في مثل هذا اليوم من عام 1991 أطلق العراق صواريخ سكود على الكيان الصهيوني بامر من الشهيد صدام حسين ، وقد كانت الأهداف تتمركز في تل ابيب وميناء حيفا والنقب ، وقد بدات عمليات القصف بعد يوم واحد من حرب الخليج الثانية ، وكان عدد الصواريخ (39) صاروخاً ، انتظرت الأمة من محيطها إلى خليجها أن تبادر دولة عربية باطلاق الصاروخ رقم الاربعين ، ولكن كان العراق وحده من نال هذه البطولة والشجاعة ، واكتفى الآخرون بالجعجعة اللفظية. العراق كان قد أثبت جدارته في أنه حامي البوابة الشرقية ، خاصة بعد أن حقق النصر على قوات المهووس الخميني ، وتجرع هذا الاخير لكأس السم لاجباره على وقف اطلاق النار ، بعد أن الحقت القوات العراقية الباسلة به هزيمة لم يتعلم الفرس منها ، ولم يأخذوا العبر ، خاصة بعد أن قامت امريكا بغزو واحتلال العراق ، وتآمرت مع الامبريالية والصهيونية في احتلال العراق ، وهاهم اسيادها في واشنطن قد سلموها العراق على طبق من ذهب بعد هروبهم من وجه المقاومة العراقية الباسلة ، وإنه ليوم قريب ليتجرع ملالي الفرس كؤوس السم على أيدي أبطال العراق ، ليعود العراق شوكة في أعين الامبريالية والصهيونية والصفوية . كلنا على يقين أن الكيان الصهيوني كيان غاصب وأن مصيره الزوال ، فإن فلسطين قد تعرضت لموجات عدوان واغتصاب في ظل ضعف وهوان عربي ، ولكن الأمة التي حباها الله بأعظم رسالاته في كل مرة تعيد الكرة على أعدائها ، وتلحق بهم الهزائم المرة ، لتؤكد أن هذه الأمة وإن ركعت لكنها لن تسجد لغاصب ولا لمحتل ، وإن هذه الارض التي حباها الله بكل رسالات السماء ، يقوم على أديمها من يتسلح بالايمان والارادة على حمايتها . الفرس المجوس لم يتعلموا من تاريخ صراعهم ضد العراق ، فقد هزمهم العراقيون خمس مرات على أرض العراق باستثناء القادسيتين ، ويظنون واهمين بمساعدة الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية أن يلحقوا العراق بدولة فارس المقبورة، التي لن تقوم لها قائمة بعد سقوطها أمام جحافل الفرسان العرب في زمن الخليفة العادل الفاروق رضي الله عنه ، الذي قال اللهم اجعل بيني وبينهم جبل من نار ، ليدرأ مكرهم وخبثهم . عدوان لدودان باتا يصولان في الوطن العربي ، الكيان الصهيوني ، وملالي الفرس المجوس ، وقد خاب ظنهما أن يدوم سبات الأمة بفعل حكامها الذين سقطوا في أول مواجهة ، وإنتهى دورهم منذ زمن ، وباتوا عالة على الامة وسبة في وجهها ، هذان العدوان لايقرأ الواحد فيهما التاريخ جيداً ، وإن قرأ لا يفهم معنى الصراع مع الامة العربية الاسلامية ، فالصراع على الدوام مع أعداء الأمة ينتهي بهزيمة الاعداء وتبقى الامة ، هي أمة رسالة كُتب لها أن تكون واقفة على الارض حتى يوم الدين ، ولن يكون لوقوفها إلا بأن تكون منتصرة ، لأنها على حق ، ولن تكون إلا سيدة ، لأنها تحمل رسالة السماء التي جاءت ليكون الانسان سيداً لاعبداً ، فقد حررت الإنسان من العبودية ، عبودية الظلم والجهل والتخلف . صواريخ العراق كانت تؤكد أن الأمة في حضرة القيادة المؤمنة بقدرتها ، وتوحيد امكانياتها قادرة على تحقيق النصرعلى أعدائها ، وقد كانت القيادة العراقية، وبشموخ أعضائها ، وجسارة مواقفها ، وعزيمة ارادتها ، قد أسقطت نظرية الأمن القومي الصهيوني ، فقد دأب هذا الكيان الغاصب على نقل معركته مع الامة خارج حدود فلسطين ، لهشاشة مرتزقته ، وعدم قدرتهم على الصمود ، وقد تأكد أن الأمة بوحدتها ، ونضالات جماهيرها ، وتوفير القيادة المؤمنة بقدرة وجسارة وايمان بشعبها ، تستطيع تحقيق النصر على أعدائها . عراق صدام حسين ، عراق القيادة الوطنية ، أكدت بالفعل لا بالقول والجعجعة الكلامية أن الأمة تمتلك عناصر النصر ، وهي مدعوة لأن تعيد تاريخها ومجدها ، فلها تاريخ يجب أن تدافع عنه ، فقد قيل أن التاريخ يقاتل مع أمته ، ولكن على الأمة أن تدافع عن تاريخها، وهذ ما كان نصب أعين قيادة العراق الوطنية ، وهاهو عراق اليوم يعيش الذل والمهانة في ظل حكومة أكدت للعالم أجمع أنها من أكثر دول العالم فشلاً وفساداً . dr_fraijat45@yahoo.com