعب ، لقد نهبوا وسرقوا اكثر من تريليون دولار من عائدات النفط فقط عدا ما يأتي الى خزينة الدولة من الموارد الاخرى ، لقد فككوا آلاف المصانع التي تنتج الصناعات الثقيلة والمتوسطة وباعوها خردةً في الاسواق الخارجية ، دمروا كل منجزات الشعب العراقي التي حققها على مدى اكثر من سبعين عاماً ، دمروا الزراعة تدميراً شاملاً كان العراق يصدر مليون طن حبوب فائض عن حاجته الآن يستورد العراق ثلاث ملايين طن من الحبوب ، علموهم فن القتل والذبح والحرق والتدمير والتخريب فقتلوا العلماء والخبراء والباحثين والمبدعين ، قتلوا خيرة ضباط الجيش العراقي الذين أبدعوا في حرب القادسية الثانية ، دمروا محافظات كاملة بأقضيتها ونواحيها وقراها ، نسفوا المساكن ونهبوا الثروة الحيوانية واحرقوا الزر وع وذلك لكي لا يبقى اي امل لأهلها بالعودة اليها والنموذج الصارخ لهذه المحافظات محافظة ديالى التي احتلها الحرس الثوري الايراني وسلمها الى الميليشيات لتعيث فيها الفساد وتبدأ اكبر حملة للتغيير الديموغرافي فيها ، إذ لم يبق أي امل وأي امكانية لعودة اهلها اليها ، هكذا يجري التغيير الديموغرافي في العراق اليوم باسم الديمقراطية الامريكية وتحت خيمتها ) . يتبع رجاءا ..